محمد السيد يكتب: الحب فى زمن اللاحب

الأربعاء، 30 أبريل 2014 02:08 ص
محمد السيد يكتب: الحب فى زمن اللاحب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب كلمة صغيرة فى مبناها كبيرة فى معناها، لكن أغلب الشباب والفتيات الآن لا يعرفون ذلك، وما تشاهده فى شوارع المحروسة من مسك اليدين أو احتضان لا يدل على قصة حب وإنما يدل على اثنين يعيشان فترة مراهقة.

فأصبحت كلمة أحبك الآن "لبانة" فى فم اثنين يعيشان فترة المراهقة إن لم تكن تخرج منهما بعد تضحيات كثيرة، فالشاب الآن بمجرد إعجابه بفتاة أول ما ينطق به لسانه يقول لها أحبك وهو لا يعرف قيمة تلك الكلمة وأول ما يتقابلا معا يمسك بيديها أمام الجميع.
الحب الحقيقى والصادق يجعلك تخاف على من تحب وتخشى عليه من حديث الناس، ولا تتظاهر بمن تحب أمام أصدقائك، فلو ذهبت إلى الجامعة تجد الشاب يتفاخر أمام أصدقائه بتعرفه على إحدى الفتيات ويلتفت يمينا ويسارا وهى بين يديه ويدعى فى النهاية أنه يعيش قصة حب معها.
هذا ليس صحيحا ولكنه يشير إلى أشياء كثيرة وهو أنه يعيش فترة مراهقة أو يريد أن يتظاهر أمام أصدقائه أو لخروجه من قصة حب ويريد نسيانها، فلو كنت تحبها لابد أن تخاف عليها ولا تعطى فرصة لأصدقائك أو لغيرهم للحديث عنها.

وإذا ذهبت أيضا إلى الأماكن العامة كالحدائق والكورنيش ترى أشياء كثيرة كاحتضان الشاب للفتاة أو تقبيلها تحت مسمى الحب وهذا فعلا حب ولكنه يسمى حب الجسد من أجل إشباع رغباته الجنسية.. فاحذرى عزيزتى الفتاة من ذلك واعلمى أنه إذا طلب منك ذلك فإنه لا يحبك.

"بحبك" كلمة لا تقال إلا فى وقت ومكان مناسبين لها، فالوقت المناسب لها يأتى بعد أن يشعر كل من الطرفين بمعناها ويظهر ذلك فى تضحيات كثيرة وخوفهما على بعض، أما المكان المناسب هو الذى جمعهما سويا فى أول لقاء أو المفضل لديهم.

أرى أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية التى يمر بها الشاب والفتاة الآن تحظى بدور كبير أيضا فى فقدان قيمة ومعنى الحب، وذلك لتردد الشاب من الدخول فى قصة حب حقيقية نظرا لحالته الاقتصادية التى لا تسمح له من أن يستكمل مشواره وأن تنتهى تلك القصة بالزواج فيضطر إلى اللجوء للحب الهوائى.
باختصار.. نحن فى حاجة الآن للعودة لأفلام الزمن الجميل أفلام عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت وعمر الشريف وفاتن حمامة، التى حملت لنا الكثير من معانى الحب الصادق الذى يأتى بعد مشوار طويل على خلاف ما نشاهده الآن من الأفلام التى تتناول الكثير من المشاهد الخارجة وحب الجسد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة