قال محمد عابدين القيادى العمالى، إنه فى الوقت التى يحتفل فيه عمال العالم بعيدهم الذى يعد تكريما لنضالات الطبقة العاملة والتى بدأت منذ عام 1886 وحتى الآن، مازال عمال مصر يعانون من الرأسمالية المتوحشة المستندة على أنظمة دأبت على إعطاء كل الامتيازات والإعفاءات الضريبية للمستثمرين وقوانين مجحفة تهدر حقوق العمال وتجعلهم لقمة سائغة لأصحاب الأعمال.
وأضاف "عابدين" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه فى بورسعيد يتعرض عمال البولى بروبلين للسجن لمجرد مطالبتهم باستخراج تصريح للإضراب لعدم التزام صاحب العمل بتنفيذ اتفاقية عمل جماعية تم توقيعها فى يناير 2014، وتم اتهامهم بالتحريض على الإضراب وفى السويس يتعرض عمال بلاتنيوم السخنة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لفض إضرابهم، وذلك لمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة التى كفلها لهم الدستور والقانون، ومازال الحد الأدنى للأجور والمعاشات والحد الأقصى للدخل لم يطبق، ومازال العمال المفصولون يعانون هم وأسرهم من الأحكام القضائية النهائية بعودة الشركات إلى القطاع العام لم تنفذ، ولم يتم تشغيل المصانع المغلقة، وقانون الحق فى التنظيم حبيس الأدراج.
وتابع "عابدين" أنه فى ظل ذلك يحتفل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر مع الرئيس المؤقت، مثلما احتفلوا العام الماضى مع المعزول مرسى بقصر القبة، موجها رسالة لأعضاء الاتحاد الحكومى قائلا: "يا من تحتفلون فى قاعة المؤتمرات أنتم لا تمثلون العمال، وإنما تمثلون الأنظمة وأى أنظمة مهما كان عداؤها للعمال وانحيازها لأصحاب الأعمال والمستثمرين".
وأكد "عابدين"، أنه لو أرادت الحكومة والقائمون على أمور البلاد إنجاح الثورة المصرية التى كانت ومازالت مطالبها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فيجب تنفيذ مطالب الطبقة العاملة من العمال والفلاحين والصيادين والعمالة غير المنتظمة التى هى فى الأصل مطالب اقتصادية واجتماعية سوف تكون طريقا لتحررهم من هيمنة أى جهة أو استخدامهم بغير إرادتهم واختياراتهم الحرة فى العمل العام والشأن السياسى، ويمكنهم فى ذات الوقت من أن يعيشوا حياة كريمة يؤدون خلالها دورهم الإيجابى فى المجتمع.
