عبد الستار الهياتمى يكتب: ثورة ثالثة لبناء الوطن

الأربعاء، 30 أبريل 2014 02:06 م
عبد الستار الهياتمى يكتب: ثورة ثالثة لبناء الوطن المشير عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتبق سوى أسابيع قليلة ويتوجه المصريون لاختيار رئيسهم الجديد فى انتخابات نتيجتها محسومة سلفا، لصالح المشير عبد الفتاح السيسى (مرشح الضرورة) أمام الأستاذ حمدين صباحى (مرشح الثورة).

وبصرف النظر عن البرنامج الانتخابى لكل منهما. فإن أهم أسباب حسم وتفوق السيسى على منافسه الآخر هو موقفه التاريخى الذى أتخذه وهو على رأس المؤسسة العسكرية بانحيازه إلى جانب المصريين، للتخلص من حكم الإخوان، وذلك إبان ثورة ٣٠ يونيو، فأصبح فى نظر المصريين هو "المخلص" والذى وجد فيه كل مصرى ما افتقده منذ سنوات طويلة لقائد وزعيم قوى يشعرهم دائما بأنه يستطيع أن يحقق أحلامهم.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن هل سينجح المشير السيسى بعد توليه السلطة، بأن يكون المخلص من كابوس الانهيار الاقتصادى والفساد الإدارى لأغلب مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى رفع المستوى المعيشى لقطاع كبير من الشعب، وكذلك القضاء على طابور البطالة وتصديه بكل حسم للمشاكل المعقدة والمؤجلة منذ سنوات طويلة، وتحتاج إلى قرارات مصيرية لا تقل أهمية عن قراره المصيرى الذى اتخذه فى ٣ يوليو ٢٠١٣، أعتقد أنه يستطيع أن ينجح فى ذلك!!.

فأمام المشير السيسى فرصة تاريخية لم يحظ بها أى رئيس مصرى سابق على مر التاريخ، وهى الإجماع الشعبى الذى ناله منذ أكثر من عام، ومطالبة بل وإصرار المصرين على ترشحه للرئاسة، مما يجعل عملية الاقتراع والتصويت له ما هى إلا إجراءات دستورية فقط، لكى يتولى منصبه بصورة قانونية. كما أن وجود السيسى خارج المسئولية الرئيسية ما يقرب من عام تقريبآ يراقب عن كثب مشاكل وهموم المواطن المصرى، سيجعله يبدأ فور استلام مهامه الرئيسية باتخاذ قرارات وحلول سريعة وغير تقليدية، لحل تلك المشاكل دون انتظار لمعرفتها. ولكن نجاح أو فشل السيس كرئيس ليس متوقفآ فقط على مدى الحب والإجماع الشعبى عليه. فكل مصرى يعتقد أن دوره يقتصر على الذهاب والتصويت للمشير السيسى، ليكون بذلك قد أدى واجبه الوطنى فهو واهم.

فلابد أن يعى كل فرد منا أن العلاقة بين الشعب وحاكمه هى علاقة تبادلية، أى أن نجاح الحاكم من نجاح شعبه. بمعنى لو ظل الشعب لا يعرف معنى الجهد والعرق والعمل المتقن كل فى مجاله، واستثمار الموارد والثروات التى منحها الله لنا فى شتى المجالات. فلن ينجح ألف سيسى فى النهوض بنا لنصبح فى مصاف الدول المتقدمة.

إن النجاح الذى حققه الشعب فى الثورة الأولى يوم ٢٥ يناير ٢٠١١، لإزاحة الحكم بعد ١٨ يومآ
من نزول الشعب إلى الميادين. ثم نجاحه مرة أخرى فى الثورة الثانية يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لخلع الرئيس بعد ثلاثة أيام فقط. يجعلنا نجزم بأن إرادة وتصميم هذا الشعب تنحنى أمامها أى عقبات تحوله دون تحقيقها. فهل يستطيع المصريون هذه
المرة بالقيام بالثورة الثالثة؟. نعم ثورة ثالثة ولكن ليس لإزاحة نظام أو خلع رئيس، وإنما لبناء وطن ومستقبل واعد ينتظره هو وأبناءه. ثورة ثالثة يكتشف فيها الإنسان المصرى ذاته ومجده الذى أصبح على وشك أن ينساه. فكم أتمنى لو تدفقت هذه المرة الملايين التى كانت تملأ الميادين والشوارع فى الثورتين السابقتين للقيام بثورة ثالثة، لإعادة الأخلاق والمبادئ التى يتميز بها المصريون. ثورة ثالثة للعمل والإنتاج والعرق والجهد.

ألم نشعر نحن المصريون بالغيرة المشروعة والخجل عندما نجد دولآ كثيرة أقل منا زمنآ وحجمآ ولا تملك الموارد البشرية والجغرافية مثلنا وقد استطاعت بإرادة وتصميم شعبها أن تلحق بقطار التقدم، ليصل بها إلى محطات النمو والنهضة والازدهار؟. كلنا يتذكر نداء الفريق أول السيسى وقتها عندما طلب من الشعب الوقوف بجانبه وإعطائه تفويضا لمواجهة خطر إرهاب (محتمل) فلبى الشعب النداء، ونزلت الملايين فى الميادين والشوارع تمنحه هذا التفويض. فليخرج علينا السيسى مرة أخرى بعد توليه المسئولية ليطلب من المصريين الوقوف بجانبه وإعطائه تفويضا لإنقاذ ومواجهة خطر انهيار اقتصادى، ولكن هذه المرة (مؤكدا) سوف يطيح بكل أمانى وأحلام هذا الوطن والذى من أجله ضحى أبناء هذا الشعب. فهل يلبى الشعب النداء؟.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة