عندما نستقبل الأخبار الأخيرة عن تقدم الفلسطينيين فى «فتح» و«حماس» نحو المصالحة الوطنية الشاملة، فإننا نتذكر الجهد المصرى فى هذا السبيل، ففى عهد الرئيس الأسبق «مبارك» حاولت «مصر» بقيادة «عمر سليمان» رئيس المخابرات و«أحمد أبوالغيط» وزير الخارجية حينذاك، القيام بدور فعال فى هذا السياق، ولقد سألت السيد «عمر سليمان» ذات مرة عام 2009 هل «حماس» هى المعوق للمصالحة؟ فأجابنى قائلاً: «إن عبء التأخير يقع على «فتح» و«حماس» معًا وليس على إحديهما فقط» وبعد «ثورة 25 يناير - كانون ثان» دفعت «مصر» بقيادة اللواء «مراد موافى» رئيس المخابرات حينذاك بجهد ملموس أدى إلى توقيع اتفاق مبدئى بالمصالحة، وعندما وصل «الإخوان» إلى الحكم كان التنسيق المصرى مع «حماس» قويًا بينما تميز التعامل مع «أبى مازن» وحركة «فتح» بالفتور.
ولكن الأمور تحوّلت فى اتجاه عكسى، عندما وقعت «انتفاضة 30 يونيو حزيران» التى أطاحت بحكم «الإخوان» وفتحت جسورًا للتواصل أكثر مع حركة «فتح»، بينما توترت العلاقات مع حركة «حماس» باعتبارهم فصيلاً عسكريًا من «الإخوان المسلمين»، ولقد حافظت «مصر» على «شعرة معاوية» من التواصل القومى مع حركتى «فتح» و«حماس» معًا فى محاولةٍ مخلصة للتوافق الفلسطينى، وإذا كنا قد ذكرنا من قبل أن تدهور الوضع فى «سوريا» كان عاملاً ضاغطًا على «حركة حماس» والمناضل «خالد مشعل» تحديدًا للتوجه نحو المظلة التاريخية «لمنظمة التحرير الفلسطينية» فإن المشهد المصرى وتطوراته هو عامل رئيس فى توجيه الحركتين معًا نحو المصالحة الوطنية.
د. مصطفى الفقى يكتب: المصالحة بين فتح وحماس إنجاز مصرى جديد.. والقاهرة حافظت دائما على شعرة معاوية مع الحركتين لصالح القضية.. والوضع فى سوريا كان عاملا ضاغطا على خالد مشعل
الأربعاء، 30 أبريل 2014 08:39 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة