سادت حالة من الجدل الأمنى بين بعض الخبراء الأمنيين، بسبب دخول المئات من أمناء وأفراد الشرطة على مستوى مديريات الأمن فى المحافظات، اليوم، فى إضراب عن العمل، احتجاجا على ما وصفوه بسوء معاملة الضباط لهم، وتنديدًا بالقبض على أمين الشرطة، الذى يعمل بمطار القاهرة، مطالبين بالإفراج عنه وإقالة مدير المطار.
قال الخبير الأمنى اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن السبب الرئيسى وراء إضراب أمناء وأفراد الشرطة عن العمل على مستوى مديريات المحافظات، هو جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، لأنها قامت بإلغاء قانون "المحاكمات العسكرية" من جهاز الشرطة، مشيراَ إلى أن هذا الأمر جرأ أفراد الشرطة على الإضراب عن العمل، مؤكدا أن القانون كان قائما فى جهاز الشرطة من قدم الأزل لمحاكمة أفراد الشرطة لما يقومون به من جرائم انضباطية تتعلق بالسلوك والانضباط الواجبين من رجل الشرطة.
وأكد "المقرحى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن جماعة الإخوان فى مجلس الشعب "الإخوانى" السابق عملت على إلغاء قانون المحاكمات العسكرية، وذلك إرضاء لما كان متواجدا بعد 25 يناير من ائتلافات بين أفراد الشرطة تخرج من حدود الانضباط الواجب داخل الجهاز، على حد تعبيره.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أفراد الشرطة يلجأون لتلك الوقفات الاحتجاجية بعيدا عن قواعد الضبط المتبعة فى جهاز الشرطة منذ قديم الأزل، مشيرا إلى أنهم أصبحوا يتعاملون وكأنهم إحدى الشركات أو الوزارات المدنية التى تلجأ لمثل هذه الأمور لتنفيذ مطالبهم.
وأرجع الخبير الأمنى السبب أيضا لموافقة اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية الأسبق آن ذاك، على إلغاء القانون رغم أهمية إحكام الضبط والربط داخل جهاز الشرطة، مضيفا أننا أصبحنا نرى ما نراه اليوم والذى لم يحدث من أى جهاز شرطة فى العالم سوى الأجهزة المتخلفة التى تقوم بها الشرطة على نظام القبائل والعشائر، مطالباَ بإعادة جهاز الشرطة إلى وضعه الطبيعى لإحكام الضبط بين أفراده، لأنه جهاز نظامى يقوم على الضبط العسكرى.
بينما قال اللواء أسامة الطويل، مدير أمن السويس الأسبق، إن التوقيت غير مناسب على الإطلاق لمثل هذه الوقفات الاحتجاجية لأن جهاز الشرطة أصبح مستهدفا من قبل الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الجهاز سيخسر المكاسب التى حصل عليها من الشعب بعد ثورة 30 يونيو، وأن الشعب لن يقبل بتعطيل مصالحه وشل وإرباك مؤسسات الدولة.
وأكد "الطويل" أن أفراد الشرطة والأمناء يمكن لهم اللجوء إلى خط السير الطبيعى داخل الجهاز، وهو التظلم مما يحدث قانوناَ وليس بالإضراب أو إغلاق الأقسام والمراكز، لافتا إلى أن الدولة لا تتحمل مثل تلك الأمور السلبية باعتبار الجهاز يقدم الأفراد والضباط والمجندين شهداءً لمكافحة الإرهاب.
فى ذات السياق، وصف الخبير الأمنى اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، ما يحدث من إضراب أفراد وأمناء الشرطة عن العمل بـ"التهريج" الذى لا يمكن الصبر عليه طويلاَ، مؤكداَ أنه يجب أن يكون هناك قدر من المسئولية من قبل رجال الشرطة ولا يجب إضرابهم عن العمل أياَ كانت مطالبهم، طالما أن هناك أسلوبا حدده القانون 109 لسنة 1971 والذى نظم مسألة التظلم لأفراد الشرطة.
وأشار "لاشين" إلى أن عملية الإضراب وإغلاق المراكز الشرطية سيؤدى إلى زيادة نسبة الجريمة فى الشارع المصرى، مطالباَ الأجهزة الأمنية بالتكاتف لحماية أمن المجتمع أياَ كانت التجاوزات التى حدثت، وألا تترك الساحة للمجرمين وأرباب السوابق ليعيثوا فى الأرض فسادا.
موضوعات متعلقة..
استجابات محدودة لإضراب أمناء وأفراد الشرطة ببعض المحافظات.. أفراد شرطة بنى سويف يستولون على سلاح ضابط خلال إضرابهم.. وعضو نادى أفراد شرطة بالقليوبية: مشروع العلاج الذى حلمنا به من 3 سنوات طلع وهم
رغم إضراب أمناء وأفراد الشرطة بالمحافظات.. القاهرة والجيزة خارج نطاق التظاهرات.. مباحث الجيزة: الأقسام تعمل بشكل طبيعى ولم تتأثر بإضراب الأمناء.. ومصدر: انتظام العمل بجميع أقسام العاصمة
بالصور.. إضراب أمناء وأفراد الشرطة بالمحافظات.. مطالب بالإفراج عن زميلهم وإقالة مدير مطار القاهرة بسبب "سوء معاملة الضباط"..وإغلاق مراكز الشرطة بأسيوط والبحيرة.. ومصدات حديدية أمام شوارع قسم المنيا
جدل أمنى حول إضراب الأمناء والأفراد بالمراكز والأقسام.. فاروق المقرحى: الإخوان السبب الرئيسى وراء الإضراب لإلغائهم "المحاكمات العسكرية".. مدير أمن السويس الأسبق: الشرطة تخسر مكتسبات ثورة 30 يونيو
الأربعاء، 30 أبريل 2014 03:44 م