الصراع على أرض «شباب المستقبل» يُهدد الطلاب بـ«الشتات»..المدرسة بلا بواب.. ومركز الشباب يسعى للاستيلاء عليها.. وأولياء الأمور: سنعتصم فى حال نقل أبنائنا

الأربعاء، 30 أبريل 2014 09:49 ص
الصراع على أرض «شباب المستقبل» يُهدد الطلاب بـ«الشتات»..المدرسة بلا بواب.. ومركز الشباب يسعى للاستيلاء عليها.. وأولياء الأمور: سنعتصم فى حال نقل أبنائنا الخلاف مستمر منذ 17 عاماً وأولياء الأمور يطالبون بترميم مبنى المدرسة بأسرع وقت
تحقيق: آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى العاشرة والنصف صباحا أمام مجمع مدارس مدينة العمال بإمبابة «مدرسة شباب المستقبل»، كان عدد كبير من التلاميذ والطلاب من مختلف الصفوف الدراسية يمارسون هوايتهم المفضلة فى قفز أسوار المدرسة، للشراء من سيارات «الدوم والحرنكش» وبائعى المشروبات، والبعض الآخر يؤدى دوره فى إلقاء بعض مخلفاتهم فى الفصول من أوراق وأخشاب من النوافذ على المارين بالشارع، ولا مانع من بعض التعليقات التى قد تؤذى آذان سامعيها.

كل هذا دفع «اليوم السابع» إلى التوجه إلى البوابات فى محاولة للدخول إلى المدرسة لبيان ما يدور بالداخل، وفور اجتياز البوابات الحديدية وفى الطابق الأول كانت مجموعة من السيدات من أولياء الأمور جالسات بالقرب من الفصول يدور فيما بينهن حديث، وعند التقاط الصورة الأولى لهن داخل المدرسة بدأن فى السؤال حول حقيقة إصدار قرار بنقل مقر المدرسة وإحلال الإدارة التعليمية بديلا لها، وتوزيع الطلاب على عدة مدارس متفرقة.

وقالت أم أحد التلاميذ لـ«اليوم السابع»: «نشعر بالقلق حيال مستقبل أبنائنا، فقبل بداية الفصل الدراسة الثانى وأثناء زيارتنا للمدرسة للسؤال عن الكتب الدراسية، علمنا بوجود لجنة لمعاينة مقر مبنى المدرسة، تمهيدا لنقل الطلاب منه، ليكون مقرا لإدارة شمال الجيزة التعليمية، مع بداية شهر مايو القادم، بسبب حدوث شروخ بالمبنى الخاص بها، وعندما حاولنا الحديث معهم للاطمئنان على أبنائنا والتأكد من القرار تحدثوا معنا بطريقة غير لائقة».

وأضافت أم تلميذ آخر: «المدرسة بها 12 فصلا للمرحلة الإعدادية، ومثلها للثانوية، و24 فصلا للابتدائية بمتوسط كثافة 70 طالبا بكل منها، فكيف لمدرسة كبيرة مثل مدرستنا أن تُنقل بشكل مفاجئ، خاصة أن جميع المدارس ممتلئة بطلابها ولا مكان لاستيعاب أبنائنا، وسمعنا أن المرحلة الابتدائية سيتم نقلها لتكون فى الفترة المسائية»، مضيفة: القرار أشعرنا بالقلق فالمنطقة غير آمنة على أبنائنا فى النهار لأنه كثيرا ما تعرض ابنى للسرقة من قبل بلطجية استولوا على موبايله ومصروفه الخاص هو وأصدقاؤه، فكيف أشعر بالأمان خلال تواجدهم بالمنطقة نفسها مساء؟

وقاطعتها إحدى السيدات وأشارت لممر ضيق بالطابق الأول مغلق ببوابات حديدية، وجالس به حارس عجوز، فقالت: مركز الشباب أغلق هذا الجزء من الطابق فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى دفع إدارة المدرسة للاستغناء عن معمل الكمبيوتر؛ ليكون بديلا للفصول التى استولى عليها مركز الشباب، ويتدخل الحارس التابع لمركز الشباب فى الحديث متسائلا: «ما أسباب تمسككم بالبقاء هنا؟ فهى ملك لنا وسترحلون.. سترحلون». وأكدت السيدات جميعهن أنهن تقدمن بشكوى إلى الإدارة والمحافظة لبيان تضررهن من قرار النقل، ووقعن عليها، مؤكدات أنهن حال نقل أبنائهن إلى مدارس أخرى فسيعلنّ اعتصامهن بمقرها لحين العدول عن القرار، مؤكدات أن مقر الإدارة التعليمية ليس أكثر أهمية من مستقبل أبنائهن، لافتات إلى أن مركز الشباب أغلق جزءا كبيرا من المدرسة وسُلمَين كاملين، وتركوا سلما واحدا لصعود ونزول جميع الطلاب، مما تسبب فى وجود تكدس فى أوقات المغادرة أو فترات الراحة.

والتقينا عددا من المعلمين الذين أكدوا بدورهم، أنهم أعدوا شكوى رسمية وقع عليها الجميع، تضمنت بيان أسباب اعتراضهم على النقل وأبرزها أنهم لديهم أبناء فى مراحل مختلفة، ونقلهم يؤثر بالسلب عليهم، وأنهم مدرسون ليسوا حديثى التعيين، ومنهم معلمون خبراء واقتربوا من الإحالة للمعاش، ويشعرون بالاستياء حيال توزيعهم كـ«تكملة عدد»، واصفين ذلك بالاستيلاء من قبل زملائهم بالإدارة التعليمية على المدرسة، متهمين مدير عام الإدارة بالعمل على ضم من يتبعونه معه فى المبنى، بعد أن اضطر لتفريقهم فى مدرستين؛ نتيجة لحدوث شرخ فى مبنى الإدارة، مؤكدين أن المدرسة حققت تفوقا فى جميع المجالات على مستوى الإدارة، وتحصل على المراكز الأولى فى الأنشطة المدرسية على مستوى الإدارات، معتبرين أن التفكيك سيؤدى إلى توقف تلك الأنشطة بدلا من أن توفر الإدارة حافزا لدفعهم للأمام، وطالب المعلمون الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، ببناء مدارس جديدة لهم بدلا من توزيعهم على عدة مدارس مكتفية بأعداد طلابها.

ومن جانبه، أبدى أسامة عبدالرحمن، مدير مركز شباب إمبابة، استياءه من وضع المدرسة وعدم وجود مدير واحد لكل المراحل فيها للحديث معه حول رمى الطلاب أوراقا بالنادى، مشيرا إلى أن الطلاب دائمو تسلق الأسوار الفاصلة بين المركز والمدرسة؛ للدخول للعب فى الملاعب الخاصة بهم، موضحا أن الصراع القائم حول ملكية الأرض بين المدرسة ومركز الشباب يرجع إلى عام 1997م، وكانت المدرسة خاصة تابعة لمديرها ممدوح الحسينى وقتها، وكانت تتبع مركز شباب إمبابة، وبناها لخدمة أهالى المنطقة ولتدر أموالا للإنفاق على المركز، ولكن أهدى المهندس إسماعيل هلال، مرشح مجلس الشعب السابق عن دائرة إمبابة، وأحد أعضاء مجلس إدارة مركز الشباب، المدرسة للمستشار ماهر الجندى آنذاك وكان محافظ الجيزة الأسبق، فأصدر قرارا فى العام نفسه بتحويل المدرسة من خاصة إلى حكومية تتبع وزارة التربية والتعليم.

وأضاف: «منذ ذلك الوقت تم رفع قضية من قبل المركز لاسترداد المدرسة، ومازالت القضية تُنظر بمجلس الدولة دون أى جديد، ودون دفع أى مقابل مادى لاستخدام الفصول»، فيما أكد أحد العاملين بالمركز بنبرة تحد: «المدرسة ملك لنا وسنأخذها.. حصلنا على جزء من الطابق الأول.. وكلما أُتيحت لنا الفرصة سنُغلق فصولا وتُضم لنا حتى يرحلوا عنا».

ومن ناحية أخرى، أكد محمد الصغير، مدير إدارة شمال الجيزة التعليمية، لـ«اليوم السابع»، أن قرار نقل طلاب المدرسة إلى مدارس أخرى ليس له أى أساس من الصحة، وأن الطلاب باقون بأماكنهم، مشيرا إلى أن الخلاف على ملكية الأرض يعود إلى فترة طويلة، وأنه حال صدور قرار بالنقل سيعلنه بشكل رسمى خلال اجتماع يجمعه بأولياء الأمور لتوضيح الأمر لهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة