نعيش فى الآونة الأخيرة فى مناخ من الإسفاف العام فى جميع مجالات الحياة، يتدهور بنا الحال يوماً بعد يوم حتى أصبح الذوق العام فى خطر، فإننا نعيش فى مناخ ملىء بالتدنى، سواء على المستوى الأخلاقى أو الثقافى أو الفنى، أو مستوى التعبير عن الرأى وأداب الحوار وغيره الكثير، وإننى أخص فى هذا المقال تدنى الغالبية العظمى من الفن المصرى.
فإننا نلمس فى الفترة الأخيرة الإسفاف المنتشر فى كثير من الأعمال الفنية بجميع مجالاتها، سواء على مستوى الغناء لو جاز أننا نطلق على ما يحدث هذا تعبير "غناء"، أو على مستوى التمثيل سواء فى الدراما التليفزيونية أو فى السينما.
فبهذا نضع جيلا بل أجيالا كاملة – حالية وقادمة – فى خطر، فقد أصبح الفن هو المعلم الأول، وهو الذى يُكسب الكثير من أطفالنا وشبابنا الأسس والمبادئ الحياتية، ويظهر الكثر من السلوكيات التى تكون فى الأعمال الفنية على سلوكيات غالبية شباب وأطفال اليوم، لذلك لابد من رقابة شديدة على الأعمال الفنية المطروحة، ووضع قيود وأسس لكل عمل فنى يظهر إلى النور، ويدخل البيوت المصرية، ليكون بمثابة المعلم الذى يغرس فى نفوس مشاهديه بعض القيم الطيبة، فالأعمال الفنية من غناء وتمثيل ودراما وغيره فن راقى جميل له رسالة سامية، فلابد ألا نبتعد عن هذه الرسالة، ونحاول توصيلها على أكمل وجه.
فالفن يبنى الكثير كما أنه فى استطاعته هدم الكثير، فأتمنى أن نبنى ولا نهدم، نُصلح ولا نُخرب، فإننا فى حاجة إلى البناء.
