واشنطن تجرى جهودها الأخيرة لإنقاذ المفاوضات.. الولايات المتحدة تعبر عن خيبة أمل واشمئزاز من "الوساطة".. والإحباط والتشاؤم يسيطران على عناوين الصحف الإسرائيلية.. ومهمة كيرى تقترب من الفشل

الخميس، 03 أبريل 2014 01:01 م
واشنطن تجرى جهودها الأخيرة لإنقاذ المفاوضات.. الولايات المتحدة تعبر عن خيبة أمل واشمئزاز من "الوساطة".. والإحباط والتشاؤم يسيطران على عناوين الصحف الإسرائيلية.. ومهمة كيرى تقترب من الفشل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سادت حالة مختلطة من الإحباط، وخيبة الأمل والتشاؤم، فى جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم، الخميس، كما سيطرت أجواء الترقب بمستقبل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، على العناوين الرئيسية لتلك الصحف والتى وصفتها بأنها اقتربت نحو نهاية الطريق والفشل.

وأعرب الأمريكيون والإسرائيليون عن عدم رضاهم عن الخطوة الفلسطينية للتوقيع على 15 اتفاق دولى، والتى جاءت ردا على عدم الاتفاق حول إطلاق سراح الجولة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الخطوة الفلسطينية أدت إلى إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، للمنطقة وإلى انتقادات شديدة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مشيرة إلى أن الإسرائيليون ينظرون إلى الخطوة الفلسطينية كمحاولة لابتزاز تل أبيب نحو المزيد من التنازلات، فى حين قال الأمريكيون بأن بلادهم ستحبط التوجهات الفلسطينية للهيئات الدولية.

وأوضحت يديعوت أن الأمريكيون لم يخفوا خيبة أملهم واشمئزازهم من تصرفات الجانبين، بعد أن كانوا حريصين حتى الآن على الحفاظ على التفاؤل فى كل ما يتعلق بالمحادثات، مشيرة إلى تصريحات مصدر مسئولى الإدارة الأمريكية لصحيفة "نيويورك تايمز" أمس: "إن كلا الجانبين يحتاجان الآن للعمل للخروج من المأزق، لأن محاولات الوساطة قد استنفدت أغراضها".

فيما قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى إنه مع ذلك، لا تصرح الولايات المتحدة رسميا عن التراجع عن أعمال الوساطة، مشيرا إلى أن كيرى تحدث بنفسه أمس مع عباس ونتانياهو، فى جهود أخيرة لإنقاذ الصفقة التى تسمح بإطلاق سراح الأسرى واستمرار المفاوضات، وحاول إيجاد صيغة مقبولة على كلا الجانبين، بالإضافة إلى أنه التقى أمس فى القدس المحتلة رؤساء فريقى المفاوضات من كلا الجانبين، تسيبى ليفنى وصائب عريقات.

يأتى هذا فيما يواصل الإعلام الإسرائيلى إظهار روحا تشاؤمية جدا فيما يتعلّق بمستقبل المحادثات، حيث قال المحلل السياسى الكبير فى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، باراك رافيد، فى مقال له تحت بعنوان "كيرى .. عد للمنزل"، مؤكدا أن تخلى الولايات المتحدة عن دور الوسيط هو فقط ما سيدخل كلا الجانبين فى صدمة حيث سيجبرهم على تقديم تنازلات كبيرة.

وأشارت هاآرتس إلى أنه فى الوقت الراهن، يوجد انتقادات فى الولايات المتحدة بخصوص نية إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلى "جوناثان بولارد" مقابل موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح الأسرى وتمديد المفاوضات، وقد أعرب أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكى عن معارضتهم لإطلاق سراح بولارد مقابل الأسرى الفلسطينيين، ودون مقابل حقيقى.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن بعض المعارضين للصفقة يقولون إنه لا ينبغى إطلاق سراح "بولارد" فى أية حالة، مؤكدين أنهم كانوا سيوافقون على ذلك فى ظروف أخرى، مضيفة أنه فى كلتا الحالتين، هناك مفاجأة كبيرة فى أن الولايات المتحدة قد أعربت عن استعدادها لإطلاق سراح الجاسوس فى ظل الظروف الراهنة.

فيما قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، خلال تقرير لها اليوم الخميس، إنه فى الوقت الذى يواصل فيه الجانب الأمريكى إنقاذ عملية السلام بين الجانبين من خلال عقد اجتماعات وتكثيف الاتصالات، يواصل الإسرائيليون والفلسطينيون تبادل الاتهامات المتبادلة بينهما، كما تتواصل ردود الفعل الإسرائيلية تجاه خطوة الفلسطينيين بالتوجه إلى المنظمات الدولية.

ونقلت القناة العاشرة عن وزير الخارجية الإسرائيلى اليمينى المتشدد أفيجادور ليبرمان، تصريحات جاء فيها: "إن الكرة الآن فى الملعب الفلسطينى، وبدون أى علاقة بالمفاوضات الجارية فإن إسرائيل لديها أفق سياسى جذاب مع الدول العربية"، معرباً عن معارضته لأى اتفاق يؤدى لإطلاق سراح أسرى عرب.

وأضاف ليبرمان "هناك عدد من الدول العربية تعلم جيداً إن عدوهم ليس اليهود بل عناصر الجهاد العالمى، مدعياً أنهم يتلقون أوامرهم من إيران، لافتاً إلى أن كلاً من مصر ودول الخليج وعلى رأسها السعودية يوجد هناك اعتراف بالفرص الكامنة فى التعاون المشترك مع إسرائيل"، على حد زعمه.

من جانبه هاجم نائب وزير الخارجية زئيف الكين، المفاوضات الجارية قائلاً "إنه يجب وقف المفاوضات فوراً بعد توجه الرئيس الفلسطينى إلى الأمم المتحدة"، كما وجه انتقاداً لاذعاً ضد وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبى ليفنى، بسبب موافقتها على الاجتماع مع الفلسطينيين فى القدس المحتلة.

وأضاف المسئول الإسرائيلى: "إن إجراء لقاء كهذا بعد انتهاك الفلسطينيين لالتزاماتهم، معتبراً ذلك عار على الحكومة الإسرائيلية، داعياً كلاً من نتانياهو وليفنى بوقف كل المسيرة السلمية لغاية أن يعود عباس لما وصفه برشده ويتراجع عن أفعاله.

وفى السياق نفسه، أوضح زعيم المعارضة فى الكنيست يتسحاق هرتسوج، أنه يجب بذل كل جهد مستطاع للخروج من الأزمة الراهنة فى عملية السلام، مشيراً إلى أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتحملان مسئولية تاريخية وإذا لم يقوما بما هو ضرورى فسيدفعان ثمن ذلك على الساحة العامة.

وأضاف هرتسوج: "إنه يتعين على الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى أن يدركا أنهما لا يستطيعان التهرب من المفاوضات بواسطة إجراءات أحادية الجانب".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة