قرار رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالتحقيق فى تواجد جماعة الإخوان «الإرهابية»، فى لندن، والأنشطة التى تديرها داخل المملكة المتحدة، للتعرف على صلتها بالهجمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، يعد كسرا لحاجز الصمت الأوروبى تجاه ما تقوم به الجماعة من عمليات إرهابية فى مصر، لكنها ليست النهاية، وإنما هى خطوة أولى قد تحقق ما نبغيه أو تعيدنا للمربع صفر من جديد.
لقد ماطلت لندن ومعها العديد من العواصم الأوروبية مع مصر، ورفضت حتى الاستماع لما قالته مصر بشأن الجماعة الإرهابية، وركزوا جل اهتمامهم على دمج الجماعة ضمن الحياة السياسية المصرية، ورفضوا وصفها بالإرهابية، بل إن لندن استضافت اجتماعات ولقاءات تخريبية للجماعة على أراضيها، ولم تنتبه إلى أنها تلعب بالنار حينما تستضيف إرهابيين على أراضيها، مع العلم بأن لندن عانت من الإرهاب.
الشاهد الآن أن الدبلوماسية المصرية حققت ضربة البداية وقامت بجهد مشكور حينما طرقت كل الأبواب لتنبه العالم لمخاطر ما تقوم به الجماعة الإرهابية فى مصر، وأن النتائج لن تقتصر على مصر، وإنما ستمتد لكل العالم، فالإرهاب لا أرض له، ولم تمل الخارجية المصرية وسفاراتنا بالخارج من تكرار الحديث عن إرهاب الإخوان، رغم الردود الباردة التى كانوا يتلقونها من بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين مازالوا يعتبرون الإخوان خيارا استراتيجيا لهم فى مصر والمنطقة.
حققت الدبلوماسية المصرية الاختراق الأول، وتبقى المهمة الأساسية فى الوقت الحالى على الأجهزة الأمنية المصرية بأن تقدم للسلطات البريطانية الدلائل والبراهين والإثباتات على أن جماعة الإخوان عبر تنظيم أنصار بيت المقدس هم المسؤولون عن العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر بعد العزل الشعبى للرئيس السابق محمد مرسى، سواء فى تفجير مديريتى أمن الدقهلية والقاهرة أو الحوادث الإرهابية فى سيناء، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، وتفجير الأتوبيس السياحى بطابا، وأخيرا تفجير القنابل الثلاثة أمس أمام جامعة القاهرة، ليس مطلوبا أن نعتمد على بيانات وزارة الداخلية، لكننا نحتاج لأدلة ملموسة وواقعية تثبت الربط.
المطلوب حاليا من أجهزتنا الأمنية أن تحدد لنظيرتها البريطانية الرابط بين الإخوان والحوادث الإرهابية التى نشهدها بشكل يومى، وأن نثبت لهم أن مكتب التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية فى العاصمة لندن هو المحرك الرئيسى لكل ما تشهده أراضينا من اعتداءات، وأن هذه المخاطر التى تواجهها مصر قد تصيب بريطانيا فى يوم ما، لأننا إذا ما أثبتنا لهم ذلك فإننا سنحقق اختراقا مهما.
محمد خطاب يكتب: الدور على الأجهزة الأمنية لتثبت لبريطانيا أن الإخوان جماعة إرهابية
الخميس، 03 أبريل 2014 11:21 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة