الوقت أهمية قصوى فى حياتنا، فهو عمادها الأساس ورونقها الخاص, بالوقت تضبط الأمور، ويسيطر على الأشياء, بالوقت يعرف العمل وبه يقاس الإنجاز، بالتوقيت نعرف المواقيت، وبالوقت نسجد لرب العباد، الوقت هو الأساس الوقت هو المقياس الوقت هو ظرف الزمان والوقت هو اللغة التى نتواصل بها مع الزمن.
الوقت لا يرحم, لا يجامل، لا يهادن، فهو سيف إن تركناه وهو حمل وديع إن أطعناه، قد يحن فيسعفنا، وقد يتشدد من ناحية أخرى فيقطعنا، ومهما حاولنا قتله فلن نستطيع لأن الضمير الحى فى قلوبنا يساءلنا، (وعن عمره فيما أفناه) فمهما جملنا الفراغ فسيظل الوقت نعمة نغبن فيها لنعرف بعد حين أننا كنا فى سبات والوقت هو المنتصر الوحيد.
ولكن ما هو الوقت.. هل الوقت هو هذه العقارب المتحركة، هل هو تلك الحالة الشعورية التى تصيبنا وقت الأزمات، فالوقت لدى المنتصر ليس ذلك الوقت لدى الخاسر، والوقت لدى من يَنتظر ليس مثلما يُنتظر وهكذا دوال، وهنا أعجبنى قول فيلسوف (هذه العقارب متوقفة فلماذا تجاوزنى الزمن) قالها هذا الفيلسوف ليؤكد له آخر خائر بقوله (راحت علينا) أو (فاتكم القطار).
فنحن فى هذه الصيرورة الوقتية نتساءل هل يمكن لعقارب صامتة أن تهوى بنا فى أودية بعيدة، وهل يمكن لهذا الزمن الكبير أن يتشكل فى ساعة معلقة فى فضاء صامت.
لماذا الوقت لماذا كل هذا الصراع على الوقت على كافة الأصعدة، أعتقد أن الوقت له من الأهمية ما له فلا تستطيع فى وقت رمضان، أن تفطر قبل الأذان بثانية، ولا تستطيع أن تتحدث فى موضوع فاته الوقت، ولا تستطيع أن تسترجع الوقت الضائع وأنت حينها، إما أن تعيش فى ماضيك الذى تجاوز الدقائق، أو أن تفكر فى مستقبلك الذى سيأتى بعد ثوان من الآن، أو أنت تفكر فى قوة الآن، فى لحظتك الآنية فهى الحقيقة المطلقة فى الحياة، كل هذه الحقائق وكل هذه الأمور الآنفة تجد أن الوقت هو الحكم فيها وهو الأساس، وأنت من تجعل أوقاتك جميلة هانئة وأنت من تملؤها حسرة بائسة، فالخيار خيارك، ولا تقول حينها بندم فاتنى الوقت.
والوقت مربوط بالفرص أو هى مرتبطة به، فالفرص تتسابق فى مضمار الأوقات واللحظات تتسارع فى سباق الزمن، والفائز من اغتنم اللحظة، وعرف كيف يقتنص الثوانى من فم ذلك الأسد الكبير الذى يدعى الوقت.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة