صالح المسعودى يكتب: الخطايا

الخميس، 03 أبريل 2014 12:02 م
صالح المسعودى يكتب: الخطايا جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا ليس اسم فيلم جديد تقليدا لما مضى إنتاجه، ولكنه مسلسل مستمر منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا، لأننا صرنا نستمتع بتلك الخطايا حتى صارت جزءا من تراثنا الإنسانى عبر العهود والأزمنة هل تتعجب عزيزى القارئ المحترم من تلك المقدمة؟ لن يكون هناك مجال للعجب بعدما أفرد لك خطيئة متوارثة من مسلسل الخطايا المتوارث فأهم تلك الخطايا (خطيئة) شيطنة من سلف وتأليه الموجود، فقد ذكرت كتب التاريخ لنا أن بعض ملوك الفراعنة كانوا يقوموا بمحو تراث من سبقهم، ليضعوا هم أسماءهم على غير حقيقة التاريخ، حيث أثبت العلم الحديث أن المكتوب قد سبق الكاتب بزمن (ودارت الأيام) وكما يقول المثل (اللى فى الوالد فى المولود) فقد تغيرت الأزمنة والعصور، لكننا احتفظنا ببعض تراث الأجداد حتى فى الخطايا حتى صارد جزءا من الموروثات الخالدة مثل أبو الهول والأهرامات، ولنتحقق مما سبق يجب علينا أن نقلب صفحات الماضى القريب وحتى يومنا هذا.

فبعد ثورة يوليو 1952 ونفى الملك فاروق تم محو كل شىء (إلا ما ندر)، ولم يذكر له أى فضل فى أى شىء (رغم تخليه عن العرش بدون قطرة دم من مصرى) ورفع الشعب الزعيم جمال عبد الناصر على الأكتاف، ووضعوه بين الجفون (وهذا هو الاستثناء الوحيد لأن جمال عبد الناصر عندما نزل من على الأكتاف بقى بين الجفون وفى الذاكرة، لأن أعماله الخالدة ومواقفه خلدت ذكراه، وعندما رحل الزعيم وجاء البطل (محمد أنور السادات) قام بأعمال بطولية لا ينكرها أحد، ولكنه أيضا استفاد من تراث أجداده، فقام بثورة التصحيح، ليتخلص من البقية الباقية حتى يتثنى له إدارة الدولة منفردا.

وعند رحيل البطل أطل علينا محمد حسنى مبارك الذى عاصر معظم قراء مقالى عهده فقد مارس دوره وبقوة فى محو الذاكرة ليطل علينا (بطل الضربة الجوية) وفى محاولة (لإنساء) الناس البطل عمل بعض الاصلاحات ثم (أدركه الكبر) (فسلم ذقنه) لحفنة من المنتفعين فى سنوات حكمه الأخيرة، ثم أتى (الإخوان المسلمون) للحكم (وجيىء بمرسى).

وبرغم المسميات الدينية إلا أن الميراث الثقافى كان له الدور البارز، وصنع الإخوان ما صنعه الأجداد أولا، تشويه حسنى مبارك ونفى كل إنجازاته (حتى الطلعة الجوية) ثانيا، فتح النار على الجميع وتصفية الحسابات فمن كان فى الحزب الوطنى (فلول) والقضاة ( .......) والشرطة تم كسرها ومحاولة القضاء على البقية، ولم يسلم حتى الجيش من الحرب الخفية والمعلنة.

وبدأ توطين الإخوان (بالتمكين) بعدما صنعوا كل شىء لمحو اسم (مبارك) من ذاكرة التاريخ، وعندما استشعر الشعب الخطر قامت ثورة (30 يونيه)، فتدخل الجيش لحماية الدولة قبل الدخول فى دوامة الفوضى والعنف، وتم عزل الإخوان وبدأ صراع السلطة.

فالإخوان لم يصدقوا حتى الآن أنهم تركوا السلطة والجاه والسلطان والتمكين والأضواء وبريق الإعلام (بعدما خرجوا جميعا للسطح)، وبالتأكيد فى مصر (اللى يروح ميرجعشى)، فتولد الإرهاب بالتأكيد سوف تستغرب عزيزى القارئ سردى لحلقات التاريخ، وكأننى أنصب نفسى باحثا تاريخيا، ولكنى أسرد لك لأذكرك فقط أننا مازلنا نحتفظ بموروثاتنا التى فى مقدمتها تلك الخطايا التى ليس فى مقدورنا التخلى عنها، فلم نتعود عبر تاريخنا أن نقبل الآخر بما له وما عليه فقط تعودنا، نهدم ما سبق لنبدأ بناء جديد لينسبه لنا التاريخ، ثم يأتى الغير ليهدم ما بنينا ليشرع هو فى بناء ينسب له (وهلم جرة)، لم نتعود أن نكمل ما بدأه الغير لأننا تعودنا أن ندمر ما صنعه السلف، ونبدأ فى بناء جديد فهل يمهلنا الدهر؟





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

1

1

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة