أشرف عبدالعزيز إمام يكتب: اعترافات أنثى

الخميس، 03 أبريل 2014 08:02 ص
أشرف عبدالعزيز إمام يكتب: اعترافات أنثى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقر وأعترف أمامك أولا وأمام قلبى والعالم أجمع أننى أنثى قد أشقاها الحب الذى تمنيت أن يكون يوما سبب لسعادتى ... أقر بأن صمت الوقت مزقنى على أرفف نسيانه وأحرقنى بين جمر أهماله .. أقر بأننى كنت بلهاء عندما صدقت نبوءة قلبى فى حبه ..فهل أصارع نفسى أم أستوضح سر فراقه أم أمضى مع الأيام بلا معنى فى دروب وكهوف الحياة تائهة، أبحث عن حب أفقدنى الأمل وعن أمل تاه فى دروب الحب.

كنت أظن أن الهروب إلى الزوايا التى ألجأ إليها كل يوم والابتسامة التى أتصنعها على شفتى ومحاولات الإصغاء التى أخفى بها مللى من أحاديث الآخرين كافية لإرضاء الموجودين والخروج بسلام من لقاءات لا تغنينى ونقاشات لافائدة منها سوى تضيع الوقت.

لكنك ياسيدى أطللت فجأة بنسيج كلماتك التى أبهرتنى وبعمق إحساسك جلست أمامك كطفلة صغيرة أمثل الدور نفسه الذى أرضيت به الجميع لسنوات، وجعلتنى أشعر بأننى أجلس أمامك مثل كتاب مفتوح.

أتحدث معك لأول مرة ..لكنك تعرفنى ..كلماتك تخترقنى وتمزق كل أقنعتى .. تتحدث بلسان عواطفى كأنك قرأت كل رسائل حبى التى أهمس بها دائما إلى الماضى؟ أكتبها إلى نفسى ولا أحد يقرأها سواى.. أمامك أرتبك.. أخاف.. فكم من السنوات مضت وأنا أختبئ داخل غلاف بلا عنوان لرسالة بلا كلمات لكنها ترضى الجميع وترضينى.

كم من السنوات مضت وأنا أخفى عواطفى ومشاعرى عن الجميع داخل سجن اللامبالاة واللارؤيا داخل سجن الضلوع .. وأخفى حقيقتى عن الجميع ولكنك جئت وكأنك تحفظ كتاب حياتى بحرفيته ..تعرف الماضى والمستقبل عنى ..تناقشنى بآرائى التى لم أبدها أبداً لك ولا لآحد غيرك ..وتعرف مسبقاً ما أريد أن أقول وما أتمنى أن أفعل كنت أمامك تلميذة مجتهدة سقطت لأول مرة فى الامتحان ..وشعرت بأنى أريد الاختباء ..أريد الهروب ..أريد أن أنسى أحاديثك وأنسى أننى التقيتك وليس كرها إنما هروبا من ذكائك وإحساسك الذى يخترقنى بقوة، ويعرف كل أسرارى دون أن أتكلم من أين أتيت إلى عالمى؟

أى ريح أرسلتك إلى لتقضى على الثقة التى بنيتها فى نفسى وتأقلمت عليها وأقنعت بها كل من حولى ..والاكتفاء الذى تعلمته من وحدتى والقناع الذى تعودت ارتداءه وأقنعت الناس بأنه وجهى الحقيقى؟ كيف استطعت أن تتجول بين مشاعرى وأفكارى بهذه الحرية المطلقة تعبث بين ذكرياتى وأحلامى وتبعثر الماضى على أرض الواقع الأليم وأنا فاقدة القدرة عن أى رد فعل تجاهك..؟

من أنت ؟ ومن أين أتيت لتغتال بقايا أحلامى المزيفة فى زمن الغش والغدر.. وتوقظ المتوحشة التى تعيش فى أعماقى من هدأتها.. وتقضى على أكاذيب عشتها وتعودتها واكتفيت بها؟ بأى حق تحطم أسوارى وتعتلى أبراج صمتى وتعيدنى إلى الأرض إلى وعيى وتتحدث بكل ثقة، وتنظر إلى بلا تردد، وأنا أهرب من كلماتك، وأخاف أن يسمعك الآخرون فيكتشفون حقيقة قناعى ويعرفون إننى ما كنت إلا ممثلة بارعة أجادت دور الحكمة، وهى ممزقة تماما من الداخل، وواجهة صيف لشتاء عاصف أخفيه فى أعماقى وزلزال يترصد بكيانى وينتظر لحظه الانطلاق .

سيدى لم تفلح محاولاتى بالهرب منك وأنت مصر على موقفك واستمرةت فى هدمك لكل حواجزى ولم تفهم أنى أخاف معرفتك وأخاف ذكاءك وأكره أن يكتشفنى أحد، ويعرف حقيقة عواطفى وأحلامى من أين أتيت لتهدم كل ما بنيته.. وأى قدرة تملكها تمنعنى من الهرب وتجعلنى أواجهك وأواجه الحقائق.

لكنك ما زلت هنا ترسم معاناتى وتنقش أحزانى وتحفر أوجاعى من غدر حبيب كان لى يوما كل الحياة.. ثم أختار لى أن أموت حسرة وقهرا وأنا على قيد الحياة بعد أن وهبته أحساسى وروحى وقلبى ومنحته عقدا أبديا ليتملك قلبى وأرتديت من أجله ثوب الحب والوفاء وجعلت عمرى تاجا يفيض حبا خالصا نقيا واخترته ليكون حبيبى ليسرى بدمى ووريدى اخترته لأنى ظننت أنه يستحق كل التضحيات وانه أجمل وأطيب قلب صادفته وأجمل روح دخلت إلى عمق أعماقى وجعلت قلبى يخضع ويستسلم لحبه.

وسوف أناديه وسأظل أنادى ما حييت ولكن بكلمات الغدر الذى قتلنى به ... يامن جعلتنى عمياء لا ترى أمامها شيئاً.. يامن خدعنى بحبه وجعلنى أسيرا فى دروب الضياع.. يا من جعل قلمى يتوه عن الكلمات ليكتب ولا يكتب سوى حروف اليأس والأحزان .. يامن سرق الشمس من حياتى وأصبحت أحيا فى ظلام دامس.. يا من حرمنى النوم لأبقى الليالى أسيرة تحت رحمة التفكير فى أسباب غدرك.. يامن أشكو منه ما أصابنى فى حبك وقد اعتدت ألا أشكو لغيرك ..

يا قاتلى الخائن ماذا أفعل بشبابى وقد أصبحت الداء وليس الدواء .. ماذا أفعل بقلبا لم يعد قادرا على عبىء أهاتى .. هذا أنا يامن كنت تسألنى عن صمتى وهذه اعترافاتى وهذه أشلاء قلبى وحياتى أريد لحكايتى أن تنتهى اليوم، لأنى بدأت أعرف اللامبالاة منه، ولا أريد أن أعرف المرارة معه طيله عمرى، ولا داعى إلى أن نتمسك بتاريخ حكايتنا العريق بالحب والحنان والشوق، إذا كان حاضرنا قد فقد كل هذه الأحاسيس، فالحب ليس عنواناً لا يتغير.. الحب مسرحية يومية يتعب الممثلون فيها، يملّون ترديد الحوار نفسه، وهو وأنا أصبح حوارنا أسطورة مللنا تكرارها.لماذا نتمسك بحبنا بسبب تاريخه ؟ فالحب ليس مبدأ يمكننا التخلى عنه.الحب شوق وأمل الغد، إذا انتهى.. انتهت كل الحكاية.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

رشا عبد الجليل

في الصميم

عدد الردود 0

بواسطة:

رشا عبد الجليل

في الصميم

عدد الردود 0

بواسطة:

مروه

اسطوانات

عدد الردود 0

بواسطة:

قارئة

صفحتى على الفيس

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

كل فشار وهاتبقى كويس خالص بكره ان شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

معدي بالصدفة

انت فوق الفظيع

انت مش ممكن ايه ده . يافظيع.

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب المقال

رشا عبدالجليل

مشكورة أخت رشا على رقى مشاعرك وحسك الآدبى

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب المقال

الآخت مروة

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب المقال

الآخت قارئه

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب المقال

معدى بالصدفه

شكرا على ذوقك ومشاعرك النبيله واحساسك العذب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة