أبوبكر الديب يكتب: هل تنتظر السكة الحديد كارثة لحل مشكلاتها؟

الخميس، 03 أبريل 2014 02:07 م
أبوبكر الديب يكتب: هل تنتظر السكة الحديد كارثة لحل مشكلاتها؟ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غابت الكوارث ولو قليلا فغاب الاهتمام بمشكلات السكة الحديد ذلك المرفق الضخم الذى يمثل شريان مصر وجهازها العصبى.. فكلما وقعت حادثة سقط فيها موتى ومصابون علت الأصوات فى كل مكان تنادى بإصلاح المرفق وزيادة ميزانيته بل وتطهيره من الفساد، وتخرج علينا دراسات وأبحاث وتقارير وخبراء ومحللون يقدمون الحلول وتنهال علينا التصريحات الحكومية بالضرب بيد من حديد على المفسدين، وإصلاح الخلل ودفع الأموال، ثم يحبس فى النهاية أحد السائقين وعامل المزلقان..

فإذا ما انتهت الضجة الإعلامية وسكت صوت الأزمة رجع كل شىء لا صلة، ولم تبق إلا المشكلة التى تكبر وتتفاقم وتستعصى على الحل استعدادا لكارثة جديدة لا يعلم ضحاياها إلا الله.

سكك حديد مصر تعد من أكبر الهيئات الاقتصادية فى مصر والعالم العربى من حيث خدمات النقل، سواء الركاب أو البضائع، وتمتلك مصر حاليا 28 خطا حديديا وصل طولها حوالى 9435كم، وتم إنشاء 796 محطة ركاب وهناك 1800 قطار يعملون على تلك الخطوط ذهابا وإيابا يقطعون مسافة حوالى 135 ألف كم، ويرتاد مرفق السكك الحديدية فى مصر كل يوم حوالى ثلاثة ملايين راكب يوميا، أى ما يعادل 800 مليون راكب سنويًا، كما أن هناك نحو 50 قطارًا للبضائع تنقل نحو 12 مليون طن سنويًا، وتبلغ قيمة البنية الأساسية نحو 4.15 مليار جنيه، وتجعل تلك الأرقام خطوط السكك الحديدية فى مصر من أهم وأكبر مرافق النقل العام فى مصر.

يعمل بسكك حديد مصر حوالى 86000 عامل من جميع الهيئة اداريا إلى سبع مناطق جغرافية تمتد شمالا و جنوبا وغربا بامتداد شبكة الخطوط الحديدية، وتضم الهيئة عددا من الورش الإنتاجية الكبيرة للوفاء باحتياجات ومتطلبات التشغيل مثل الصيانة والتجديد للوحدات المتحركة والمبانى والأثاثات وغيرها، كما يتبعها سنترال خاص بها بسعة ألف خط يربط بين جميع مراكز النشاط بها مباشرة، كما أن لدى الهيئة مطبعتها التى تمدها باحتياجاتها من المطبوعات.

وكانت مصر أول دولة فى الشرق تعرف القطارات كما كانت ثانى دولة فى العالم تعرف هذه الوسيلة للنقل بعد بريطانيا.. وبدأ التفكير فى هذا المشروع قبل حفر قناة السويس بهدف إيجاد وسيلة حديثة لربط البحرين الأحمر والمتوسط وبدأ العمل فى هذا المشروع عام 1852.

وتعانى هيئة السكك الحديدية من مشكلات عديدة رصدتها العديد من التقارير الرقابية والبرلمانية، أهمها الاختلال فى اقتصادات التشغيل والمراكز المالية بسبب اختلال التوازن بين التكاليف والأسعار وقصور الموارد عن تغطية الاستخدامات.

وشهدت مصر خلال العقد الماضى سلسلة من حوادث القطارات، قُتل فيها أكثر من 6000 شخص وجُرح مئات آخرون، كانوا ضحية أعطال فنية أو أخطاء بشرية ارتكبها سائقو القطارات ومسئولو الحركة المحولجية، إضافة إلى أخطاء الركاب أنفسهم.

وكانت نتائج تحليل الحوادث على خطوط السكك الحديدية خلال الفترة من يناير 2001 الى الأول من مايو 2006 قد كشفت عن وقوع 59 حادثة بمعدل 7.10 حادثة سنوياً راح ضحيتها أكثر من 6 آلاف وقد استأثر خط القاهرة - الاسكندرية على نسبة 41% منها وإن 8.11% من الحوادث كانت نتيجة اصطدام قطارين ببعضهما ونسبة 3.28% نتيجة اقتحام بعض السيارات لمزلقانات السكك الحديدية، وهى مغلقة و9.18% بسبب خروج القطار عن القضبان أدت فى معظمها إلى انقلابه و32% بسبب العبور الخاطئ من أماكن غير قانونية، و5% بسبب سقوط الركاب من القطار.

ووقعت كبرى هذه الكوارث عشية عيد الأضحى فى فبراير 2002، حين قتل أكثر من 350 شخصاً وجرح مئات، بسبب حريق شب فى أحد قطارات الدرجة الثالثة، وعلى رغم أن سبب الحادث كان موقد بدائى استخدمه أحد الركاب لإعداد الشاى، فإن غياب وسائل الإطفاء أدت إلى انتشار الحريق فى بقية عربات القطار.

وترجح العديد من الإحصاءات أن مزلقانات السكك الحديدية تأتى فى مقدمة أسباب ارتفاع معدلات حوادث القطارات بنسبة 40%.

وبعد كل هذا التاريخ وهذه الحوادث هل ننتظر كارئة اخرى لنبحث عن حلول لمشكلات السكة الحديد؟.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة