قسطنطين كفافيس.. عشق الإسكندرية فأصبحت جسرًا لماضيه اليونانى

الثلاثاء، 29 أبريل 2014 05:28 م
قسطنطين كفافيس.. عشق الإسكندرية فأصبحت جسرًا لماضيه اليونانى قسطنطين كفافيس
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قسطنطين كفافيس، أحد شعراء اليونان المعاصرين العظام، ولد فى فلسطين 29 إبريل عام 1863، وعاش فى مدينة الإسكندرية حتى وفاته فى نفس اليوم لعام 1933، وتمر اليوم ذكرى ميلاده عشق الإسكندرية، المدينة التى كانت محطة عبوره إلى ماضيه اليونانى، بأدبه وأساطيره، إذ رأى فى الإسكندرية الدافع الأول للالتزام التاريخى ليونانيته الكلاسيكية، وللتمسك بالإرث الشعرى الذى حوّلها إلى شعور داخلى.

قال عنه الروائى طارق إمام بعد تناوله لحياته فى روايته الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس، أنه عندما تعيد كتابة كفافيس، فأنت فى الحقيقة تعيد كتابة مدينة اسمها الإسكندرية تحت ضوء جديد، وتقرأ منحنى تاريخيًا كبيرًا بين القرنين التاسع عشر والعشرين.

بدأ كفافيس كتابة الشعر فى التاسعة عشرة من عمره، ونشر أول ديوان وهو فى الواحدة والأربعين من عمره، وفى عام 1910م نشر ديوانه الثانى، ومع مرور الوقت تجاوزت شهرته الإسكندرية ووصلت للآفاق العالمية.

اقتربت لغة كفافيس الشعرية من سرد الوقائع والأحداث، وأزالت الحد بين الموضوعات التخيلية والموضوع التأريخى، بهذه اللغة، خرج الشاعر من الإسكندرية التى عاش فيها إلى الإسكندرية الهللينية القديمة.

حمل كفافيس الإرث الهللينى الخصب إلى قصيدته، وهذا ما ميّزه عن شعراء اليونان المعاصرين له، الذين نفر من بلاغتهم الأدبية ومن تركيباتهم الشعرية التقليدية، فعاكس كفافى عصره الشعرى، ورفض الموضوعات الكلاسيكية التى كانت رائجة فى النصوص آنذاك.

ومن الملفت للانتباه أن كفافيس اهتم بثلاثة موضوعات رئيسية، الحب والفن والسياسة، يتداخلوا فى القصيدة الواحدة، إذ يتناول عدداً من التجارب الوجودية التى خاضتها شخصيات تاريخية معروفة فى العصور اليونانية الكلاسيكية، مبتعداً عن التجربة الشخصية، التى غالباً ما تكون حاضرة على طرف الأحداث السياسية.

والجميل فى الأمر أن عددًا كبيرًا من الأدباء المصريين عبروا عن عشقهم كفافيس بطرق مختلفة، فنجد مثلاً الشاعر رفعت سلاّم، قد ترجم قصائده الكاملة إلى العربية، وجمعها فى كتاب صدر عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، وقدم النصوص الشعرية بمقدمة خاصة، تحدث فيها عن سيرة كفافى الشخصية، وأضاف إليها قراءة تحليلية سريعة لبعض القصائد.

وغير ذلك فالروائى طارق إمام تناول حياته وسيرته فى رواية حملت عنوان "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" كاشفًا عن سر كتابة سيرته قائلاً، أنه شخصية درامية بامتياز، بتناقضاته، بسيرته المعقدة، بالمناطق الغامضة والمنسية فى حياته، وبفجوات واسعة فى تاريخه لا يمكنك إلا تخمينها؛ فكفافيس شخصية تناديك لتؤلفها من جديد، وليس فقط لتقرأ تاريخها وسيرتها.

ونجد أيضًا المصور والكاتب وسام الدويك، يعبر عن حبه له، ويؤلف عنه كتابًا عنوانه "كافافى الشاعر والمدينة" عبارة عن كتاب توثيقى يضم جداول لأهم الأحداث فى حياة كفافيس، وصوراً من طفولته وصباه وكهولته، وتماثيل وبورتريات لأهله وصورة جواز سفره، وبعض مخطوطات شعرية بخط يده، وقناعَ الموت الذى طبع على وجهه حين الوفاة.

وليس الأدباء المصريين فقط الذين عشقوا قسطنطين، بل العديد من الكتاب العالميين أيضًا، مثل أودن، وباورسوك، وغيرهم الكثير، الأمر الذى يؤكد عالمية قسطنطين، ويظهر بصمته فى قلوب محبيه ومريديه، ليظل أعظم شعراء اليونان المعاصرين، حتى أنه عام 1990 قام المستشار الثقافى اليونانى فى مصر بتأسيس جائزة كفافيس الدولية إذ تمنح إلى مبدعين من مصر واليونان.

ونظراً إلى قيمة الجائزة الأدبية والمعنوية، التى تحمل اسم شاعر الإسكندرية العالمى، أصبحت من أهم الجوائز التى يفخر بها الحاصلون عليها، إذ فاز بها الأديب العالمى نجيب محفوظ، كما حصل عليها فاروق شوشة، سيد حجاب، وإبراهيم أصلان، ورضوى عاشور، وسحر الموجى، وبهاء طاهر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة