في الوقت الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى ضحايا المحرقة النازية (هولوكست) من ملايين اليهود على يد النازيين، قامت أطراف يهودية خلال الـ24 ساعة الأخيرة الماضية بأعمال عنصرية ضد غير اليهود من المسلمين والمسيحيين في الداخل الفلسطيني.
وقام يهودي متطرف، الليلة الماضية، بتوجيه رسالة بالعبرية إلى المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريكي اللاتيني العام في البلاد، موجهة للمسيحيين، وإعطاء مهلة "للخروج من أرض إسرائيل"، على حد تعبيره.
وجاء في رسالة التهديد التي وصلت للمطران ماركوتسو: "على رجال الدين المسيحيين بدءا من البطريرك وحتى العاملين في الكنائس- ما عدا كنيسة البروتستانت والإنجيلية - وكل من يعتبر نفسه مسيحيا، إيصال فحوى الرسالة عبر وسائل الإعلام لإخبار المسيحيين انهم ملزمون بترك البلاد حتى يوم 5/5/2014 وكل ساعة تأخير ستكلفهم حياة 100 شخص من بين المسيحيين التابعين للكنائس المقصودة".
وقالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، لوبا السمري، في بيان صدر اليوم الثلاثاء، إن مشتبها يهوديا وصل أمس الاثنين إلى منزل أحد رجال الدين المسيحيين في الناصرة، وسلّم إحدى العاملات هناك خطاب رسالة تتضمن سلسلة من المقتطفات والتفوهات التي تحمل في طياتها تهديدات ضد الاسقف والمسيحيين عامة.
وتم خلال مجريات التحقيقات والاستخبارات الحثيثة في شرطة الناصرة اعتقال مشتبه من سكان "صفد" (في الأربعينات من عمره)، بحيث من المزمع احالته في ساعات نهار اليوم الثلاثاء إلى محكمة الصلح في الناصرة لتمديد اعتقاله على ذمة التحقيقات الجارية.
وفي حدث آخر منفصل، قدم أحد الكهنة، رجال الدين المسيحيين، في كنيسة "طبغة" شمال طبريا شكوى مفادها اكتشاف أمر إلحاق أضرار بعدد من المقاعد وأحد الصلبان المرفوعة بفناء الكنيسة هناك.
وتواصل شرطة طبريا أيضا أعمال البحث والفحص والتحقيق في كافة تفاصيل وظروف وملابسات هذه الواقعة التي وصفتها الشرطة الإسرائيلية بأنها "أيضا بالغة الخطورة".
كما كشف مصلون فجر اليوم الثلاثاء النقاب عن قيام متطرفين يهود بخط شعار "تدفيع الثمن" على مسجد البلدة الساحلية، وذلك في جنح الظلام كما قاموا بإعطاب اطارات نحو 17 مركبة للمواطنين هناك.
وحيال ذلك، استنكر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة الاعتداء الذي تعرضت له كنيسة "الطابغة" على ضفاف بحيرة طبريا، ومسجد في الفريديس، وتهديد النائب البطريركي للاتين في الناصرة المطران بولس ماركوتسو.
وقال مجلس الكنائس -في بيان صدر عن اللجنة الأسقفية للإعلام اليوم الثلاثاء- "يؤسفنا أن ننشغل باعتداءات على مقدساتنا ورموزنا وقياداتنا الدينية بدلا من الانشغال بحوار مبني على الاحترام، وبتحضير مشترك للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس إلى بلادنا في الشهر المقبل، والتي من المقرر أن تكون زيارة لجميع سكان البلاد وليس فقط للمسيحيين".
وأضاف المجلس -فى بيانه- "تم مساء الأمس توجيه رسالة وعيد وتهديد إلى المطران ماركوتسو من قبل شخص يهودي متدين، متوعدا بأن على المسيحيين مغادرة البلاد ومهددا بالقتل للمخالفين وعلى رأسهم القيادات الروحية. كما تم الاعتداء على كنيسة الطابغة على ضفاف بحيرة طبريا، حيث تم تكسير الصليب المقدس".
وتابع قال إن هذه الاعتداءات تأتي في الوقت الذي استيقظنا به اليوم لنسمع عن اعتداء على مسجد في قرية الفريديس الساحلية، وفي خضم تزايد خطير لما يسمى باعتداءات "دفع الثمن" التي أضحت للأسف، وبغياب علاج حقيقي، ظاهرة خطيرة تهدد الجميع.
وطالب المجلس المسؤولين في دولة إسرائيل بحث الأجهزة الأمنية على جلب الجناة للعدالة في أقرب وقت، كما طالب بتحقيق شامل وجدي لأولئك الذي يحرضون بشكل شبه يومي ضد من يختلف معهم بالرأي أو بالعقيدة.
وأضاف: "لقد آن الأوان أن تتكاتف الجهود لاقتلاع هذه الظاهرة الخطيرة من بلادنا المقدسة، وعلى المسؤولين منع الجناة من الشعور وكأنهم فوق القانون، ونحن نحمل المسؤولين مسؤولية ما يحدث وما قد يحدث، على أننا نصلي بأن تكون أحداث الأمس واليوم آخر الأحداث الإجرامية التي تشهدها مقدساتنا ورموزنا الدينية في هذه البلاد المقدسة".
في ذكرى الهولوكوست.. متطرفون يشنون هجوما على الكنائس والمساجد بفلسطين
الثلاثاء، 29 أبريل 2014 07:00 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة