إن تأثير ما جرى فى «سوريا» على «القضية الفلسطينية» يتجاوز بكثير حدود التصور، لأن «سوريا» دولة مركزية محورية فى «الصراع العربى الإسرائيلى» حتى وإن لم تشتبك فى قتالٍ مباشر مع الدولة العبرية منذ عام 1973 فهى تبقى دولة ذات مسؤوليةٍ كبيرة تجاه الفلسطينيين إذ يجب ألا ننسى أن «سوريا الكبرى» تضم تاريخيًا «فلسطين» و«الأردن» و«لبنان» تحت المسمى التاريخى «بلاد الشام»، ولعل ما جرى فى «سوريا» فى الأعوام الثلاثة الأخيرة إنما يجسد مأساة كارثية لواحد من أهم شعوب المنطقة وأكثرها اعتزازًا وإباءً ومكانة «فعز الشرق أوله دمشق» كما قال أمير الشعراء «شوقى»، كما أن الحركة القومية العربية هى «شامية» المولد والنشأة سواءً فى بلد الأصل أو فى المهجر لذلك كان طبيعيًا والحال كذلك أن يتأثر المسار الفلسطينى بما جرى فى «سوريا» فى الأعوام الأخيرة، بل إننا نظن أن جزءًا من اتجاه «حماس» للتهدئة والمضى نحو المصالحة مع الجناح الآخر للمقاومة فى حركة «فتح» إنما جاء نتيجة الشعور بغياب الظهير السورى.
وأحسب أن موقف الزعيم الفلسطينى «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» هو تجسيد لرد فعل ما نتحدث عنه مثلما هو الأمر بالنسبة لحركة «فتح» التى تأثرت هى الأخرى بالثورة المصرية على نحو ما سوف نبسطه لاحقًا، ولكن ذلك لا يعنى فى الوقت ذاته أن حركة «حماس» قد تأثرت بالثورة المصرية كما تأثرت حركة «فتح» بالمأساة السورية، فالتأثيرات متداخلة لأحداث المنطقة على الفلسطينيين خصوصًا من دول الجوار المباشر فالقضية فى النهاية ليست فلسطينية فقط ولكنها أيضًا عربية إسلامية ذات أبعاد إنسانية ومؤثرات إقليمية.
د. مصطفى الفقى يكتب: تأثير الوضع فى دمشق على القضية السورية يتجاوز حدود المأساة.. واتجاه حماس للمصالحة جاء نتيجة غياب ظهيرها السورى.. وإسرائيل المستفيد الأكبر من كل ما يجرى بالمنطقة
الثلاثاء، 29 أبريل 2014 08:10 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة