علم أى دولة هو عنوانها ورمزها، ويندرج ذلك على المحافظات والأقاليم.. إلا محافظة شمال سيناء، ليضاف ذلك إلى عجائبها السبع!!
الأولى: إن علمها تجرد من الرمز لأنه يصر على أن يحمل وهماً لا ينطبق على أرض الواقع.. فهو قديم عندما كان يمثل سيناء الموحدة شمالها وجنوبها، والتى انقسمت إلى محافظتين شمالية وجنوبية بلعبة سياسية من الداهية والثعلب الشهيد محمد أنور السادات رحمة الله عليه.. ورغم جريان وديان كثيرة من الجنوب تخطب ود الشمال، إلا إنها فشلت فى عودة الربط الفعلى بينهما.. والذى تأثر كثيراً بتعثر جهود استئصال الورم السرطانى الإرهابى الخبيث الذى استوطن الوسط بينهما. فبعد التقسيم احتفظت سيناء الشمالية بالعلم الشامل القديم الذى أصبح عند السيناوية فى الشمال جزءا من كذبة إبريل السنوية التى تنطلق من الاسطوانة المشروخة عن خطط تنميتها فى عيدها الوطنى كل يوم 25 من إبريل.
العلم أرضيته صفراء تمثل الصحراء، واستمراره حتى اليوم يكرس هذا المعنى فى نفوس أبنائها.. فى الوقت الذى تتحدث فيه الاسطوانة المشروخة عن خطط وهمية استهلاكية للتنمية الزراعية، ولن أخجل أن أقول: إن كميات من المحاصيل الزراعية المتعددة كانت يتم تصديرها أيام الاحتلال من سيناء إلى أوروبا، والكذبة الثانية يرتفع وسط العلم شامخاً برج حفارة بترول، وهى الآن جنوبية، وليس لها وجود فى الشمال، والثالثة وجود ترس يرمز للصناعة، وهى خدعة كبرى فالصناعة الموجودة حالياً لا تتعدى معاصر الزيتون، ويتضمن العلم سمكة ترمز للصيد، وفيها علاوة على الشاطئ الذى يمتد لقرابة 150 كيلومترا بحيرة البردويل التى هى من أكبر البحيرات المصرية، ولن أخجل أيضاً أن أقارن بين وضعها الحالى وبين وضعها أيام الاحتلال، وسمك بحيرة البردويل لجودته يتم تصديره إلى أوروبا، أما فى بلده فهو موجود فى علب العرايس! حيث يرتفع سعر الكيلو عن السعر فى أماكن أخرى غير ساحلية فى مصر، وهى إعجوبة من أعاجيب المحافظة، والثالثة إنها تمتلك أجمل شواطئ العالم تظللها أشجار النخيل التى تغسل أقدامها فى مياه البحر فرحة به وتقرباً إليه، لكن الاهتمام السياحى بهذا الشاطئ يعد شرخاً من شروخات أسطوانة التنمية.
والأعجوبة الرابعة وجود جبل الطور، وهو مزار يمكن أن يشكل سياحة دينية مهمة جداً لسيناء الشاملة، لو لقى بعض الاهتمام لأنه المكان الوحيد على سطح الأرض الذى تشرف بتجلى الله سبحانه وتعالى له.
أما الأعجوبة الخامسة أن تكون سيناء كما تقول التقارير رابضة فوق بحر من المياة العذبة وهى وأهلها يعانون العطش، وأخجل مرة أخرى أن أقارن ذلك بأيام الاحتلال التى لم تحدث فيها المعاناة، والمشكلة لا تكمن فى شح المياه الجوفية التى تسرقها إسرائيل من تحت أقدامنا، ولا فى نقص الإمكانيات وإنما فى بيروقراطية الإدارات!
الأعجوبة السادسة استمرار تشغيل الأسطوانة المشروخة سنوياً عن أهمية سيناء، واستراتيجيتها فى كل وسائل الإعلام. وكأن بقاء الوضع على ما هو عليه إنما هو تحسب لأن نجد شيئا نقوله فى العام المقبل.
والأعجوبة السابعة أن تمتلك سيناء الشمالية ثروات تعدينية تعد كنوزاً ثمينة مما يؤهلها لأن تكون من أغنى محافظات مصر، ومع ذلك يعانى أبناؤها من الفقر والبطالة ليكونوا فريسة ثمينة للضياع والإرهاب. فحرروا سيناء من هزيان علمها بفتح كنوزها.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة