"محمود" و"شادى" و"عزة" و"عبد الرحمن" و"معاذ" على خطى شمس تبريزى و40 قاعدة للعشق.. المؤلفون الشباب يضعون القواعد الأربعين للقهوة والضلمة والبنات والتصوير والحياة فى مصر

أربعون قاعدة عن العشق الإلهى جاءت على لسان المتصوف "شمس التبريزى" فى رواية "إليف شفاق" العالمية "قواعد العشق الأربعون"، قرأهم وأعجب بهم مئات الآلاف من الأشخاص فى العالم، لكن المصريين كان لهم بصمة مختلفة فى التفاعل مع القواعد الأربعين، فلم يكتفوا بتناقلها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، بل وضعوا قواعدهم الخاصة عن قطع الكهرباء والقهوة المحوجة والتصوير الصحفى والبنات والحياة بشكل عام فى مصر.

البعض اكتفى بنشر قواعده على مدونته أو صفحته الخاصة على موقع "الفيسبوك" وتولى أصدقاؤه مهمة "الشير"، فيما عرفت قواعد آخرين طريقها للشهرة عبر نشرها على صفحات الجرائد ويسعى أصحابها لمزيد من الانتشار من خلال نشرها فى كتاب مثلما يخطط "محمود عبدالرازق" المصحح اللغوى ومؤلف "قواعد القهوة الأربعون" والذى بدأ معه الأمر بشكل هزلى أخذ طريقه إلى الجد: "الفكرة جت من منطلَق" الجدَل مع العامّ، بسبب شهرة الرواية، وأول قاعدة كتبتها بشكل هزلى ساخر، وما كنتش ناوى أكتب غيرها، لكن حسيت إنها ممكن تُكتب بشكل أفضل، فجبت ورقة، وكتبت فيها أربعين قاعدة متعلّقة بالقهوة، ونشرت فى إحدى الجرائد وقريبا هتُنشَر فى كتاب".

ولأن للناس فيما يعشقون مذاهب، اختار أن يكتب لعشاق القهوة ناصحا إياهم فى أولى قواعده بعدم استرخاص البن المصرى، أو الانخداع فى بن المشاهير من البائعين والمصنعين له، واختيار بن "ابن ناس أكابر" حتى تشكرهم خلايا مخهم مع كل رشفة: "اخترت القهوة بالذات لأنها مشروب الساهرين، أو المبكّرين، فئة خاصة من الناس من كل طبقات المجتمع، بتربط بينهم من غير كلام، ودول اللى بيحبوها مش بس بيشربوها عشان يفوقوا أو يسهروا. وفيه ناس ليها طقوس خاصة بالقهوة، فجمعت الطقوس دى بالإضافة لمحاذير ومعايير تانية".

أكثر من 3 آلاف "شير" كانت من نصيب قواعد "معاذ شهاب" مهندس الاتصالات، عن الحياة فى مصر، والذى لم يستطع غير "الفيسبوك" سبيلا ليمنح الشهرة لقواعده الساخرة ومن بينها: "ما تشربش ميه من الحنفية علطول، معفنة، ما تشربش ميه معدنية، مغشوشة، ما تشربش من نيلها، عشان شيرين متذلش اللى خلفوك".

"معاذ" استوحى أفكار قواعده من المشاهدات اليومية: "الفكرة جاءتنى من اللى بنشوفه فى الشارع كل يوم وأن الحياة فى مصر أصبحت صعبة، فحاولت أحط وصفة علاج بسيطة للحياة وسط الظروف دى".

معاناة المصريين اليومية مع قطع الكهرباء جسد تفاصيلها الصحفى "شادى زلط" فى " قواعد الضلمة الأربعون" التى يبدأها بمقترحات لتتقبل معاناتك بشىء من الرضا عن طريق التفكير فى شخص ما مزنوق فى الأسانسير فى الضلمة، وهو ما سيجعلك "تحمد ربنا"، كما تتضمن قواعده التفكير فى أنسب وسيلة لتعذيب محصل الكهرباء أول الشهر، وسب كافة الرؤساء السابقين والقادمين!

حكايات البنات ومشاكل الارتباط التى تسمعها الكاتبة "عزة أبو الأنوار" شكلت مادة دسمة لـ"قواعد البنات الأربعون": "بدأت أكتب عن كل عيب فى البنت بيضايق الرجالة وعن كل التصرفات الغريبة اللى رجالة مش بتفهمها وفسرتها فى بوستات على الفيسبوك، لحد ما كملت 40 قاعدة، وكل قاعدة بتحكى حدوتة ولسة جارى العمل فى نشرها فى كتاب".

مغامرات المصورين الصحفيين وشبح الموت الذى يقابلونه فى كل تغطية ميدانية دفع المصور"الموحد بالله عبدالرحمن" لكتابة "قواعد التصوير الأربعون" لتقديم النصائح للمبتدئين وتجسيد المواقف المتكررة التى يقابلونها على سبيل الضحك، ومن بينها: "متصورش حد بيقولك صورنى وأنا مش واخد بالى، متعملش فيها بطل وتقول لصحابك هصوركم أول ما أجيب الكاميرا علشان وربنا ما هتعرف".