صدر مؤخرًا عن مؤسسة هنداوى، بالتعاون مع دار كلمات للترجمة والنشر، ضمن سلسلة "مقدمة قصيرة جدًا" النسخة العربية من كتاب "الابتكار" من تأليف مارك دودجسون، وديفيد جان، ومن ترجمة زينب عاطف سيد، ومراجعة إيمان عبد الغنى نجم.
ويوضح الكتاب، أن الابتكار أفكار مطبقة بنجاح، وأنه أمر شديد الصعوبة إلا أنه شىء لا غنى عنه من أجل تحقيق التقدم على الصعيدين الاجتماعى والاقتصادى.
ويشرح سبب قدرة الابتكار على أن يؤثر فينا تأثيرًا عميقًا، ويوضح كيفية حدوث الابتكار، وما نتائجه الإيجابية والسلبية، وذلك كله من خلال شرح الابتكار فى بداية الثورة الصناعية بأوروبا.
ويعرض الفصل الأول من كتاب دراسة عن "جوسايا ودجوود" أعظم مبتكر فى العالم، صانع الفخار، موضحًا أنه أسس شركة مستقرة وبارزة تبدع ابتكارات ضخمة فى المنتجات التى تصنعها وطرق إنتاجها والأسلوب الذى تصنع به قيمه له ولعملائه، ويؤكد أنه كانت له الريادة فى فتح أسواق تصدير جديدة، وكان عبقريًا فى التسويق.
ويتطرق الكتاب لحياة ودجوود، موضحًا نشأته فى إنجلترا، وتأثير بيئته على شخصيته، وكيف أدى مرضه لإعمال عقله، فدعاه للتأمل، وقدم له مصدرًا يلهم عقله، وموضحًا عدد الشراكات التى عمل بها.
ويشرح الكتاب كيف كان ودجوود يبحث عن الابتكار، وأنه أجرى تجارب شاملة بالمحاولة والخطأ لتحسين الجودة باستمرار شعاره المفضل "كل شىء يخضع للتجربة"، وكيف تعاون مع العديد من الفنانين والمهندسين المعماريين فى تصميم منتجاته.
ويعرض الكتاب بعض من ابتكارات ودجوود فى عملية التصنيع، وأنه استخدم القوة البخارية فى مصنعه، مما أدى لحدوث العديد من التغيرات فى عملية الإنتاج، وكيف أنه عمل على تنظيم العمل، وقام بتشجيع الأبحاث التعاونية، وكان من أنصار "الابتكار المفتوح".
وفى الفصل الثانى بعنوان "عواصف التدمير الخلاق لجوزيف شومبيتر"، ويقدم تعريفًا للابتكار، مؤكدًا أن تصنيفات الابتكار تواجه صعوبات بسبب الحدود غير الواضحة، ويوضح أن الابتكار يحدث فى المنتجات مثل السيارات الجديدة، أو الخدمات.
ويشرح الكتاب أهمية الابتكار، ويقول بأنه يجب النظر إلى السبب وراء الأهمية الفائقة للابتكار فى سياق الطلبات المستمرة على المؤسسات المعاصرة، وهى تواجه تحديات عالم معقد، وهنا يكون الابتكار ضروريًا من أجل استمرار بقائها، وهى تناضل من أجل التكيف والتطور للتعامل مع الأسواق.
وبعد ذلك يعرض الكتاب لأهم التحديات التى تواجه الابتكار، مؤكدًا أنها تحديات هائلة، وخاصة عندما يكون الابتكار واسع النطاق يمكن أن يكون له آثارًا سلبية على الموظفين، مؤكدًا أن المؤسسات تحتاج للقيام بأشياء تسمح لها بالعمل على المدى القصير من حيث استغلال معرفتها ومهاراتها الحالية.
ويتحدث الكتاب عن التفكير فى الابتكار، ويقول، بأن عالم الاقتصاد الأمريكى ويليام بومول، ينسب كل النمو الاقتصادى الذى حدث فى القرن الثامن عشر للابتكار، مؤكدًا أنه بعد مضى قرن أدرك كارل ماركس أهمية الابتكار، ولكنه اهتم أكثر بنتائجه السلبية، موضحًا الأبعاد الاجتماعية للتطور والاستخدام التكنولوجى من وجهة نظر ماركس.
ويوضح الكتاب أهمية عامل الوقت فى معرفة الابتكار، ويؤكد أنه يجب وجود بُعد زمنى لأى فهم للابتكار، فسواء أكنا نفكر فى النتائج وما حدث، أم فى عمليات الابتكار وكيف حدث، من الضرورى معرفة الفترة التى حدثت فيها، فالمقارنة بما كان يوجد قبل الابتكار تحدد مدى التجديد.
وفى الفصل الثالث من الكتاب يشير إلى الإخفاق، ويوضح أن الابتكار محفوف بالمخاطر، وأنه يجب على المبتكرين مراعاة عدة مخاطر منها "الخطر التجارى، الخطر التكنولوجى، الخطر التنظيمى، المخاطر السياقية".
وفى الفصل الرابع، يشرح سياسات الابتكار التى تشجع مخزون الابتكار وتدفقه، وأهمية البحث والتطوير، مؤكدًا أنه مصدرًا مهمًا للابتكار، وتساعد استثمارات البحث والتطوير المؤسسات فى البحث عن الأفكار الجديدة، وتحسين قدراتها على استيعاب المعرفة من مصادر خارجية.
أما الفصل الخامس يتحدث عن عبقرية توماس أديسون التنظيمية، وقدرته على الإبداع والابتكارات، إذ حصل على 1000 براءة اختراع، إذ اخترع المصباح الكهربائى، وتوزيع الطاقة الكهربائية، وغيرها.
ويوضح الكتاب أن أسلوب أديسون فى العمل كان شديدًا وقاسيًا، فكاب يطالب بتحسين مستمر فى الابتكارات من موظفيه، وكان يقلل من شأن المعارضة بكل ما أوتى من قوة، حتى حقق نجاحات تجارية ضخمة.
ويشير الكتاب إلى أن أديسون استمد أسلوب تنظيمه لجهوده الإبداعية من منهجه العام فى الابتكار، فكان يتبع دائمًا مسارات متعددة للأبحاث، وبحث فى إمكانية الجمع بين الأفكار المتعلقة بمجالات بحث مختلفة، وكان يبدأ من حيث توقف الآخرون.
والفصل السادس بعنوان "كوكب أكثر ذكاء"، يوضح أنه تكمن مفاتيح الابتكار المستقبلى فى قدرة المؤسسة على رعاية الإبداع، واتخاذ قرارات واختيارات على أساس استعدادها الجيد، ومعرفتها واتصالاتها، ويشرح عدد من الاستراتيجيات لتحقيق الابتكار، وخلق مؤسسات أكثر ذكاءً، مثل الحكومات، الجامعات، والشركات.