ينشغل الكل فى شمال سيناء بما تشهده المحافظة من أحداث ساخنة وحرب ضروس على الإرهاب، وسقوط قتلى وتضرر مواطنين أبرياء من تبعات تلك المعارك وأجواء أمنية باتت خانقة، وفى المقابل تسعى قيادات الحزب الوطنى المنحل لإعداد عدتها لاحتلال المقاعد البرلمانية القادمة واستعادة مجد ما قبل ثورة يناير 2011 من خلال اعتلاء عدد 6 كراسى برلمانية بشمال سيناء شغلها نواب الحرية والعدالة وحزب النور والإصلاح والتنمية فى برلمان "الإخوان" السابق، وأصبحت الآن شاغرة.
" اليوم السابع" رصد من وراء الكواليس أجواء تلك المعركة، والتى بدأت بوادرها بالظهور علنا منذ قيام ثورة يونيو 2013، بظهور يومى لقيادات الحزب الوطنى المنحل بكل تشكيلاته والحرص على التواجد فى الصفوف الأمامية بالمؤتمرات الرسمية والفعاليات الشعبية والانخراط فى كل مظاهر الاحتفالات الشعبية، وأنشطة الأحزاب والحركات الثورية حتى وصل الأمر إلى الحملات المؤزرة لترشيح المشير السيسى لرئاسة الجمهورية، ودفعت قيادات الوطنى بأنصارها من الشباب لتولى ادارة تلك الحملات تحت عدة مسميات، وهو ما أثار حفيظة الرأى العام فى شمال سيناء، والذى إن كان يعبر عن غضبه من ظهور قيادات سابقة، إلا أنه لا يؤثر على إمكانية فوزهم بكراسى نيابية، لأن المرشح عندما يتقدم يحمل لواء قبيلته أو عائلته، وليس صفته الحزبية، وهو ما يدفع بها إلى مؤازرته والوقوف خلفه وتجنيب أفرادها لأى خلاف سياسى معه.
وتشير القراءات الأولية لزحف قيادات "الوطنى" المدعومين من قبائلهم إلى أن الـ6 مقاعد والتى كان 4 منها قوائم يشغل الحرية والعدالة منها مقعدان لكل من النائب السابق الدكتور سليمان صالح ممثلا لقبيلة البياضية بمركز بئر العبد، والنائب السابق خالد حركة ممثلا لقبيلة الفواخرية، ومقعد حزب النور وكان يشغله النائب محسن عبد العزيز ممثلا لقبيلة السواركة، ومقعد حزب الإصلاح والتنمية وشغله النائب سلامة الرقيعى ممثلا لقبيلة الدواغرة ومقعدان الفردى وهما مقعد الحرية والعدالة، وكان يشغله النائب السابق عبد الرحمن الشوربجى ممثلا لعائلات العريش، ومقعد مستقل ومحسوب على الحرية والعدالة وكان يشغله النائب السابق على سلمان ممثلا لقبيلة الأخارسة.
وبعد خروج الحرية والعدالة من المعادلة، حيث باتت الملامح الأولية تشير إلى صعوبة طرحه لمرشحين فى البرلمان القادم تنافس قيادات محسوبة على الحزب الوطنى وأخرى بالفعل هى من ضمن تشكيلات الوطنى، الشباب القادم الساعى إلى التغيير وتمتلك تلك القيادات مفاتيح اللعبة وأهمها قوتهم داخل القبائل إضافة إلى المناخ السائد فى شمال سيناء والذى يتوقع أن تكون مشاركته فى التصويت سلبية وضعيفة، وبالتالى قدرة تلك القيادات على توجيه العدد القليل المشارك فى الانتخابات للتصويت لصالحهم.
ومن أبرز الوجوه التى تعد العدة للعودة إلى البرلمان وتشغل موقع نائب الحرية والعدالة عند قبيلة البياضية، النائب الأسبق رمضان سرحان، وكذلك النائب الأسبق سليمان الزملوط، وهما من القيادات الشعبية المحسوبة على الحزب الوطنى.
وتشير التوقعات إلى أن مقعد حزب الإصلاح والتنمية الذى كان يشغله النائب سلامة الرقيعى، سيحتفظ بموقعه بل يكاد يكون هو المقعد الوحيد المتفق عليه شعبيا ولإيثار حوله جدلا نظرا لتماسك قوة قبيلة الدواغرة فى مواجهة أى مرشح من قبيلة أخرى، وضعف مستوى من يحتمل ظهورهم كمنافسين للرقيعى من أبناء قبيلته.
ويبقى خليفة نائب حزب النور السابق محسن عبد العزيز مثار علامة استفهام، خصوصا أن قبيلة السواركة التى يعتبر محسن ممثلا لها فى تلك الحقبة، واستطاع انتزاع الفوز معتمدا عليها لم تطرح اسمه من بين الأسماء التى طرحتها حيث يتردد اسم الدكتور سليمان عرادة النائب الأسبق والمحسوب أيضا على الحزب الوطنى كأقوى الشخصيات المحتملة لخوض غمار الترشيح مع توقعات بطرح مناطق جنوب الشيخ زويد أسماء مرشحين آخرين لم يعلن عن أسمائهم فى حين يتوقع أن تنافس قبيلة الرياشات التى كان يمثلها فى برلمانات الحزب الوطنى السابقة النائب المعروف فايز أبو حرب بأسماء جديدة ويستبعد أن يكون أبو حرب من بينهم ويبقى الأقرب لدخول ميدان السباق "صالح أبو رياش" .
وتبقى إشكالية هذا المقعد فى ضعف المشاركة المحتملة فى التصويت عليه من قبل الناخبين حيث تعتبر مناطق قبيلة السواركة من المناطق التى تشهد عمليات أمنية واسعة وغالبية قاطنيها يتملكهم شعور العزوف عن أى مشاركات فى الوقت الحالى فى أى مظاهر انتخابية، فضلا عن معوقات التحرك ومعوقات إقامة لجان انتخابية والحاجة إلى نقلها إلى مقرات بعيدة ستكون عقبة تساهم فى ضعف المشاركة، وبالتالى إضعاف لفرصة المرشح فى جلب أصوات لصالحه.
بينما يبقى الصراع على أشده على مقعدى الحرية والعدالة فى العريش، حيث تأبى قبيلة الفواخرية والتى كان يمثلها على مقعد النائب خالد حركة أن تتركه ويتحرك فى هذا المسار فى الوقت الحالى "مؤمن سمرى" أحد الرموز بقبيلة الفواخرية والمحسوب أيضا من على الحزب الوطنى، أيضا تظهر على شاشة الصراع أسماء أخرى لم تعلن عن نفسها حتى الآن، فى حين تشير التوقعات إلى تجهيز الدكتور حسام رفاعى أيضا لنفسه لخوض الغمار ممثلا لعائلات العريش خلفا للبرلمانى الإخوانى الشهير عبد الرحمن الشوربجى ويظهر فى صورة الصراع بقوة سامى الكاشف، وهو من قيادات حزب النور بالعريش فى الوقت الحالى.
وفى أقصى غرب محافظة شمال سيناء عاد للظهور مجددا من قيادات الحزب الوطنى بمناطق قبيلة الأخارسة كل من النائب السابق نصرالله الأقرع والقيادى القبلى على رضوان، وسعيد فريشح والمحتمل دخولهم المعترك على موقع ابن قبيلتهم البرلمانى السابق على سالمان الذى كان يشغل مقعدا مستقلا محسوبا على الإخوان.
وتبقى منافسة القبائل التى حرمت من مقعد لها فى برلمان الإخوان قوية وحاضرة وتشهد تحركات فعلية على الأرض ومن أبرزها قبيلة الرميلات برفح التى كانت فى برلمانات سابقة يمثلها النائب عيسى الخرافين، والذى تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة نجا منها، وبات أن عودته لخوض غمار السباق على مقعد البرلمان باتت مستحيلة ويظهر فى المشهد سالم أبو مراحيل، ولكن تبقى إشكالية موقع القبيلة وهى مركز رفح مثار علامة استفهام سبق أن أشرنا إليها فى الصراع على مقعد النور السابق، حيث هى مناطق تشهد صراعات مسلحة وضعف مشاركات الناخبين هى المحتمل السائد الذى يقضى على حلم أى مرشح فيها بالفوز.
بينما يبقى رهان قبائل مناطق وسط سيناء وهى الترابين والأحيوات على تعيين نواب لها وليس ترشيح وخوض الانتخابات ولا توجد وجوه محتملة للتعيين غير القديمة وهما الشيخ عبد الله جهامة رئيس جمعية المجاهدين ابن قبيلة الترابين، وابن قبيلة الأحيوات الشيخ على فريج رئيس الحزب العربى.
سعيا لخلافة نواب الإخوان بشمال سيناء فى البرلمان.. قيادات الوطنى والقبائل تستعد مبكرا لحصد المقاعد.. الزملوط وسرحان يستعدان فى قبيلة "البياضية".. وسمرى يسعى للحفاظ على مجد "الفواخرية"
الإثنين، 28 أبريل 2014 05:08 ص