فى ظل حرب العقوبات بين أمريكا والناتو من جانب وروسيا من جانب آخر، فرضت واشنطن والاتحاد الأوروبى عقوبات جديدة تشمل الشركات الروسية الكبرى مثل شركة "روس نفط" وشركة "روس تكنولوجيا" والمسئولين عن الشركات الروسية.
من جانبه، قرر الاتحاد الأوروبى، اليوم الاثنين، فرض عقوبات على 15 شخصية إضافية من روسيا وأوكرانيا، على خلفية دورهم فى الأزمة فى أوكرانيا، وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية.
وتتعرض الشخصيات الـ15 إلى العقوبات ذاتها المفروضة على أكثر من 50 آخرين من حظر سفر وتجميد ممتلكات، ردا على رفض موسكو العودة عن سياستها فى أوكرانيا، بحسب المصادر.
وتبقى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى غير مستعدة لتشديد العقوبات الاقتصادية فى هذه المرحلة.
ومن جانبها، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الاثنين، عن عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية تطورات الأحداث فى أوكرانيا.
ووفقا لما أعلنه المكتب الصحفى للبيت البيض فإن العقوبات اتخذت ضد 7 شخصيات روسية، من بينها اثنان مقربان من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وكذلك ضد 17 شركة مرتبطة بهذه الشخصيات.
وأشار المكتب الصحفى إلى أن وزارة التجارة الأمريكية ستتخذ إجراءات إضافية ضد 13 شركة من بين هذه الشركات.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، إن روسيا سترد على العقوبات الأمريكية، وسيكون هذا الرد مؤلما للغاية بالنسبة لواشنطن.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن روسيا ستعد مجموعة من التدابير التى سيتم تطبيقها، وستكون واسعة بما فيه الكفاية.
وأوضح أنه فى وقت سابق، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد الشركات والمسئولين الروس على وجه الخصوص، رئيس شركة النفط الحكومية "روس نفط" ايجور سيتشين والرئيس التنفيذى لشركة الدولة "روس تكنولوجيا" شيميزوف .
الجدير بالذكر أنه يوم الجمعة 21 مارس، دخلت روسيا وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبى فى حرب فرض العقوبات، وذلك بعد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وعدم موافقة المجتمع الدولى على موقف موسكو من أوكرانيا، وتصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وفرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما، عقوبات على عدد إضافى من المسئولين الروس وغيرهم، إضافة إلى مصرف، وهدد باستهداف الاقتصاد الروسى مباشرة بسبب قيام موسكو بضم القرم.
وقال أوباما، فى البيت الأبيض: "على روسيا أن تعلم أن مزيدًا من التصعيد لن يؤدى إلا إلى مزيد من عزلتها عن المجتمع الدولى".
وأوضح مسئول رفيع فى إدارة الرئيس باراك أوباما، أن الولايات المتحدة وسعت عقوباتها على المسئولين الروس ردًا على ضم القرم، لتشمل 20 شخصًا آخرين بعضهم مقرب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وتضم قائمة العقوبات الأمريكية أسماء 20 شخصا روسيا، بتجميد أى أصول تابعة لهؤلاء الأشخاص فى الولايات المتحدة، ويحظر سفرهم إلى أراضيها، ويأتى فى مقدمتهم سيرغى ناريشكين رئيس مجلس الدوما "النواب" البرلمان الروسى، وسيرغى إيفانوف رئيس ديوان الرئاسة الروسية ونائبه الأول أليكسى غروموف، وسيرغى ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة" وكتلته فى مجلس الدوما.
كما تحتوى القائمة على أسماء عدد من أعضاء مجلس الاتحاد للبرلمان الروسى، وفلاديمير ياكونين رئيس شركة "السكك الحديدية الروسية"، ورجال الأعمال يورى كوفالتشوك وغينادى تيمتشينكو وأركادى روتينبيرغ وشقيقه بوريس وهم من "الشخصيات المقربة" من رئيس الدولة الروسية فلاديمير بوتين.
كما فرضت الوزارة عقوبات على بنك "روسيا" الروسى الذى يحتل المركز الـ14 فى قائمة البنوك الروسية من حيث حجم أصوله، والذى يدير نشاطه عدد من رجال الأعمال هؤلاء.
وشملت العقوبات الرئيس الأوكرانى المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، والمدير السابق لديوانه فيكتور ميدفيدتشوك، ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس حكومتها سيرغى أكسيونوف، ورئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسى فالنتينا ماتفيينكو، ونائب رئيس الحكومة الروسية المسئول عن القطاع الصناعى العسكرى دميترى روغوزين، ومساعدى الرئيس الروسى فلاديسلوف سوركوف وسيرجى جلازييف وعددا من نواب مجلس الدوما "النواب" البرلمان الروسى.
وأضاف المسئول، أن واشنطن فرضت أيضًا عقوبات على بنك روسيا الروسى، الذى له أرصدة بعشرة مليارات دولار، وتابع المسئول أن البنك الذى يستخدمه كثير من مسئولى الحكومة الروسية الكبار سيمنع من التعامل خلال النظام المصرفى الأمريكى.
ومضى المسئول: "أوباما وقع أمرًا تنفيذيًا يعطى الحكومة الأمريكية سلطة أوسع فى التحرك ضد قطاع الخدمات المالية الروسى وقطاعات الطاقة والتعدين والهندسة والدفاع".
فى المقابل أعلنت روسيا، فرض عقوبات على مسئولين أمريكيين بعد وقت قصير من إعلان الرئيس أوباما فرض عقوبات جديدة على مسئولين روس بسبب الأزمة فى القرم.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية فى بيان لها: "يجب أن لا يكون هناك أى شك فى أن أى هجوم عدائى سيقابل بتحرك مناسب"، مضيفة أنها تستهدف تسعة أشخاص هم من مساعدى أوباما وأعضاء فى مجلس الشيوخ الأمريكى.
وتشمل القائمة السوداء الروسية مساعدى أوباما كارولين أتكينسون ودانيل فايفر وبنجامين رودس، والسيناتور مارى لاندريو، والسيناتور جون ماكين والسيناتور دانييل كوتس.
على جانب آخر، قال السيناتور الجمهورى الأمريكى وعضو بلجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكى، ماركو روبيو، إن ضم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم يمثل تحديًا مباشرًا وتهديدًا طويل الأمد للنظام الدولى ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذى قدمت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها تضحيات عظيمة لتحقيقه على مر الـ7 عقود الماضية.
ولفت روبيو فى مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إلى مقترح البعض بأن القرم لا تستحق إثارة حده التوتر مع روسيا، نظرًا لوجود مصالح أخرى أكثر أهمية، مضيفًا أنه على الرغم من أنه يفضل تجنب الصراع كلما أمكن، إلا أن التاريخ يظهر أن الاعتداءات غير الشرعية التى لا يتم التصدى لها تؤدى لصراعات أشد خطورة فى المستقبل.
وأضاف السيناتور، أنه من حسن الحظ أن التحركات غير الشرعية لبوتين وحدت بين الولايات المتحدة وحلفائها فى العالم الحر لمعارضتهم، ولكن على الرغم من أن تحركات الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحلفاء أمريكا الأوروبيين حتى الآن مرحب بها، إلا أنها ليست كافية لمواجهة الإصرار الروسى على إعادة رسم حدود أوروبا عنوة، مضيفًا أنه ينبغى أن يقابل ضم بوتين للقرم بعواقب وخيمة وفورية لنظامه وكل من ينتفع به.
ومن جانبه أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، أن الاتحاد الأوروبى أضاف 12 اسماً إلى قائمته للشخصيات التى فرض عليها عقوبات، بسبب ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
وقال هولاند، فى ختام اليوم الأول من قمة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، والتى تستمر يومين "ستكون هناك 33 شخصية على هذه اللائحة"، مضيفاً "يجب أن تفهم روسيا أنه لا يمكنها الاستمرار، وأنه عليها أن تسلك طريق الحوار".
وقرر الاتحاد الأوروبى توسيع نطاق عقوباته ضد روسيا عن طريق زيادة أعضاء "القائمة السوداء" من 21 إلى 33 شخصا، يُحظر دخولهم إلى دول الاتحاد الأوروبى مع تجميد حساباتهم المصرفية فى المصارف الأوروبية إذ تم اكتشافها هناك.
وأشارت وكالة "إيتار- تاس" الروسية للأنباء إلى أن الأوروبيين لم يتخذوا بعد قرارا بخصوص فرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبى ذكر أنه سيجرى لاحقا نشر الأسماء الواردة فى "القائمة السوداء" فى المجلة الرسمية للاتحاد.
وقال رومبى: "إن القائمة تتضمن فعلا شخصيات روسية عالية المستوى"، وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبى اتفقت على وقف التحضير لعقد قمم ثنائية مع روسيا وإلغاء قمة "روسيا الاتحاد الأوروبى" المقررة فى يونيو القادم.
وأضاف: "يصر الاتحاد الأوروبى على نزع فتيل الأزمة فى أوكرانيا واستعادة وحدة أراضيه، لافتا إلى أنه فى حال استمرار التصرفات الروسية فى أوكرانيا لاحقا وعدم تخفيف حدة الأزمة سيتخذ الاتحاد الأوروبى الإجراءات اللاحقة بما فى ذلك الاقتصادية".
وشدد رئيس الاتحاد الأوروبى على أن الدول الأوروبية لا تعترف بانضمام القرم إلى قوام روسيا، ولن نعترف بذلك فى المستقبل.
حرب العقوبات تشتعل من جديد.. أمريكا تفرض عقوبات على 17 شركة روسية و7 مسئولين مقربين من "بوتين".. والناتو يفرض عقوباته على 15 شخصية من موسكو وكييف.. والخارجية الروسية: سنرد على واشنطن ردًا مؤلمًا
الإثنين، 28 أبريل 2014 05:19 م
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة