مصطفى عنبر

الأسد والنازحون والجامعة العربية

الإثنين، 28 أبريل 2014 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرًا ما كان للرئيس السورى بشار الأسد تصريحات مع وسائل إعلامية، فى أعقاب الأزمة السورية، مارس 2011، أعلن خلالها أنه لن يتردد فى الترشح للرئاسة، في حال أراده الشعب السورى، أما إذا شعر بعكس ذلك فإنه لن يترشح. ومؤخرًا دعا الأسد إلى إجراء الانتخابات الرئاسية فى 3 يونيو القادم، وأعلن عن تقدمه رسميًا للانتخابات الرئاسية المرتقبة.

ورغم أن التقارير الإعلامية الواردة عن سوريا لا تشير نهائيا إلى دعوة الشعب السورى للرئيس بشار بالترشح لفترة رئاسية جديدة . إلا أن الأسد وجد فى نفسة الأنسب والأصلح لحكم سوريا دون ضرورة لنزول الشعب الذى يعانى معظمه من النزوح من بلادة وديارة الى مخيمات فى دول الجوار للمطالبة بذلك.
والسؤال هنا: إذا إذا كان بشار الاسد يرى فى نفسه المدافع الأول عن شعبه. فلماذا لا يعلن عن فتح المناطق المؤمنة والتى يسيطر عليها نظامة أمام السوريين بدلا من نزوحهم إلى دول مجاورة؟
وقد أثير هذا التساؤل مؤخرًا نظرًا لأن النازحين السوريين يتعرضون الى مشاكل جمة فى نزوحهم، حيث قال وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى جبران باسيل، مؤخرًا، إن بلاده تسعى لوقف تزايد أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها، وإعادة من لم تنطبق عليهم شروط النزوح.

ومن المعروف أن لبنان من أكثر دول الجوار احتضانًا لأكبر عدد من النازحين السوريين، والذين بلغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون نازح موزعين على عدد من المدن اللبنانية.

وكان من المنطقى أن تتخذ لبنان مثل هذا القرار، نظرًا لعدم قدرتها كدولة على استقبال أعداد أكثر من السوريين، لأن هذا الأمر من وجهة نظر باسيل، أكثر عامل يدخل لبنان فى الأزمة السورية وهو ما حدث بالفعل. ولهذا الأمر أيضًا دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال القمة العربية الأخيرة، التى انعقدت فى الكويت إلى تكريس جهد عربى استثنائى ومتكامل، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، بتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان، وتوسيع أطر إيوائهم فى مناطق آمنة داخل الأراضى السورية.

جامعة الدول العربية والتى تضم 22 دولة، أصبح الحديث بداخلها عن الأزمة السورية من منطلق الكلام وليس لاتخاذ قرارات.

فالأمين العام لجامعة الدول العربية، حينما يسأل فى كل لقاءاته عن الأزمة السورية، يقول إن الأمر ليس بيد الجامعة بل بيد مجلس الأمن، وكأننا نحن العرب يئسنا من هذا الملف لذلك أعطناه لجهة اخرى تتصرف فيه كيفما ترى.

للأسف جامعة الدول لا تبحث عن حلول للأزمة السورية. فبعد الازمة أصدر الدكتور نبيل العربى قرارًا بتجميد مشاركة النظام السورى وسحب المقعد منه، وبذلك فقد الاتصال مع بشار الأسد. وفى المقابل لم توافق الجامعة حتى الآن على منح المقعد السورى للمعارضة وبذلك أيضًا أحدثت الجامعة خلافًا بينها والمعارضة، ولذلك لن تصل جامعة الدول العربية فى يوم من الأيام لحل للأزمة السورية، لأنها أبعدت نفسها عن الطرف الاساسى فى النزاع(النظام) كما باعدت المسافات بينها والمعارضة.

فى النهاية لا بد أن تعيد جامعة الدول العربية قنوات الاتصال المباشرة مع الرئيس السورى بشار الأسد، حتى يتجلى لها إيجاد حلول أو تقريب وجهات النظر مع المعارضة، وهذا التواصل سيصب بالنهاية فى مصلحة المواطن السورى الذى يجسد لنا أكبر مأساة انسانية فى القرن 21 فحتى النزوح أصبح طلب صعب المنال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة