أمين صالح يكتب: المصريون يهجرون السياسة إلى الفن والفنانات بعد ثلاث سنوات من الانشغال بها.. 47% من قراء «اليوم السابع» لا يهتمون بالانتخابات.. وقضيتا سما وحلاوة روح تستحوذ على اهتماماتهم

المصريون يهجرون السياسة ويفضلون قضايا الفن والفنانات، وأزمات السينما، بعد ثلاث سنوات من تربعها على عرش اهتماماتهم،حسبما كشف استطلاع للرأى أجرته «اليوم السابع» مع قراء الصحيفة حول إجراء انتخابات البرلمان بالنظام الفردى، وكانت المفاجأة عندما أبدى غالبية القراء عدم اهتمامهم بهذه القضية، حيث كانت إجابة %47.52 منهم هى «لا أهتم»، فى حين أن صوّت %41.62 بـ«نعم»، وقال %10.86 «لا».
وفى استطلاع آخر حول آراء القراء فى نجاح قانون الإرهاب بوقف عنف الإخوان أبدى القراء أيضا عدم اهتمامهم بالقضية إذ إن %53.81 من المشاركين فى الاستطلاع كانت إجابتهم «لا أهتم»، مقابل %29.6 قالوا «نعم»، و%16.59 قالوا «لا».
اللافت فى الاستطلاعات التى أجريت مؤخرا حول اهتمام المواطنين بقضايا سياسية هو العزوف التام عن الخوض فى العملية السياسية والرغبة فى الابتعاد عن أى عمل يتعلق بالسياسة عقب ثلاث سنوات وأكثر منذ مرور ثورة 25 يناير وحتى الآن، فالسياسية كانت الشغل الشاغل لكل المصريين خلال الفترة الماضية، مظاهرات واعتصامات بدأت بـ18 يوما من 25 يناير 2011 إلى 11 فبراير من نفس العام وتلتها مظاهرات واعتصامات فى فترة حكم المجلس العسكرى إلى أن تم تسليم السلطة للرئيس السابق محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ثم شهدت مصر فترة أخرى من التظاهر ضد مرسى وجماعته استمرت حتى ثورة 30 يونيو وبعدها اعتصم الإخوان فى رابعة والنهضة ثم فض الاعتصام وتلا ذلك سلسلة من العمليات الإرهابية.

المشهد السياسى لم يقتصر على التظاهر فحسب وإنما امتد لعمليات انتخابية متعددة منها الاستفتاء على الدستور فى 19 مارس 2011 ثم إجراء الانتخابات البرلمانية «الشعب والشورى» ثم انتخابات رئاسة الجمهورية وبعدها دستور الإخوان ثم الدستور الجديد بعد ثورة 30 يونيو.

كل هذه الأحداث جعلت المصريين يكرهون السياسة ويسأمون منها بعد أن كانت كالهواء الذى يتنفسونه نهارا وليلا الأمر الذى يجعلهم الآن غير مهتمين بكثير من القضايا السياسية ليس ذلك فحسب، وإنما قد تشهد الفترة المقبلة عزوفا تدريجيا عن المشاركة فى العملية السياسية برمتها وقد تشهد نسبا أقل فى المشاركة فى الانتخابات أو متابعة الأحداث السياسية.
ولعل أبرز القضايا التى شغلت اهتمام المصريين خلال الأشهر القليلة الماضية هو القبض على الراقصة صافيناز ثم أزمة فيلم حلاوة روح ثم القبض على سما المصرى وغلق قناة فلول، كما عاد المصريون مرة أخرى للاهتمام بالرياضة ومتابعة المباريات المحلية والدولية، حيث زادت نسبة مشاهدة المصريين للدورى المصرى خلال الفترة الماضية بالرغم من غياب الجماهير فى المدرجات إلا أن الجماهير تتجمع بشكل لافت فى المقاهى والكافيهات المختلفة لمشاهدة المباريات، ليست المحلية فقط، بل متابعة كل مباريات كرة القدم فى الدوريات العالمية.