توقع محللون سياسيون فلسطينيون، أن تلقى المصالحة الفلسطينية دعمًا من مصر لإتمام تنفيذ بنودها، لعدة أسباب، أهمها رغبة القاهرة فى "تهدئة التوتر الأمنى فى منطقة سيناء"، المحاذية لقطاع غزة.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة فى قطاع غزة، إسماعيل هنية، قد أعلن الأربعاء الماضى عن توقيع وفدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس على اتفاق لإنهاء الانقسام الفلسطينى.
ويرى المحلل السياسى، فايز أبو شمالة، الكاتب فى صحيفة فلسطين المحلية فى غزة، أنه تم الاتفاق على وجود الرئيس الفلسطينى محمود عباس، على رأس الحكومة الفلسطينية القادمة، كما تم الاتفاق عليه من قبل وفدى المصالحة، سيدفع مصر لدعمه.
وأضاف أن "مصر ستدعم إنهاء الانقسام، لأهداف عدة، أولها أنها معنية بالتهدئة مع حركة حماس كى تحفظ أمنها فى منطقة سيناء، ولتتخلص من العبء الأمنى والأخلاقى أمام شعبها والمجتمع الدولى حيال الأوضاع الإنسانية الصعبة فى غزة".
وتتهم السلطات المصرية، حركة "حماس"، التى تدير قطاع غزة، بالتدخل فى الشأن الداخلى المصرى والمشاركة فى تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات" فى مصر، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر.
وأصدرت محكمة "الأمور المستعجلة"، بالقاهرة، فى 4 مارس الماضى، حكما قابلا للطعن، بوقف نشاط حركة "حماس"، داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ على مقراتها داخل بمصر، واعتبرتها حركة إرهابية.
ويرى أبو شمالة بأن سماح مصر بإدخال عضو المكتب السياسى موسى أبو مرزوق عبر معبر رفح، يظهر رغبتها فى إنهاء الانقسام الفلسطينى.
وتابع: "التوجه السريع من حماس وفتح لتوقيع الاتفاق، يؤكد وجود اتصالات عربية لكليهما، لإتمام المصالحة، ومصر ستكون منها بكل تأكيد".
وأوضح أبو شمالة بأن دعم مصر "لاتفاق غزة" نابع من بحثها عن الاستقرار وإتمام المصالحة الفلسطينية، سيصب فى صالح استقرارها، فأى انفجار يحدث سيرتد بالسلب عليها".وتوقع أن تفتح مصر معبر رفح، فور تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة.
ورجّح المحلل السياسى أن تعيد مصر علاقتها مع حماس، لأن الحركة الإسلامية لن تكون فى واجهة الحكم فى قطاع غزة الذى تديره حاليًا إن تمت المصالحة.
ويفترض على مصر أن توفر شبكة أمان للمصالحة الفلسطينية، من خلال حشد تأييد عربى لها، كما يقول المحلل السياسى طلال عوكل، الكاتب فى صحيفة "الأيام" المحلية الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية.
واستطرد عوكل: "إسرائيل هى الخطر الرئيس الذى تواجهه المصالحة، ومن المتوقع أن ترتكب حماقات لإفساد اتفاق إنهاء الانقسام".
وأضاف:"الموقف المصرى مرحب باتفاق المصالحة، وسيكون مؤيدًا لها وعليه أن يوفر غطاء عربيا لإتمام تنفيذ وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين وفدى المصالحة".
ومن المبكر الحديث عن سمة وطبيعة العلاقات بين مصر وحركة حماس فى المرحلة القادمة، كما يقول عوكل، "فهذا سيتضح مع بدء تنفيذ وتطبيق المصالحة فعليًا".
ولا يتوقع الكاتب والمحلل السياسى، محمود العجرمى، أن تشهد العلاقات بين مصر وحماس تحسنًا ملموسًا رغم دعم الأولى للمصالحة، فحركة حماس امتداد لجماعة الإخوان المسلمين.