تميز المجتمع المصرى منذ أمد ليس ببعيد بصناعة الاتباع وأهلمنا بل وتعمدنا فى أحيان كثيرة صناعة القادة، فى مختلف قطاعات المجتمع المصرى.
اقتصاديا ومهنيا ولا أستثنى مهنة من ذلك، انعكس هذا بالتالى على الحياة السياسية فى مصر، وأصبحنا نعانى إلى يومنا هذا من تلك المعضلة، عندما نريد اختيار قيادة معينة فى أى مكان أصبحت مشكلة بلا حل، وهذا بالطبع على فرضية استبعاد المعارف وأهل الثقة والأتباع، والنظر فقط إلى الكفاءات التى أهملت فى مصر لسنين طويلة.
والباحث والمتابع لمختلف الجهات والشركات والمؤسسات فى مصر يجد سيطرة الأتباع عليها، أكثر من القادة، وبالتالى نصل إلى النتائج الهزيلة والكارثية فى أحيان كثيرة.
أصبح من لديهم القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة ومناسبة وجريئة فى أوقات كثيرة، هم قلة قليلة وربما ندرة أيضا تلك القلة.
ونظل نبحث ونتسأل دائما لماذا لا نجد مؤسسات أو هيئات أو شركات ناجحة أو لها توجه أو رؤية مستقبلية صحيحة تبنى مصر، وتعم الفائدة على الجميع.
أعتقد أن التحدى الأكبر أمام الرئيس القادم هو صناعة قادة، وتأهيلهم واختيارهم من كفاءات ومواهب حقيقة فى كافة مجالات الأعمال فى مصر وكفانا إتباعا تسير بلا رؤية أو تخطيط، وكل مؤهلاتها هو ولاؤها لمن يرأسها فقط.
إن صناعة قائد ناجح ليس بالأمر الهين أو اليسير، ولكنها تحتاج رئيس له شخصية ورؤية وتوجه حتى نصل إلى اليوم الذى نجد لدينا قاعدة من القادة والكفاءات والمتميزين لقيادة هذا الوطن.
شنودة فيكتور فهمى يكتب : بين صناعة القائد وصناعة التابع
الأحد، 27 أبريل 2014 12:09 ص