العلم "نووووورن"، عبارة قالها الفنان القصرى فى أحد أفلامه، ثم أضاف إليها الدكتور طه حسين أن العلم كالماء والهواء، والحقيقة أن العبارتين لا تقبلان نقاشاً أو جدلاً، فالعلم ينير الطريق للبشر و هو وسيلة للرقى والتقدم، والعلم أيضاً لا بد وأن يكون للناس جميعاً كالماء والهواء، فلا حياة لمخلوق بلا ماء أو هواء أو علم. وفى مصرنا المحروسة نجح المتخصصون فى تطبيق العبارتين بكل دقة وإخلاص، فالعلم أصبح ملوثاً كالماء الذى نشربه والهواء الذى نستنشقه، وأصابت العملية التعليمية الكثير من الأخطاء و الخطايا التى جعلته ينقطع مثل النور والكهرباء عن عقول الطلبة و التلاميذ، ليتخرج الطالب من الجامعة أو المدرسة جاهلاً لم يحصل إلا على شهادة تدخله سوق العمل دون أن يكون لديه أسس من العلم و الثقافة أو رؤية للمستقبل أو طموح يقوده إلى غد أفضل.
فالمدارس والجامعات فقدت قدرتها على إخراج أجيال تستفيد بهم البلاد لضحالة تفكيرهم و تفاهة آرائهم و سطحية نظرتهم، وكل هذا بسبب ما تعاطوه فى المدارس والجامعات من مواد عقيمة وطرق تعليم ساذجة، مع ما يواجهونه من مشقة الطريق والتكدس بالفصول وضعف المدرسين الذين سرقتهم لقمة العيش من مهمتهم السامية٠
والمشكلة التى نواجهها أيضاً من هذا الطالب المتعلم-اسماً- والجاهل فعلاً، أنه ليس جاهلاً فقط من الناحية التعليمية، ولكنه يصبح جاهلاً فى مشاعره وأحاسيسه، لا يعرف حقوقه و واجباته، لا يعرف من تاريخ بلاده سوى أسماء الزعماء التى تزين الشوارع دون أن يعرفوا تاريخهم المشرف و كفاحهم فى شتى المجالات و الميادين.
كل هذه الأشياء وما سوف تعانيه البلاد من استمرار التعليم الجاهل يؤدى إلى ضرورة تفجير ثورة فى التعليم ومناهجه وأسلوبه، على أن يقود هذا التغيير متخصصون صغار السن لديهم نظرة واضحة للمستقبل، وطموح فى غد مشرق للبلاد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة