فى لقاء مع اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، فى ذكرى التحرير، قال "إن سيناء تشهد معركة تطهير واسعة لكل منابع الإرهاب تقوم بها القوات المسلحة فى الوقت الذى نحتفل به بأعياد تحرير سيناء، وهو ما يؤكد أن جيش مصر هو الأمين على هذه الأرض المباركة التى فى سبيل تحريرها سقط شهداء، وفى سبيل تطهيرها لم تكل سواعد الرجال عن مواصلة مشوار حماية الأرض.
وأضاف أن سيناء مقبلة على مرحلة أكثر استقرارا عندما تجف منابع الإرهاب، وتتهاوى لتبدأ مراحل التنمية والتعمير.
وقال إن المحافظة تتطلع إلى أن تصبح رقما مهما فى خارطة مصر الاقتصادية فى ظل ما تشهده مصر من مناخ جاذب للاستثمار وحوافز للمستثمرين الجادين، مشيرا فى حديثه، إلى أن المزايا النسبية للاستثمار على أرض شمال سيناء كثيرة ومتنوعة، فهى تتمتع بالعديد من المقومات الطبيعية، كما أنها تحتل موقعا محوريا على حدود مصر الشرقية فهى همزة الوصل مع المشرق العربى ودول آسيا، وباقى دول حوض البحر المتوسط، مما يعطيها ميزة كبرى فى مجال حركة التبادل التجارى والإقليمى والدولى، هذا علاوة على ما تتمتع به شمال سيناء من توافر الأنشطة الاقتصادية والبنية الأساسية والخدمات الداعمة للتنمية والاستثمار على أرضها، وكان لـ"اليوم السابع" حوار مع محافظ شمال سيناء للرد على بعض الأسئلة.
كيف ترى وضع سيناء فى الوقت الحالى فى ظل أحداث الحرب على الإرهاب؟
ـ شمال سيناء تحتفل بعيد تحريرها وعيدها القومى، وهى تشهد ملحمة تطهير للإرهاب تقوم بها مشكورة القوات المسلحة التى كانت ولا تزال خير أمين على هذه الأرض، ومن هنا أوجه لهم التحية والعرفان ونتذكر روح كل شهيد سقط على أرض سيناء فى معارك القوات المسلحة لتحريرها من العدو وتطهيرها من الإرهاب.
ما مدى تأثير الحرب على الإرهاب على أوضاع ويوميات أهالى سيناء؟
ـ ما تشهده المحافظة من أوضاع أمنية سيئة أثرت على سير الحياة فى المحافظة من نواحى متعددة جميعنا نلمسها، ولكن جميعنا يقدر أن الوضع استثنائى.
وماذا عن المعوقات التى باتت تواجه المزارعين فى نقل محصولهم خارج المحافظة فى ظل المناخ الأمنى الصعب؟
ـ تم التنسيق مع مديرية الزراعة والتعاون الزراعى للعمل على مساعدة المزارعين فى تسويق منتجاتهم داخل المحافظة والمحافظات المجاورة.
يأتى من بين أبرز ما أثير حول الوضع الخدمى بالمحافظة وتماسه مع الجانب الأمنى إقامة سور حول مدينة العريش لحمايتها من هجمات الإرهابيين.. ما حقيقة هذا الموضوع؟
ـ لا صحة لهذا الموضوع وما يتم إنشاؤه بالفعل هو عبارة عن حواجز خرسانية لحماية الطريق، وتقليل مخاطر الحوادث نظرًا لكثرة المنحنيات.
وكافة هذه الأعمال تم اعتماد تنفيذها منذ أكثر من عام ولا علاقة لها بما تشهده المحافظة من أحداث عقب 30 يونيو، وهذه الحواجز تقع حول مسار الطريق وجارى إنشائها بارتفاع 80 سم، وسيعقبها إنارة الطريق، مشيرًا إلى أن السور الذى تم بناؤه حول منطقة مطار العريش، جاء فى إطار حماية منشآت حيوية لها وضع أمنى خاص، ولا علاقة لسور مطار العريش بما يتم من رفع كفاءة طريق جنوب العريش.
ما هى أبرز المقومات الداعمة للتنمية والاستثمار بالمحافظة؟
- الموقع الجغرافى للمحافظة وقربها من الأسواق الرئيسية وطبيعة أرضها ومناخها وبيئتها النقية، كما أنه يتوفر بالمحافظة 309 آلاف فدان منزرعة على مياه الأمطار والمياه الجوفية و197 ألف فدان على مصادر مياه مستقرة، هذا بالإضافة إلى مساحات غير محدودة من الأراضى الصالحة للزراعة من أفضل أنواع التربة التى يمكن زراعتها على قدر توفر الموارد المائية المتاحة وترعة السلام التى هى فى نطاق محافظة شمال سيناء بطول 86.5 كم لزراعة 190 ألف فدان فى السهل الساحلى.. كذلك وجود أنقى بحيرة فى مصر وهى بحيرة البردويل، والتى بلغ إنتاجها السمكى خلال عام 2013 (3237) طنا من أجود أنواع الأسماك.
وتوفر العديد من الثروات المعدنية 13 نوعا، منها خامات معدنية احتياطية كبيرة واستغلال اقتصادى من خلال 113 محجرا مرخصا باستخدامها، بالإضافة إلى وجود 6 ملاحات تقوم بإنتاج الملح بما يقدر بنحو 1.3 مليون طن، و3 مناطق صناعة تتميز كل منها بمميزات نسبية مختلفة عن الأخرى.
كما تطل شمال سيناء على البحر المتوسط بساحل طوله حوالى 220كم من بورفؤاد غربا حتى رفح شرقا حيث شاطئ النخيل المتميز والمناطق المنبسطة التى يصل عمقها إلى 20 كم فى الشمال والجبال والوديان فى الجنوب.
وما هى أشهر أنواع السياحة التى يمكن أن تكون حاضرة بشمال سيناء فى حال استقرارها؟
ـ أهمها وفقا لطبيعة المحافظة ومقوماتها، السياحة الشاطئية، وسياحة أرباب المعاشات، وسياحة المؤتمرات، والسياحة التاريخية، والسياحة الدينية، والسياحة البيئية، والسياحة الصحراوية، وسياحة الواحات، وسياحة اليخوت والرياضة المائية، وسياحة الترانزيت.
وهل هناك بنية أساسية داعمة لأن تصبح المحافظة بالفعل مؤهلة لمشروعات سياحية بهذا التنوع؟
ـ ميزة محافظة شمال سيناء، أن لديها بنية أساسية قد لا تتوفر فى محافظات أخرى، فهى تتمتع بشبكة طرق حديثة من الطرق الطولية والعرضية بطول 7200 كم، ومنظومة متكاملة من الكبارى والمعديات، أهمها كوبرى السلام، فوق قناة السويس كما يتوفر ثلاثة محاور طولية وشرايين رئيسية لحركة التجارة المصرية فى اتجاه الشرق، وهى المحور الساحلى فى اتجاه منفذ رفح البرى والمحور الأوسط فى اتجاه منفذ العوجة البرى، والمحور الجنوبى فى اتجاه منفذ طابا نويبع، وجود ميناء العريش البحرى كميناء تجارى دولى يستقبل السفن حتى حمولة 15 ألف طن، ووجود عدد 2 مطار لاستقبال جميع أنواع الطائرات، وهى مطارى العريش ومطار رأس النقب، ووجود م2 ميناء برى وهى رفح والعوجة. ووجود شبكة اتصالات تليفونات أرضية ولاسلكية لخدمة المناطق النائية بسعة 64 ألف خط أرضى، بالإضافة إلى تغطية كافة مناطق المحافظة بشبكات المحمول ووجود خط الغاز الطبيعى الرئيسى، وتوفر فائض كبير من الطاقة الكهربائية بعد ربط المحافظة على الشبكة القومية الموحدة للكهرباء بإجمالى طاقة كهربائية متاحة 320 ميجاوات ووجود العديد من مصادر المياه العذبة، وهى خطوط المياه 1000مم و700 مم و400 مم و300 مم فى اتجاه الشمال بخلاف شبكات مياه الآبار الصالحة للشرب، بإجمالى 105 آلاف وعدد 3 من محطات تحلية مياه البحر.
لو تحدثنا عن أبرز ما قدمته الدولة من خدمات لأبناء سيناء على مدار هذه السنوات هل هى مناسبة بالفعل؟
ـ نستعرض الموجود وهى فى مجال التعليم 563 مدرسة و152 معهدا أزهريا و3 مدارس تمريض ومدرسة للبريد، وكلية العلوم الزراعية وكلية التربية وكلية التربية الرياضية ومعهد فنى تجارى ومعهد فنى صناعى ومن معاهد خاصة وجامعة خاصة.
وإنشاء 7 مستشفيات عامة ومركزية وتخصصية، و17 مركز طب أسرة و63 وحدة صحة أسرة، و9 مراكز حضرية، و102 عيادة تنظيم أسرة و53 نقطة إسعاف و68 سيارة إسعاف و21 عيادة متنقلة.
ويخدم شباب المحافظة 64 مركز شباب و19 نادى واستاد العريش الرياضى، و96 صالة نشاط مغلقة، و2 بيت شباب و34 لجنة رياضية.
ويوجد بالمحافظة 8 قصور وبيوت للثقافة و2 مركز إعلام وإذاعة محلية ومتحف قومى.
ويتوفر 104 مخابز بلدية جديدة و35 جمعية استهلاكية وفئوية و32 مكتب تموين، و2 مطحن دقيق، و38 وحدة اجتماعية جديدة و267 جمعية أهلية و126 حضانة و12384 مشروع أسرة منتجة.
وتنتشر المساجد بكافة أنحاء المحافظة بعدد 988 مسجدا و30 مكتبا لتحفيظ القرآن الكريم.
وما هى أبرز فرص الاستثمار المتاحة التى بالفعل يمكن أن يتم الشروع فيها من قبل المستثمرين؟
ـ من أهمها فى قطاع الزراعة والثروة السمكية مشروعات يمكن أن تمول بالكامل من خلال شركات استثمارية كبرى على مساحات مقرر استزراعها على ترعة السلام، وكذلك إقامة مشروعات زراعية بالشيخ زويد ومصانع تصنيع وحفظ الفائض من منتجات الأسماك والزراعات غير التقليدية، كالزهور وتصدير الحاصلات الزراعية وإنشاء هياكل الصوبات الزراعية، ومستلزمات الرى الحديث.
ويمكن إقامة مشروعات تمول من خلال شركات استثمارية كبرى مثل مجمع لتسييل الغاز، وإقامة مصنع كربونات صوديوم ومشروعات تمول من خلال شركات استثمارية فى صناعة الرخام والزجاج والجير والطوب الرملى والحجر الجيرى والأسمنتى.
محافظ شمال سيناء فى ذكرى التحرير: أرض الفيروز تشهد معركة لتطهيرها من الإرهاب وبعدها ستبدأ التنمية الحقيقية.. السياحة والثروات غير المستغلة والمشروعات الزراعية فرص استثمارية لرجال الأعمال الجادين
السبت، 26 أبريل 2014 11:51 ص
محافظ شمال سيناء مع محرر "اليوم السابع"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة