بدأت الجولة من أمام المعهد البريطانى بجوار مسرح البالون بكورنيش النيل بحوار تجاوز الـ15 دقيقة بين الوزيرة والمحافظ، حول آليات تقييم المنظومة سواء على مستوى سلوكيات السكان أو طريقة أداء عمال النظافة وطبيعة كل منطقة بدءًا من الدقى ومرورا بالعجوزة وصولا لحى إمبابة .
حيث فتح محافظ الجيزة النار على شركات منظومة الفصل من المنبع وطالب بتعاون المواطنين، مؤكدًا أن المحافظة قامت بعمل تقييم لشهر ونصف من بدء المنظومة بحى الدقى بعد إطلاق رئيس الوزراء المنظومة فى 8 مارس الماضى، مؤكدًا أن النتيجة 8% متوسط و4% جيد و2% سيئ.
وأوضح المحافظ أن 2% سيئ تعود أسبابها لأن جامعى القمامة لا يجمعون من كل الشقق السكنية ويكتفون بالشقق التى يتقاضون عنها نقود من أصحابها، وأن مشكلة مزاريب القمامة لاتشكل نسبة كبيرة وتم التغلب عليها ، مضيفا أنه تم اكتشاف بعض الشركات التى تعمل فى المنظومة وتتخيل أنه ممكن التعامل مع المحافظة والوزارة، ويأخذ مردود العقد دون أن يقوم بكل المهام المطلوبة منه، مشيرا إلى أن كل عمال النظافة فى حى الدقى أخذوا كل مستحقاتهم دون خصم .
وشدد المحافظ على ضرورة أن يتعاون المواطن مع الشركة والمحافظة وهذا سيحتاج كثيرًا من الوقت لأن التثقيف والإعلام له دور جوهرى فى هذه المسألة ونحتاج إلى وقت.
فيما قالت الدكتورة ليلى إسكندر وزيرة الدولة لشئون البيئة، أنها انطلاقة لا تسمح للتقييم الكامل فهناك 30% من السكان بدأوا يستحيبون لفصل القمامة.
وطالبت الوزيرة بضرورة أن يحترم الناس عامل النظافة ويسمعون كلامه لأن غرضه تسهيل الجمع مضيفة أن آليات مراقبة تنفيذ المنظومة تشمل فريق متكامل من الوزارة والحى والمحافظة، ويتم التعاقد مع الشركات وشرح دور الشركة الشبابية فى المنظومة والتعامل مع الجامعين للقمامة والعمل مع الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب، وعمل إعلانات بالتليفزيون تكلفها وزارة البيئة للتحفيز وعمل التوعية بالمدارس.
وأوضحت أن اختلاف طبيعة أهالى إمبابة عن أهالى العجوزة لن يحتاج لمجهود أكبر فى تطبيق المرحلة الجديدة من منظومة الفصل من المنبع قائلة "إن الناس هناك يعرفون بعض ورغم أن أهل
إمبابة ناس بسيطة، وثقافتهم أقل ومستواهم الاقتصادى مش عالى مثل العجوزة إلا أنهم أحسن بكثير وسيفيدون المنظومة، لأن معرفتهم ببعض هتسهل على الناس وشباب المنطقة أن يقوموا بالتوعية لدعم أهاليهم ومنطقتهم".
كما أكدت الوزيرة ، أن طبيعة الشوارع والمنطقة السكنية بإمبابة ستجعل الوزارة تعتمد على الجمعيات الأهلية بدرجة أكبر، وسيتم الاستعانة بتروسيكلات للشوارع ولن يتم استخدام سيارات.
وأضافت "وزارة البيئة قدمت دعمًا للمنظومة بمبلغ 24 مليون جنيه طبقا للبروتوكول الموقع مع محافظة الجيزة لتطوير إدارة المخلفات الصلبة وتحسين منظومة الجمع السكنى من المنازل بالمحافظة، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفنى من خلال فريق عمل فنى متخصص، وقد تم تقسيم حى العجوزة إلى 39 قطاع، ويخدم كل قطاع شركة واحدة أو شركتين حسب حجم القطاع، مما يتيح فرص أكبر لعدد من الشركات الوطنية وفرص عمل للشباب، مشيرة إلى أنه تم توقيع عقود 43 شركة وطنية تقوم بدور مؤدى خدمة الجمع السكنى لحوالى 173800 وحدة سكنية، وبما يوفر فرص عمل لما يقرب من 430 عامل نظافة، مضيفة أنه تقدم الوزارة الدعم الفنى لفريق المتابعة، والرصد من خلال إعداد نماذج المتابعة والمراقبة إلى جانب تتبنى الوزارة مشاركة المجتمع المدنى واللجان الشعبية فى عمليات المراقبة وتحديد كفاءة الآداء .
وقالت الوزيرة "إن الغرض من الجولة هو تحقيق منظومة الفصل من المنبع لأهدفها من تحسين خدمة الجمع السكنى للمخلفات، حيث يتم فصل المخلفات من المنزل وقبل الجمع فى كيسين أحداهما عضوى والآخر صلب لتجمع من أمام باب المنزل، على أن يتم توصيل المخلفات العضوية لمحطة المناولة الوسيطة للاستفادة منها فى تصنيع السماد والاستفادة من المخلفات الصلبة بإعادة تدوير ما يمكن تدويره منها سواء بلاستيك أو صفيح أو أية مشتقات يمكن إعادة تصنيعها مرة أخرى، مما يساعد على تقليص حجم المخلفات المنتجة والتى يتم التخلص منها بدفنها فى مدافن صحية.
وخلال الجولة اكتشفت الوزيرة أن العمال التى تعمل على الأرض فى حى العجوزة مختلفين عن أصحاب الشركات التى تعاقد معها الحى، أو أن أغلب العمال الذين يعملون فى المنظومة هم عمال من الباطن وليسوا أصحاب الشركات التى تم التعاقد معها، وأن الشركات تقر لهم أنهم سيتاقضون 1000 جنيه شهريا فى حين التقت الوزيرة بعمال تتقاضى 750 جنيه فقط، فوجهتهم الوزيرة قائلة "لو مدكش الألف جنيه بلغ رئيس الحى فورا"، ثم وجهت اللوم لرئيس الحى ومحافظ الجيزة ، قائلة "العمال من الباطن مأزق يقابل المنظومة فى بدايتها ، لابد من حله ".
وأكدت الوزيرة خلال جولتها برفقة المحافظ على ضرورة التوعية ودفع أجور العمال وأن يكون المواطن راضيًا عن الخدمة فتكلفة الوحدة السكنية على الوزارة تصل 12جنيها، والعامل يأخذ ألف جنيه ولايدفع المواطن أى نقود سواء للعامل أو للحى "
وطالبت الوزيرة العمال بعدم تقاضى أموالا من السكان فى مقابل حصولهم على"المنافع" وهى المخلفات الصلبة من علب "الكنز" وزجاجات المياه، وغيرها، إضافة إلى الراتب الذى يتقاضوه من الشركة التابعين لها .
كما شددت الوزيرة على أصحاب الشركات ضرورة تجهيز السيارات نصفين بما يتناسب مع المنظومة وعمل قطوع قائلة "إن العمال لازم يعرفوا أن السكان شايفنهم من أعلى ويراقبونهم لمعرفة مدى جدية هذه المنظومة وأن المسألة مش تمثيلية وأنه بالفعل دى الطريقة الصح، لفصل القمامة المخلفات لوحدها والعضوى لوحده".
وفوجئت الوزيرة البيئة بعمال النظافة يشكون لها عدم اهتمام بعض السكان بمنظومة الفصل من المنبع، قائليين "مابيسمعوش كلامنا واحنا تعبنا معهم لكن بنعمل اللى علينا ونقولهم"، وشكى عمال النظافة أصحاب المحلات الذين يلقون القمامة فى الشارع، وطالبوها بتوفير حاويات قريبة عند أول الحى تكون قريبة منهم لأن اليوم بيضيع فى نقلتين حتى يصلوا لمقلب شبرامنت لتفريغ الحمولة.
وبدورها ردت الوزيرة أنها ستبحث ذلك مع الحى وستتم تكثيف عمليات التوعية للسكان قائلة "إن نظافة الشارع مرتبطة بكفائة السكان فى الفصل داخل المنزل، وطالبت العمال بأن لا ييأسوا من تكرار المعلومة للساكن، ووجهت حديثها للعمال بأنه لا بد أن يتحلوا بالصبر لأن هذه المنظومة ستفيدهم هم وأولادهم.
وقال الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة خلال جولته اليوم السبت لتقييم منظومة الفصل من المنبع بحى العجوزة "إن نتائج التجربة فى حى العجوزة والدقى مبشرة بالخير والأمل ورغم أننا بدأنا التجربة بشكل محدود إلا أن هناك تدرجًا جيدًا ومناسبًا وفى نفس الوقت الشركات تقوم بالتزامتها طبقا للعقد المبرم معها .
وطالب المحافظ خلال جولته صباح اليوم بضرورة أن يقوم المواطن بدوره ويلتزم بتسليم القمامة فى اليوم المخصص لذلك، لأن جمع القمامة يتم يومًا بعد يوم، مؤكدا على معاونة شركات النظافة الشبابية قائلا، "إن معاونة الشركات يخفف العبأ على هيئة النظافة والتجميل، وفرصة نقل بعض المعدات والعمال إلى أحياء أخرى ستتفيد منها الأحياء الأخرى فى تطبيق المنظومة فى كل أحياء محافظة الجيزة".
وأمام بنزينة التعاون فى شارع البطل أحمد عبد العزيز تسبب عدم وجود سيارة النقل الخاصة بالمخلفات التى يتم جمعها، من تقاطع شارع جامعة الدول مع شارع السودان فى ارتباك الجولة، وبعد توقف ركب الوزيرة هناك فوجئ المسئولون بالحى بعدم وجود السيارة والعمال فوجهوا الركب للنقطة الثانية للجولة وهى تقاطع ميدان لبنان مع شارع شهاب.
وبدوره قال اللواء أحمد عبد الرحيم، رئيس حى العجوزة، خلال جولة وزيرة البيئة ، أنه يتم التنسيق بين الحى وعامل النظافة والسكان، مؤكدا أنه يتم توعية المواطنين بأهمية المنظومة وضرورة الفصل من المنبع فى المنزل لأن هذا سيساعد فى إنجاح المنظومة، وانه يتم إخبارهم بأنه لابد أن يساعد عامل النظافة ولا يدفع له فلوس والعامل سيمر عليه يومًا بعد يوم.
الجدير بالذكر أن الجولة انطلقت من أمام المعهد البريطانى بكورنيش النيل بجوار مسرح البالون ثم ميدان سفنكس أحمد عرابى أمام فودافون، ومنه إلى جامعة الدول عند مدخل جزيرة العرب أمام "بنزينة" التعاون، ثم تقاطع ميدان لبنان مع شارع شهاب، ثم تقاطع جامعة الدول مع شارع السودان، ثم جامعة الدول مع البطل أحمد بن عبد العزيز، وانتهت بشارع النيل.














