أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آدابُ تعلمناها فى الصغر، نحن أحوج إليها فى الكبر، إنها آداب الطريق، أتذكر منها ما رٌوى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- محدثاً أصحابه قائلاً "إياكم والجلوس فى الطرقات، فقالوا: ما لنا بد إنما هى مجالسنا نتحدث فيها، قال صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق؟، قال صلى الله عليه وسلم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر". حقاً ما أجملها هذه الأخلاق وتلك الآداب التى عرفناها فى دروس التربية الدينية والقراءة حتى حفظناها عن ظهر قلب فى سنوات حياتنا الأولى، ولكن أين نحن الآن من هذه الآداب؟!
فإذا كان الطريق ملك للكافة ينتفع به الجميع باعتباره مرفق عام ليس حكر على أحد، فإنه يقع على المجتمع حكومةً أو مواطنين واجب المحافظة عليه ورعايته، غير أن الناظر إلى كثير من طرقنا وشوارعنا هذه الأيام سيصاب بحالة من الكآبة والاشمئزاز، فقد طالتها أيادى الإهمال والتخريب، وتكاثرت عليها حالات التعدى والتشويه، فأصبحت غير آمنة، غير نظيفة، غير ممهدة، مظلمة، غارقة فى مياه الصرف الصحى، أو مكدسة بأكوام القمامة ومخلفات البناء، حتى بعض الشوارع والطرق التى كان يٌضْرَب بها المثال منذ وقت قريب كواجهة حضارية للبلاد سواء لقربها من مواقع أثرية، أو لوقوع مؤسسات أو هيئات حكومية أو دولية بها نالها هى الأخرى نصيباً من الإهمال والتعدى.
أتمنى لو يتسع المقام لأن أسمى جميع الشوارع بأسمائها، فأنتم أعلم بشوارعكم، ولكن ماذا بعد أن احتلت المقاهى والكافيهات والمطاعم وغيرها من المحال التى تعرض بضائعها فى نهر الطريق، فيرمقك هذا بنظراته وهذا بكلماته ثم نتباكى على نسائنا وبناتنا اللاتى يتعرضن للتحرش قولاً أو فعلاً؟، وماذا بعد أن أصبحت سرقة التيار الكهربى أمراً طبيعياً فى وضح النهار وهذا ما تفعله بعض المراكب النيلية والأكشاك العشوائية والباعة المتجولين فى شوارع وسط البلد، ثم نتحدث عن ضرورة ترشيد استخدام الكهرباء؟، أوعندما تفاجئك بعض القطع المعدنية المثبتة فى الأسفلت أو قطع الكاوتشوك المستعمل على جانبى الطريق كحيلة لجأ إليها بعض تجار الطريق وسائقى السيارات للتكسب بالتهديد والبلطجة، فلا تندهش إذا طلب منك أحدهم إتاوة إذا أردت إيقاف سيارتك، أو عندما تقود سيارتك فى طريق أكثر من نصف ساعة من المفترض ألا يستغرق منك سوى بضع دقائق لأنك تسير فى حارة واحدة، رغم أن الطريق مصمم كى تسير فيه ثلاث حارات متوازية، هذا ناهيك عن عدم الصيانة الدورية للطرق إما بالرصف أو الإنارة، أوالانتظار صف ثان أو ثالث الأمر الذى قد يعوق سيارة إسعاف فى طريقها لإنقاذ حياة مصاب أو مريض من الموت، ولكن يبقى أنه لا حرمة لطريق غابت عنه يد القانون، أو غابت فيه آدابه.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير ابو الروس
لازم شوارعنا ترجع زي زمان واحسن كمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان محمد
الحقيقة دايما بتوجع