فى هذا الوقت الذى يضطرب فيه الفكر فى مصر، ويضرم بحثا عن شخصيتها ودورها الإنسانى والحضارى.
نجد أن طباع المصريين والتى شكلت السمة الرئيسية للمصريين فى مختلف العصور قد تغيرت منذ بضع سنين عندها ظهرت مناحى جديدة لتلك الطباع، أو بالأحرى عكس الطباع فوجدت الكثير والكثير من العوامل التى أدت إلى تلك التغيرات الجذرية بعدما كنا نتتبع التغيرات التى طرأت على الشخصية المصرية فى وقت ثورة يوليو وما صاحبها من تغيرات ووقت نكسة يونيو 1967، وما بعد ذلك من انفتاح اقتصادى وما صاحبه أيضا من تغيرات واضحة وأيضا السفر إلى بلاد الخليج وغيرها من الدول العربية والعولمة، وما أدت إليه من انفتاح بظهور القنوات الفضائية والإنترنت نجد أيضا الكثير من العوامل السياسية التى أدت إلى تغير طباع وشخصية المصريين كقانون الطوارئ الذى امتد العمل به لأكثر من 25 عاما، والذى أدى إلى شيوع حالة من القهر والخوف، وأيضا عدم الثقة بين السلطة والشعب وغيرها من تلك العوامل ولكننا الآن وتدريجيا وصلنا إلى أسوأ من ذلك بكثير لنجد أنه فى السنوات القليلة الأخيرة تغيرت الطباع الأصلية والأصيلة للمصريين، فأصبح المصرى المعروف بخفة الدم والطيبة والجدعنة وحب الخير للغير تغير بالكامل فى تلك المناحى لنجد أن خفة الدم أصبحت أسيرة فى نفسه لم تجد لها من سبيل للخروج، ونجد أن الطيبة قد تحولت وتبدلت ولم نعد نرى للجدعنة المصرية أى مظهر من مظاهرها المعهودة وإذا نظرنا إلى العوامل التى أدت إلى ذلك التحول فى وقتنا هذا نجد أنها لا تعد ولا تحصى سواء كانت بسبب عوامل اقتصادية أثرت على المصريين أو عوامل اجتماعية غيرت من سماتهم، أو عوامل سياسية أدت إلى الفقدان التام للثقة من جهة الشعب للسلطة والحكومة وبالفعل نجد أن المصريين الذين عانوا على مر الزمان من احتلال وفقر وجهل ومرض وتحملوا الكثير والكثير قد فقدوا الآن سمة الصبر وبها أصبحوا فريسة سهلة لذلك الجهل والفقر والمرض والذى أصبح تأثيره عليهم أوضح وأسير من تأثيره على المصريين من قبل، فعلى ماذا ألقى اللوم آلقيه على الدولة بمؤسساتها وحكومتها وسياستها واقتصادها أم ألقيه على المصرى الذى لم يعد يعرف معنى الصبر، ولم يعد لديه التمسك المعهود بالمبادئ فأفيقوا أيها المصريون وتمسكوا بالأمل الوحيد الباقى لتتحسن مصر، أفيقوا وتمسكوا بمبادئ آبائكم وأجدادكم ليكون لكم سبيل للعودة والخلاص أفيقوا...
علم مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة