لكل إنسان صورة ذهنية عن نفسه، وعلى أساس هذه الصورة تكون اختياراته واتجاهاته، فهى صورة تتكون فى خيالك، وتتمنى أن تتحقق يوماً ما، فمثلا لو تخيلت نفسك مخرجا سينمائيا ستجد نفسك مُهتما بمتابعة أخبار الأفلام والممثلين والفرق بين المدارس المختلفة فى الإخراج وتحليلات النقاد الفنية وحركة السينما العالمية ومتابعة الأفلام والأسباب التى تجعل الفيلم يأخذ جائزة عالمية، ويمكن أن تقوم بمحاولة التجربة بإمكانيات صغيرة، وتهتم بجميع التفاصيل والمعلومات الجديدة التى تخص السينما والإخراج، وربما تتخيل أنك سوف تكون مخرجاً كبيرا ومعروفا عالمياً، ولا تكل ولا تمل من الاجتهاد والبحث والصبر حتى تحقق ذلك.
فهذه الصورة الذهنية هى التى تولد أضعاف المجهود والطاقة لك، وهذه الصورة الذهنية هى التى سوف تحدد قائمة أولوياتك، فاعلم كيفما تخيلت نفسك سوف تصل إلى ما تريد لو أصررت، وأحسنت التخطيط، وأعلم أن صورتك الذهنية عن نفسك من الممكن أن تختلف عن الصورة التى يُكونها الناس عنك، فلا داعٍ للتشتيت، فتخيلات الناس عنك أو عن أنفسهم تختلف باختلاف بصمات أصابعهم، ولابد من أن تحترم أحلام الآخرين، ولا تقوم بتشويهها، أو التقليل من شأنها، فربما حلمك جائزة نوبل وآخر حلمه مشروع صغير، كل منا بقدر قدراته لابد أن يتخيل صورته عن نفسه مع تجنب جميع المحبطين والمتشائمين ممن حولك، تعلم من تجارب الآخرين، وتحرك خطوة خطوة، خد قرارك وشارك الواقع أحلامك ولا تكل من المحاولة، وأستمتع بما تفعله وتحمل مسئوليته ببساطة، إن مصورى مهرجانات السينما العالمية يكون لكل واحد منهم مربع صغير باسمه، ليضع عليه الكاميرا كى يقوم بتصوير نجوم السينما، ولا يستطيع أحد استخدام هذا الموقع غيره، اجعل لنفسك أنت أيضاً مربع فى هذا الوجود يُعبر عن شخصيتك وفكرك فى هذه الحياة، اجعل لنفسك مربعا على الأرض تستطيع منه أن تصور نفسك كنجم سينما يمشى على السجادة الحمراء لاستلام جائزة حياته.
