محمد محسوب يكتب.. أطفال مغتصبون: إلحقوا إخواتنا هيغتصبوهم

الجمعة، 25 أبريل 2014 12:01 م
محمد محسوب يكتب.. أطفال مغتصبون: إلحقوا إخواتنا هيغتصبوهم الطفلة زينة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هم أطفال كاللؤلؤ قلوبهم صافية كالسماء بعد تساقط المطر وزوال الغيوم، لا يحملون أى ضغينة أو حقد لأحد، برائتهم أبرز ملامح وجوههم، كل ذنبهم أنهم ولدوا فى مجتمع يملأه ذئاب بشرية لا يعرفون معنى الرحمة أو الشفقة يغتصبون ويقتلون، هدفهم الوحيد إشباع حاجتهم وشهوتهم ولو كان على حساب الآخرين.

"زينة" و"ميادة" و"هدى" و"بسمل" و"عبد الرحمن" و"أحمد" و"هاجر" و"سارة" و"إحسان" و"أمير" و"إيمان" و"أسماء"........إلخ، أطفال اعتقد أنك لا تعرف الكثير منهم، لكن لو قمت بكتابة اسم أى منهم فى محرك البحث جوجل وأضفت إليه كلمتين هما، "تعرضه للاغتصاب"، وضغطت "بحث" لوجدت عشرات الأخبار والمقالات التى تحكى مأساة هؤلاء الأطفال وغيرهم ممن وقعوا ضحايا للقتل والاغتصاب، والذين كشفوا كم المآسى التى توالت تباعا فى غير أوانها كالمطر الذى يتساقط منتصف فصل الصيف فى وضح النهار.

حينما تفتح تلك الأخبار بمجرد قراءتك الفقرة الأولى من الخبر، يبدأ جسدك يرتجف، وقلبك ينقبض، دموعك تلقائيا ستنحدر كل هذا سيحدث لأنك إنسان، وبالفطرة لديك ما يكفى من الشفقة والحنان، مع تعمقك فى القراءة تسمع صراخا وعويلا يتبعه أنين لا ينقطع، تتجسد أمام عيناك اللحظات الصعبة التى عاناها هؤلاء الأطفال عند اغتصابهم، ولا زال من تبقوا على قيد الحياة يئنون منها، أما من لاقى حتفه بعد تعرضه لهتك عرضه ترى دموعه تسيل من صورته الموجودة على الخبر، يناديك من بعيد "إلحق إخواتى هيغتصبوهم"، يسألك عقلك الباطن تلقائيا ما هذا، هنا يظهر خلقتك كإنسان إما أن تستجب أو أن تتجاهل النداء.

انتهاؤك من قراءة الأخبار ليست نهاية المطاف، بل هى بداية انطلاقك نحو الدفاع عن هؤلاء الأطفال، ومساعدتهم هم وأسرهم على الاندماج مرة أخرى فى مجتمعنا الذى سينظر كعادته لهم بنظرة احتقار غير مبررة، تخفيها نظرة شفقة شبه منافقة.

سأعرض عليك مثالا واقعيا لأم ملئت صور نجلتها وتدعى "زينة" وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، والتى تعد أبرز من أثار الرأى العام من المقتولين بعد محاولة اغتصابهم، تلك الأم وجدت ابنتها جثة هامدة بين ليلة وضحها، ومدى بشاعة طريقة مقتل الطفلة على يد ابن الجيران وابن البواب وإلقائها من أعلى المنزل الذى تقطن به دون شفقة أو رحمة، ودموع الأم أصبحت لا تنقطع، و تعيش على ذكرى شمعتها التى انطفأت فجأة، بعدما كانت المصباح الأول الذى ينير طريق حياتها نحو حياة سعيدة كباقى الأسر المصرية، لكن انطفأت الشمعة ولم يكسر سعيها نحو إبعاد هذا الشبح عن الآخرين.

لا تبتعد كثيرا..فقصة الأم المكلومة لم تنته بعد، فهى شكلت رابطة "زينة أطفال مصر"، تواصل من خلالها بشكل شبه يومى مع أسر عشرات الأسر التى لاقى أبناءها نفس المصير، تحاول إزالة أثار ما تعرض له أبناءهم بقدر استطاعتها، وتوقيع أقصى عقوبة على الجناة، من خلال تكليف محاميها الخاص بتولى الدفاع فى تلك القضايا وغيرها من الوسائل التى يمكن أن تساعد بها هؤلاء الأطفال أو أسرهم.

حسبك.. كل هذا لا يكفيك عليك أن تعلم أيضا ما فعلته الأم الحنونة مع الطفلة "ميادة"، التى ستجد اسمها على رأس المغتصبين فى محرك البحث جوجل، بعد البحث عن قصتها بالطريقة السابقة، وستعرف أنها تعرضت للاغتصاب بعد أن قامت أمها صاحبة القلب القاسى، والتى تجردت من كافة مشاعر الأمومة بتقديم ابنتها لعشيقها كبديل عن نفسها، لإشباع شهوته، وستجد أيضا أن "أم زينة" تكفلت برعاية تلك الطفلة وأخوها حتى مفارقتها الحياة.

هل يكفيك هذا؟، أعتقد أنه يزيد عن الكفاية، إمسح دموعك الآن .. جاء دورك الآن لأن تفعل ما عليك، لا أطلب منك أن تكون مثل "أم زينة" وتكفل أطفالا مغتصبين أو تكلف محامين على نفقتك الخاصة لتحقيق أقصى عقوبة ممكنة على الجناة، أو تتابع وتتواصل مع أهالى الأطفال المغتصبين، دورك الآن يبدأ من أسرتك عليك مهمة سهلة للغاية وليست مستحيلة، ألا وهى ترسيخ المبادئ والقيم الدينية السليمة داخل أسرتك، والتى تحث على الابتعاد عن الأشياء التى حرمها الشرع، وتغضب الله عز وجل وأولها الاغتصاب والقتل، أعتقد أنك عرفت الآن ما ستقوم به كمواطن واع يحب وطنه الذى يعيش تحت سماءه ويدرك ما نحن بصدده الآن من تحديات، ثق بنفسك وتأكد من قدرتك على مواجهة ما آل إليه مجتمعنا من تدنى أخلاقى وفكرى وغيرها من الأشياء التى بيدك منعها والتصدى لانهيار المجتمع ككل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة