ناصر عراق

ماركيز والإرهاب

الجمعة، 25 أبريل 2014 04:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأننا فى زمن الإرهاب منذ فض بؤرتى رابعة والنهضة المسلحتين، ولأنه لا يكاد يمر يوم دون أن تلوث رائحة الإرهاب سماء الوطن، ولأن استشهاد العميد أحمد زكى أمس الأول فى مدينة 6 أكتوبر كشف حجم الوجه الحقير لهذا الإرهاب، كما فضح الإهمال الجسيم الذى يمسك بخناق مؤسسات الدولة.. لكل ذلك فقد تذكرت الرواية البديعة التى كتبها ماركيز عن الإرهاب، والتى أطلق عليها عنوانا دالا ومؤثرًا هو (خبر اختطاف).

فى هذه الرواية المنسية للرجل الأكثر شهرة على مستوى الإبداع القصصى فى العالم يغوص ماركيز فى الأجواء المصاحبة للعمل الإرهابى، محللا بذكاء الأسباب الاجتماعية التى تؤدى إلى ظهور جماعات إرهابية، موضحا أن جوهر الإرهاب يكمن فى غياب العدل الاجتماعى بشكل رئيسى.

لكن هناك أيضا جانبا مهما فى هذا النص المتفرد، وهو الإبحار فى الجهاز النفسى للشخص الإرهابى.. كيف يفكر؟ ماذا يعمل؟ فماركيز يرصد بحصافة كيف يقضى هذا الشخص الساعات وهو يحرس رهينة اختطفها زملاؤه فى المنظمة الإرهابية، وما الصراعات التى تعتمل داخله فى تلك الأثناء، وطبيعة العلاقة التى تنشأ بينه وبين الرهينة، ثم يعرج إلى الوساوس التى تنتاب الإرهابى من إمكانية أن تتوصل أجهزة الشرطة إلى مكانه، ومن ثم اغتياله أو القبض عليه، والأغرب أن ماركيز يكشف أسرار العلاقات التى تنشأ أحيانا بين قادة الجماعات الإرهابية وبين بعض ضعاف النفوس من العاملين فى أجهزة الشرطة، وكيف تتم رشوة بعض الضباط ليعرف الإرهابيون نوايا الشرطة وعملياتها المرتقبة ضدهم، فيتجنبوا الوقوع فى مصيدة الأمن، ويصدوا أية محاولة للقبض عليهم.

باختصار.. رواية (خبر اختطاف) عمل فنى رفيع ترجمه إلى العربية ببراعة المترجم السورى المتميز صالح علمانى الذى يعود له الفضل فى تعريفنا بأدب ماركيز الثرى والمتنوع، لذا ما أحوجنا إلى قراءة تلك الرواية فى هذه الأيام البائسة حتى نفهم أكثر كيف يقدم الإرهابيون على ارتكاب هذه الأفعال المجنونة، وكيف يمكن لنا أن نحصن الأجيال الجديدة من التورط فى الانضمام إلى تلك الجماعات المخبولة، وحتى نعمل بجدية على اقتلاع الإرهاب من جذوره من خلال الإسراع فورا فى تأسيس مظلة حقيقية للعدل الاجتماعى.. صحيح أن البيئة الحياتية لدول أمريكا الجنوبية التى تدور فيها أحداث رواية (خبر اختطاف) تختلف عن بيئتنا فى مصر، إلا أن العوامل التى تغذى الإرهاب واحدة، وتتمثل بشكل رئيسى فى غياب العدل.. وما أدراك ما غياب العدل؟!





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفساد والارهاب كلاهما نتيجه حتميه لغياب العداله والتلاعب بالقانون والدستور

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اعتقد المؤسسات السياديه التى تملك القوه والردع هى المسئول الاول عن الفساد والارهاب

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

نريدها مدنيه تنعم بالاستقرار والامن والرخاء - لا فلول ولا عشيره ولا كسر ولاجبيره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مصر المستقبل كلها شباب وعلى كل حزب يريد النجاح ان ينطلق من هذا الهدف - الشباب

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة