اختتم المؤتمر الدولى السادس للنقد الأدبى بالأمس فعالياته بندوة حضرها عدد من الباحثين المصريين والعرب ناقشوا من خلالها تحليل الخطاب عند الروائى عبد الرحمن منيف من خلال روايته "شرق المتوسط" وعند يوسف إدريس من خلال عناوين قصصه القصيرة وكذلك لدى الروائى أحمد عبد اللطيف.
الدكتورة أمانى فؤاد قالت فى البحث المقدم بعنوان "إله حداثى يُقوض الغيبي.. ويعلى العقل فى كتاب النحات" إن بعض الكتاب الشباب فى مصر اعتمدوا على عدد من التقنيات الجديدة باعتبارها ثورة تحرر فى الكتابة الجديدة.
وأضافت أن الكتابة الكلاسيكية بدأت تنحسر فى تقنياتها، لذا لجأ الكتاب إلى الكتابة الجديدة شديدة الثراء والتداخل ومنها بدأ يظهر اللجوء والاستعانة بالتيارات الجديدة مثل تيار الواقعية السحرية أو الفانتازيا.
وأشارت "أمانى" إلى إن استخدام الفنان أو المبدع لهذه التيارات جعل القارئ يتشكك فى هذا الواقع الذى هو غير قادر على تصور تغييره، وبدأ بهذا التيار الجديد يظهر إمكانية تغيير لهذا الواقع بصورة ما حتى ولو كان بالصورة الخيالية الفانتازية التى يتبناها تيار الواقعية السحرية، موضحة "كتاب النحات" للكاتب أحمد عبد اللطيف، الكاتب استخدم ما يشبه الأنماط الفنية الجديدة، فالراوى يمكن أن نسميه بالراوى المقارب كما استخدم تقنية تعدد الأصوات وأعطاها مساحات تحدثوا من خلالها عن أنفسهم من خلال هوامش فضلا عن استخدم تقنية الرسائل واستخدم صيغ مركبة لم تكن مستخدمة فى الكتابة الكلاسيكية.
وقال الدكتور وليد الشيمى بجامعة الفيوم أثناء تناول بحثه "مستويات الحكى فى الرواية العربية" إن الروائى الكبير عبد الرحمن منيف نجح فى استخدام راويين بالتبادل داخل روايته "شرق المتوسط" وهى التقنية التى ابتدعها عبد الرحمن منيف ولم تكن شائعة ولا مطروقة فى الكتابة السردية الحداثية.
وأضاف "الشيمى" إن براعة استخدام راويين خلال الرواية نجح من خلاله عبد الرحمن منيف فى تقديم وجهتى نظر لنفس الفكرة ونفس الأحداث التى تمر بالرواية ليضع القارئ أمام فكرة اختلاف النظرة للأمور وعدم وجود رؤية واحدة للأمور ولا تفسير مطلق.
وأشار الشيمى إن عبد الرحمن منيف تجاوز أسلوب السرد التقريرى، فحاول استخدام الأساليب الحديثة، فهو يستخدم أسلوب التناوب السردى، إذ يقسم مهمة السرد بين شخصيتين تتناوبان الحديث، فيتحدث رجب عبر فصل كامل، ثم تتبعه أنيسة فى فصل لاحق، ثم يعود الحديث إلى رجب فى فصل جديد وهكذا حتى نهاية الرواية.
ومن جهته قال الناقد عبد السلام عبد الدايم ماجستير من جامعة طنطا إن القاص والروائى يوسف إدريس كان أكثر القصاصين الذى يتفننون فى تغيير عناوين قصصهم من آن لآخر حتى بعد نشرها ووضع ذلك كخط من بداياته حتى أعماله الأخيرة.
وأضاف "يوسف إدريس" كان ينشر قصصًا بالجرائد بعناوين ثم ينشرها بعناوين مختلفة فى مجموعاته القصصية حتى أنه كان يغير عناوين بعض القصص فى طبعتها الثانية والثالثة.
وقال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل فى ختام الندوة لاحظت التزام الباحثين باستخدام مفردة "رئيس" كالسبب الرئيس والتيار الرئيس وكلمة رئيس هى الأصح لغويًا لكن مجمع اللغة العربية اعتمد كلمة "رئيسى" وهى الدارجة عاميا، وهى من اليوم صحيحة لغويا ولا داعى لأن يجهد الباحثين أنفسهم بهذه المفردة الثقيلة "رئيس".