جيلان عاطف تكتب: عن الشخصية أتحدث

الجمعة، 25 أبريل 2014 04:12 ص
جيلان عاطف تكتب: عن الشخصية أتحدث صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من التعاريف الشائعة للشخصية تعريف "جيلفورد" والذى يعرف الشخصية على أنها "ذلك النموذج الفريد الذى تتكون منه سمات الشخص"، فى حين يعرفها كاتل على أنها "ما يمكننا من التنبؤ بما سيفعله الشخص عن ما يوضع فى موقف معين".

إن تطور الشخصية الإنسانية يتأثر بنظام معقد من المتغيرات التى تسهم فى تكوين الشخصية وتطورها فالمورثات تعد أساسية فى تحديد وتطور الشخصية فى حين تعتبر الغدد الصم والجهاز العصبى والانفعالات والدوافع عاملا آخر فى تطور شخصية الإنسان، ولا يقتصر الأمر على ذلك إذ يضاف إليه المحددات الاجتماعية والحضارية التى لا يستهان بدورها فى تشكيل شخصية الإنسان. ولو تعمقنا فى الموضوع سنجد أن إسهامات الوراثة تبدو واضحة فى نمو الشخصية الإنسانية، فالوراثة يمكن تقسيمها إلى شكلين الأول وراثة بيولوجية وهى التى يرثها عن أسلافه فى شكل كرموسومات والثانى يمكن أن نسميه الوراثة الاجتماعية التى يعنى كل ما يحصل عليه الفرد من الأجيال السابقة بصورة أعراف وتقاليد وعادات ومهارات.. لكننا نلاحظ حدوث صراع بين الجيل الحديث والقديم لاختلاف الإنساق القيمية إلا أن وجود الثوابت لا يمكن تجاهله أو إلغاؤه.

والثوابت بطبيعة الحال كثيرة فمثلا الصدق والأمانة مهما تغيرت الأجيال تبقى مطلوبة لدى الجيل الجديد بينما هناك تصرفات تتغير ولو فى بادئ الأمر تلقى مقاومة ولكن تتباين من أسرة لأخرى ومن أفراد لآخرين كتسريحة الشعر والملبس على سبيل المثال لا الحصر، ولو تصورنا أنه قد بُعث الجد السابع إلى الحياة فإنه حتماً سيندهش من ملبس أحفاده، ولربما يشمئز إلا أنه سيبدى ارتياحه لو وجد أحدنا يتصرف بصدق وأمانة.

أما المحددات الاجتماعية فأنها تبدو منذ انعقاد النطفة وحمل الطفل فى رحم أمه ويبدو عليه التأثر فى حالته الانفعالية والجسمية والعقلية للأم وبعد الولادة تبدو البيئة الخارجية من وقت ولادته حيث يتأثر بالحالة النفسية للأم عند الرضاعة وبعد فترة من الزمن يتأثر بالانسجام الأسرى وطبيعة المعاملة الأبوية، وتؤدى المحددات التربوية دورًا مهما فى تطور الشخصية من خلال المدرسة والمعلم وأسلوب تعامله.

أما فى ما يتعلق بالمحددات الحضارية والثقافية فإنها لا تقل أهميتها عن المحددات الأخرى، إذ يتميز كل مجتمع بتراثه الحضارى والثقافى، وتسهم هذه المحددات فى تشكيل شخصية الفرد من خلال أساليب التوجيه وانتقال التراث الاجتماعى. إن الاختلاف والتباين فى الشخصيات يعود إلى كم ونوع ما يتعرض له الفرد من منبهات، لذلك فإنه لا غرابة فى أن نجد شخصية ملتزمة إيجابية ذات تأثير فى المجتمع يقابلها شخصية فاسدة ذات تأثير سلبى على المجتمع، يريد المجتمع أن يجتثها. وهذا يعود لطبيعة الشخصية وقابليتها على التغير ومقاومة ما لا يرضى الله سبحانه وتعالى. فالإنسان بيده أن يكون كافرًا أو شكورًا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة