قبل 32 عاما شهد أحد الموقع بسيناء رفع العلم المصرى على آخر شبر محرر من شبه الجزيرة وبسط الدولة المصرية سيطرتها على كامل أراضيها وعودة سيناء إلى السيادة المصرية.
أصبح فيما بعد هذا الموقع مزارا تاريخيا مميزا فى مدينة رفح المصرية تصل إليه الوفود من طلبة المدارس والجامعات، ومع مضى الوقت التفتت إليه أجهزة الدولة التنفيذية بشمال سيناء، وتقرر إقامة تمثال للجندى المجهول فى نفس موقع رفع العلم، وتم بالفعل تدشين التمثال، الذى أنشأ على قاعدة خرسانية مجهزة بما يليق بعظمة الذكرى وأهمية المكان، إلى أن حلت أحداث الفوضى فى شمال سيناء عامة ورفح خاصة بعد ثورة يناير 2011، وفى خضم تلك الأحداث قام مجهولون بتحطيم التمثال وسرقته ليتحول المكان الشهير إلى أطلال.
يقع مكان رفع العلم والجندى المجهول المحطم على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية مع قطاع غزة، وعلى زاوية التقاء شارعين رئيسيين بمدينة رفح أحدهما قادم من الغرب فى اتجاه الشرق، والآخر يتقاطع مع مساره على طول الشريط الحدودى، ويشكل موقعه ميدانا صغيرا على جانبيه تتربص محلات تجارية ومساكن أهالى كان قبل أحداث 30 يونيو يعج بالحركة التجارية، ولكنه اليوم تحول كبقية أجزاء مدينة رفح إلى موقع مغلق أمنيا يمنع الاقتراب منه، نظرا لما تشهده المنطقة من حالة استنفار أمنى شديدة فى إطار حماية الحدود مع غزة وتنتشر فى هذا المحيط قوات من الجيش.
من جهتهم، يؤكد أهالى مدينة رفح أن هذا الموقع لم ينج من محاولات العناصر الإرهابية، فقد ضبطت به عبوات ناسفة كانت معدة للتفجير، كما تم فى محيطه استهداف آليات أمنية، وتشهد المنطقة الكائن بها بين الحين والآخر عمليات هدم أنفاق تعثر عليها القوات، كما أزيلت وهدمت منازل مكونة من عدة طوابق بعد أن عثر فى محيطها على أنفاق حدودية.
يقول محمود الأخرسى أحد نشطاء مدينة رفح، إن هذا الموقع بكى عليه الزمن، بعد أن أصبح خرابا بعد عمار ففى يوم 25 أبريل من عام 1982 بعد انسحاب آخر جندى صهيونى من على أرض رفح، أنزل فى هذا الموقع العلم الإسرائيلى ليحل محله العلم المصرى وكان المكان عبارة عن قطعة خالية من الأرض لا تزيد مساحتها على 400 متر مربع على رأس منحنى الطريق الموصل إلى داخل المدينة وبجوار شريط السكة الحديد القديمة، وبعد رفع العلم الذى استمر سنوات فى نفس المكان دون تجميل سوى سياج من الحديد لا يفى بالغرض إلى أن جاء أحد رؤساء المدينة ليعيد تنظيم المكان وتجميله وكان لكلية هندسة الزقازيق الدور فى تجميل وإطفاء روح معنى للتحرير للمكان، فتم عمل تمثال لجندى مصرى يحمل فى إحدى يديه البندقية وفى الأخرى العلم وتنبع من تحت قدميه نافورة مياه تصب فى فساقى من الرخام والجرانيت الفاخر وفى خلفية التمثال جدار عملاق يحكى تاريخ سيناء وتاريخ الحروب بحروف من الفسيفساء والزجاج الملون.
ويضيف الأخرسى، كان المكان مزارا لسنوات طويلة للسياحة الداخلية يلتقط بجواره السائحون الصور التذكارية، ومكانا لاحتفالات أعياد سيناء، وتنطلق من جواره المسابقات، وتؤخذ من تحت تمثاله الأحاديث التليفزيونية والصحفية للمسئولين، إلى أن جاءت ثورة يناير وما عقبها من انفلات أمنى وظهرت جماعات الباطل التى تطلق على نفسها الجماعات الدينية؛ فأحضرت معاولها وأخذت فى تحطيم النصب التذكارى بحجة أنه صنم يعبد، لتنهى كل معالمه ورمزيته لتاريخ لن ينسى فأصبح حطاما، وتمت سرقة كل ما يحويه من قطع رخام وجرانيت.
بالصور.. موقع رفع العلم المصرى على آخر شبر محرر من سيناء "خرابة".. تحول المكان من قبلة للزائرين إلى شاهد على العمليات الإرهابية.. مجهولون حطموا التمثال فى أحداث يناير.. ومتشددون يحطمون النصب التذكارى
الجمعة، 25 أبريل 2014 06:59 ص
جانب من الإهمال يصيب النصب التذكارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة