أصدرت المنظمة السودانية للحريات الصحفية، مؤخرا، تقريرها السنوى للحريات الصحفية فى السودان والعالم العربى لعام 2013، مؤكدة تواصل عمليات استهداف الصحفيين بصورة أسوأ مما سبق وكانت أهمها فى مقتل أكثر من 172 صحفيا فى 26 بلدا من بلدان العالم مقارنة مع 140 صحفيا قتلوا فى عام 2012 فى 28 دولة.
وأكد التقرير أن الوطن العربى قد شهد وحده مقتل 122 صحفيا منهم 87 فى سوريا و15 فى العراق و8 فى كل من الصومال ومصر وواحد فى كل من اليمن والجزائر وليبيا ولبنان. وفى قارة آسيا (بما فيها البلدان العربية الآسيوية) تم قتل 130 صحفيا منهم 7 فى باكستان و6 فى الهند و12 فى الفلبين وواحد فى بنجلادش.
وأشار التقرير إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا فى قارة أفريقيا بلغوا 26 منهم 8 فى الصومال و8 فى مصر و2 فى كل من مالى وكينيا وواحد فى كل من نيجيريا وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وليبيا والجزائر وتنزانيا.
وحول الاعتقالات والمحاكمات والتهديد بالقتل والضرب والإهانة للصحفيين أكد التقرير استمرارها دون أى رادع، مؤكدا إفلات العديد من مرتكبى تلك الجرائم من العقاب.
وعلى صعيد القارات كانت قارة آسيا هى الأسوأ بالنسبة للصحفيين تليها أفريقيا ثم الأمريكتان ثم أوربا، أما أستراليا فهى بمنأى عن أى استهداف للصحفيين، مثلها مثل الدول الاسكندفانية، وذلك لعدم وجود صراعات حادة فى تلك المناطق وانحسار الصراع فى التنافس الانتخابى العادى فى ظل نظام ديمقراطى مستقر.
وتطرق التقرير إلى أوضاع الحريات الصحفية فى مصر ومنها برنامج الإعلامى الساخر "باسم يوسف" وأشار إلى تهديدات حكومة هشام قنديل له بسحب تراخيص بث القنوات الفضائية التى تذيع برنامجه لاتهامه بإهانة الرئيس المعزول محمد مرسى.
وأشار التقرير إلى مقتل العديد من الصحفيين أثناء اندلاع اشتباكات بين معارضين ومؤيدين للإخوان وتحدث التقرير عن أندرو بسكول الصحفى الأمريكى الذى تلقى طعنة نافذة فى الصدر أثناء تصويره الاشتباكات التى اندلعت بمنطقة سيدى جابر.
وتحدث التقرير عن الصحفى أحمد عبد الجواد الصحفى بجريدة أخبار اليوم والذى استشهد خلال أحداث فض اعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية، وأشار التقرير إلى دعوة نقابة الصحفيين للمحررين الميدانيين بتوخى الحذر أثناء تغطيتهم للأحداث.
ونقل التقرير توصيات لجنة حماية الصحفيين للسلطات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المصرية وللمجتمع الدولى والتى تطالب بوقف الرقابة، السماح لجميع وسائل الإعلام بما فيها المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى باستئناف عملها دون أى قيد أو شرط، الكف عن المساعى الرامية لإشراك أى جهة حكومية فى وضع ميثاق لأخلاقيات العمل الصحفى وإجراء تحقيق معمق ومحاكمة جميع المسئولين عن قتل الشهيد الحسينى أبو ضيف الذى استشهد بعد إصابته بطلق نارى أثناء تغطيته لمظاهرة فى ديسمبر 2012.
وتطرق التقرير إلى الحديث على نجاة رفيدة ياسين مراسلة سكاى نيوز العربية حيث تعرضت لإطلاق نار كثيف فى القاهرة من قبل مجهولين أثناء تغطيتها للأحداث، ونقل التقرير إدانة مؤسسة الفكر والتعبير قرار النيابة العسكرية بإحالة الصحفى أحمد أبو دراع للمحكمة العسكرية المركزية.
وسرد التقرير تاريخ الصحافة السودانية ومراحل نشأتها وتطورها والأحداث التى أثرت فيها، مشيرا إلى دور القانون السودانى فى توافر معايير الملكية المفتوحة للصحف وحق النشر وإبداء الرأى وأوضح التقرير دور المنظمة السودانية للحريات الصحفية فى التأكيد على حرية الصحافة التى كفلها القانون.
وتحدث التقرير عن إغلاق العديد من الصحف السودانية منها المشاهد الرياضية وذلك لتعثرها فى سداد تأمينات الجريدة، إيقاف النور أحمد النور رئيس تحرير جريدة الصحافة وكذا إيقاف الكاتب عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير صحيفة الأهرام السودانية اليومية عن الكتابة لأسباب غير معروفة.
وعن الحريات الصحفية فى تركيا أكد التقرير محاولة أنقرة استيفاء شروط الانتماء للاتحاد الأوروبى فى مختلف النواحى من ضمنها الحريات الصحفية وبسبب الأزمة الكردية تعتبر تركيا من أكثر البلدان اعتقالا وسجنا للصحفيين وتقديمهم للمحاكمات، مشيرا إلى سجن عشرات الصحفيين منهم أكثر من 40 صحفيا خلال عام 2012.
وأوضح التقرير أنه فى خلال الأسبوع الأول من يونيو 2013 تمت إصابة 14 صحفيا على الأقل قد أصيبوا منذ اندلاع الاحتجاجات المتواصلة فى عدد من المدن التركية والتى تطالب بعدم إزالة منتزه قررت بلدية اسطنبول إزالته، وتأثر عشرات الصحفيين الآخرين بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأكد التقرير أن دولة إيران قد سجلت نسبة عالية فى اعتقال الصحفيين وتحديدا مطلع عام 2013، مشيرا إلى قيام حكومة طهران باعتقال ما يقرب من 12 صحفيا على الأقل يوم 28 يناير 2013 بتهم تتعلق بممارسة أنشطة معادية للثورة، ومنذ مطلع مارس قبضت طهران على ما لا يقل عن 5 صحفيين بسبب عملهم، مما يشكل محاولة واضحة لقمع حرية التعبير، وفى مطلع الأسبوع الثانى من شهر مارس ألقت قوات الأمن فى منطقة كردستان بغرب إيران على صحفيين آخرين يعملان مع وكالة أنباء موكريان واحتجزتهما بدون تهمة.
وسجلت المنظمة السودانية للحريات الصحفية أوضاع الحريات فى الخرطوم فى الفترة ما بين 3 مايو 2012 إلى 3 مايو 2013 جملة ما حدث من إجراءات وتعديات فى المجال الصحفى، وفى نفس الوقت جملة من الإيجابيات لصالح الصحافة، وهى ترى أن جملة تلك التعديات والإجراءات تتطلب أن يتم تفاديها فى المرحلة القادمة بغرض تأكيد حرية الصحافة فى البلاد، مع تعميق الإيجابيات.
وطالبت المنظمة بالاحتكام للقضاء فى كل قضايا النشر الصحفى ورفع الرقابة على الصحف وتحسين أوضاع الصحفيين حتى يؤدى الصحفى دوره فى جو معافٍ وصحى، وفى نفس الوقت على الصحفى الالتزام بمبادئ المهنية فى العمل وفى ممارسة حرياته بما يجنبه الوقوع فى أخطاء تؤثر على مجمل المشهد فى مجال الحريات الصحفية.
وبما أن العالم لم يشهد أى تغيير فى مجال الانتهاكات المستمرة للحريات الصحفية واستمر التنكيل بالصحفيين والإعلاميين خلال العامين 2012 و2013 فإن المنظمة السودانية للحريات الصحفية تؤكد على ما يلى:
على المستوى الدولى:
-أن تبذل الأمم المتحدة قصارى جهدها لتوفير الحماية الدولية للصحفيين وأن تضغط على مختلف الحكومات لتبذل قصارى جهدها لحماية الإعلام والقبض على الجناة فى جرائم قتل الصحفيين ومحاسبتهم.
على المستوى الإقليمى:
-أن تعمل الدول العربية والأفريقية على مراجعة وتغيير قوانين الصحافة فيها، وأن توقف حملات القمع والقتل والتنكيل بالصحافة والصحفيين، وتسمح بالحريات الإعلامية والصحفية باعتبارها ضرورة لإعادة بناء المجتمعات فى تلك الدول بما يتناسب وحقوق الإنسان الأساسية وتنمية الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
على المستوى المحلى:
- التأكيد على الحريات الصحفية والاحتكام إلى القانون فى ما يتعلق بالنشر والشكاوى والتطوير المستمر للقانون وفق المعايير العالمية للحريات الصحفية.
- توفير الحماية الكافية للصحفى وتمكينه من الوصول للمعلومة المطلوبة.
- الاهتمام بتدريب الصحفيين من قبل الدولة والمؤسسات ذات الصلة والمؤسسات الصحفية تدريبا داخليا وخارجيا.
- إعفاء الصحف والمطبوعات الصحفية من الرسوم والضرائب والأعباء المالية الكبيرة التى تؤثر على اقتصاديات الصحف وتزيد تكلفة الإنتاج.
"السودانية للحريات الصحفية" تكشف عن ارتفاع عمليات استهداف الصحفيين بالعالم
الجمعة، 25 أبريل 2014 02:05 م