كثير منا يجتهد بشدة من أجل الوصول إلى ما يريد، ويسعى ليل نهار ليحقق هدفه ويرى حلمه على أرض الواقع، لكن الانتظار يطول وتتأخر الأحلام فى الوصول، بل تأتى الصدمة أحياناً عندما يجد حوله من يتقدم عنه رغم أنهم أقل كفاءة وأضعف اجتهادا، فهل يعنى هذا أن سعيه واجتهاده هذا قد ذهبا هباء؟
وأجاب عن هذا السؤال الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى، قائلاً تأخر تحقيق الأمانى شىء محبط للغاية، خاصة لمن يصدق النية ويحرص على الاجتهاد الصادق، لكننا يجب أن ننظر للأمر بشكل آخر، فربما كانت الأمانى تتأخر لأنها مازالت تتزين لنا!
وتابع هارون، ولنا فى قصة يوسف عليه السلام خير مثال، فقد سُجن مع اثنين أقل منه، وهو الشريف أصلاً، بل وأقرّا بأفضليته عليهما، ومع ذلك حصلا على ما لم يحصل عليه، وأُطلق سراحهما من السجن قبله، ومع أنه كان يمتلك من المميزات ما لم يمتلكه غيره، وكان الأرجح عقلاً، والأصلح نفساً، إلا أنه ظل مسجونا سنوات يلاقى مصيرا لا يستحقه ويعيش بشكل لا يتناسب معه.
وأضاف أن العبرة بالخواتيم، فاللذين سبقاه فى البداية، وكان يستحق هو تلك الأسبقية، خرج أولهما ليصبح خادما، وخرج الثانى ليلقى مصيره ويمت مقتولاً، وتأخر هو كثيراً وعانى طول الانتظار، ليخرج فيجد ما يناسب مكانته فعلاً ويصبح عزيز مصر.
وينصح الاستشارى قائلا، لا تحزن إن سبقك غيرك وأنت مازلت متأخرا، ولا تمل الانتظار مهما طال، فإن الله لا يضيع "عمل عامل"، فقط ما عليك أن تعمل بجد وتصدق النية، وتنتظر حتى تنتهى أمنياتك من تزينها لك، لتأتيك بأكثر مما كنت تتوقع وأكبر مما كنت تحلم به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة