تعجز الكلمات عن وصف ما يمر به طلاب الجامعات الآن، حالة من الهلع والذعر والارتباك أصابت طلاب الجامعات، بعدما أعلنت جامعة القاهرة عن تقدم مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى، على أن تبدأ فى 3 مايو المقبل، وتنتهى فى حد أقصاه يوم 22 مايو، أى تنتهى قبل خوض الانتخابات الرئاسية، اتخذت جامعة القاهرة هذا القرار، على أن يُطبق على جميع الكليات، وخصوصاً الكليات ذات الكثافة العالية "الآداب والتجارة ودار العلوم".
هل جاء هذا القرار مُراعياً المصلحة العامة للطلاب، أم تخوفاً من تداخل موعد الانتخابات الرئاسية وامتحانات الجامعات، أم عدم القدرة الأمنية على حماية طلاب الجامعات فى الوقت الراهن الذى تمر به البلاد من حالة من عدم الاستقرار.. إلخ، أسئلة عديدة تتخاطر إلى أذهاننا، ولكن لماذا حقاً هذا القرار المُفاجئ الذى أقرته جامعة القاهرة اليوم، وقد سبق وأعلن مجلس جامعة القاهرة عن بدء موعد الامتحانات يوم 17 مايو.
كالعادة دائماً يتم تجاهل الطلاب، ويكونون "آخر من يعلم"، مع أن هذا الأمر يخصهم فى الأساس، ولو كان هناك اقتراحات بديلة ومُقترحة، يجب أن تأتى من الطلاب، أصحاب الشأن أنفسهم، وعندما تحاول أن تسأل أحد الأساتذة عن رأيه بهذا القرار، يعلن غضبه وعدم موافقته عليه، وشعوره بالضغط من جانب الإدارة، وعدم اكتمال المناهج المقررة، لذلك أتعجب، إذا كان هذا القرار لم يصدر من مُقترحات الطلاب وليس من مقترحات الأساتذة، من صاحب القرار؟
تُريد الجامعة أن ينتهى الفصل الدراسى على خير بدون أعمال شغب وعنف، مُتجاهلة، هل يتماشى هذا القرار مع المصلحة العلمية للطلاب، فهناك كليات عملية، وهناك "ميد تيرم"، وهناك أبحاث وتكاليف، ودراسة لم تنتهِ، هل ببساطة ينتهى الفصل الدراسى هكذا، يُعتبر أصغر فصل دراسى فى تاريخ الجامعات، فقد أمضى الطلاب حوالى شهر ونصف فى الدراسة، وسوف يُمتحنون فى شهر، غريبة حقاً هذه السياسة.
سوف يمر هذا الفصل الدراسى على حد قولنا "بسرعة البرق"، ماذا بعد ذلك؟ سؤال خطير يجب أن تضعه الأجهزة المسئولة فى الوقت الحالى، هل سيتم وضع خطة للعام الدراسى القادم، لتفادى حدوث ذلك مرة أخرى، أم ستظل العملية التعليمة فى مصر مضطربة ومُتخبطة، نرجو إيجاد حل لضمان سير العملية التعليمة فى السنوات القادمة فى يسر وسلاسة.
ونرجو سير عملية الامتحانات والتصحيح بحرص شديد، ومراعاة ما مر به الطلاب هذا العام، وأن يتم مراعاة مصلحة الطلاب، وعدم المحسوبية فى التصحيح، وإعطاء كل ذى حق حقه.
أسماء يحيى عبده تكتب: عندما يصبح الطلاب آخر من يعلم
الجمعة، 25 أبريل 2014 10:15 ص