«الناتو» يغازل موسكو باختيار نرويجى صديق لروسيا أميناً عاماً للحلف.. «ستولتنبرج» يتمتع بعلاقات قوية مع «الكرملين» ويفتح الباب أمام تغيير قواعد اللعبة

الجمعة، 25 أبريل 2014 09:17 ص
«الناتو» يغازل موسكو باختيار نرويجى صديق لروسيا أميناً عاماً للحلف.. «ستولتنبرج» يتمتع بعلاقات قوية مع «الكرملين» ويفتح الباب أمام تغيير قواعد اللعبة راسموسن وجينس ستولتنبيرج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

مؤخراً وافق ممثلو 28 دولة ممثلة لحلف شمال الأطلسى «الناتو» على اختيار رئيس الوزراء النرويجى السابق جينس ستولتنبرج، كأمين للحلف خلفًا للدنماركى أندروس فوج راسموسن بعد خمس سنوات وشهرين قضاها «راسموسن» على رأس الحلف، والذى ستنتهى مهمته رسميًا نهاية سبتمبر المقبل.

ووفقًا لمصادر فى الناتو فإن اسم جينس ستولتنبرج لم يكن مطروحًا بشكل قوى إلا منذ شهرين تقريبًا، كثف خلالهما «ستولتنبرج» نشاطه واتصالاته بين العواصم الكبرى، حتى يتمكن من انتزاع هذا المنصب الرفيع، وهو ما جعله يفرض نفسه حتى قبل الأزمة الأوكرانية، خاصة بعد حصوله على الدعم الأمريكى والألمانى، إذ وصفه البيت الأبيض بأنه الشخص المثالى لضبط قوة ووحدة الحلف، بالإضافة إلى الدور الذى لعبته الصداقة الكندية النرويجية لتعزيز موقفه، وكذلك الرضا الفرنسى حيال رجل الحلف الأول الجديد، خاصة بعد التزامه بتعلم اللغة الفرنسية باعتبارها لغة الحلف الرسمية الثانية.

والمتوفر من معلومات داخل الحلف عن جينس ستولتنبرج أنه يتمتع بعلاقات وطيدة مع روسيا، خاصة خلال الفترة التى قضاها رئيسًا لوزراء النرويج، وهو كارت جيد جاء لصالحه، خاصة أنه من المتعين أن يتعامل وبقوة مع الجانب الروسى خلال الفترة المقبلة بصفته الجديدة.

علاقة «ستولتنبرج» بالجانب الروسى فتحت الحديث عن وجود رابط بين اختياره للمنصب، والأزمة الروسية الأوكرانية، فرغم أنه مطروح للمنصب قبل اندلاع الأزمة، فإن اختيار أمين للحلف من إحدى الدول التى لا تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى أنه لم يكن مطروحًا بشكل كبير إلا مؤخرًا، عززا ما من شأنه الربط بين الاختيار والأزمة الأوكرانية، خاصة أنه يتمتع بعلاقات وطيدة وحميمة مع الجانب الروسى، الأمر الذى يمكن أن يدفع بأن هذا الاختيار يأتى فى إطار محاولة لتهدئة الأمور بين الجانبين الأوروبى والروسى.

ربما كان هذا الرابط ما دفع «ستولتنبرج» للخروج بتصريحات نارية أكد فيها أهمية إعادة هيكلة الدفاع الأوروبى فى مواجهة هيكل القوة فى روسيا، مشيرًا إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية أعاد إلى الأذهان حتمية استمرار الناتو، مؤكدًا أيضًا أن استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها وحرمة حدودها والسلام والأمن لم تعد أمورًا مسلمًا بها فى أعقاب التحرك الروسى، مشيرًا إلى أن قيام روسيا بتطوير قدراتها العسكرية، لاسيما الصواريخ الكروز، يعيد أيضًا إلى الأذهان فى أوروبا أن الجار الروسى هو قوى عظمى يزيد دائمًا من قدراته وأدواته العسكرية.

وأوضح «ستولتنبرج» الذى رأس حكومة النرويج خلال الفترة من عام 2005 إلى عام 2013، أنه تربطه علاقات مهنية طيبة بالعديد من القيادات الروسية، معربًا عن أمله فى أن تكون هذه العلاقات ذات فائدة فى مهامه الجديدة التى ستبدأ فى أول أكتوبر المقبل، خلفًا لأندروس فوج راسموسن.

وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل حلف شمال الأطلسى، رفض «ستولتنبرج» الخوض فى التفاصيل، واكتفى بالقول إن انخفاض الإنفاق العسكرى الأوروبى يشكل أحد التحديات التى اختير من أجلها، وأضاف أنه يدرك تمامًا صعوبة الأوضاع الاقتصادية للعديد من الدول الأوروبية الأعضاء فى الحلف، موضحًا فى الوقت نفسه أن المشكلة لا تكمن فى قلة التمويل ولكن الاستخدام السيئ للتمويل المتاح.

المحصلة النهائية أننا أمام قيادة جديدة للناتو ربما تكون بداية لتغيير قواعد اللعبة الكبرى بين الحلف وموسكو، تقوم على التهدئة والحوار بعدما فشلت كل التهديدات فى إثناء روسيا عن تحركاتها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة