بإعلان جماعة "أجناد مصر" تبنيها عملية استهداف العميد أحمد زكى الضابط بقوات الأمن المركزى، الذى استشهد يوم الأربعاء فى مدينة 6 أكتوبر، تكون هذه الجماعة تفذت 10 عمليات ضمن الحملة التى أطلقتها بعنوان " القصاص حياة"، بعد أحداث الثلاثين من يونيو.
وأظهر بيان الجماعة، أنها رصدت تحركات العميد أحمد زكى، مشيرة فى البيان الذى أعلنت فيه مسئوليتها عن العملية، إلى أنهم تمكنوا من رصده وتصويره، وأوضح أنهم زرعوا عبوة ناسفة فى سيارته بطريقة لا تكتشف حتى لو بقيت فترة طويلة، وتم تفجيرها بعد اختيار التوقيت المناسب.
وأشار البيان، إلى أن العميد أحمد زكى كان يستقل سيارة صغيرة لا يظهر عليها أى علامة تدل على انتمائه لجهاز الشرطة، وكان يتحرك متخفيًا فى أوقات وأماكن مختلفة لدواعٍ أمنية، لكنهم تمكنوا من استهدافه، بحسب ما ورد فى البيان.
قبل هذه العملية وثق التنظيم أول إصدار مرئى لـ9 عمليات التى نفذها فى الفترة من نوفمبر 2013 وحتى أبريل 2014 وتقتصر على محافظة الجيزة، حيث استعرض مشاهد مختلفة للعمليات بعد وقوعها، كما عرض شهادات لشهود عيان وعدد من ضباط وأفراد الشرطة المصابين، بالإضافة إلى شهادات بعض الأطباء فى المستشفيات التى نقل إليها المصابون.
وحرصت الجماعة على افتتاح الإصدار المرئى بالآية القرآنية "إن الله عزيز ذو انتقام"، بالإضافة إلى خلفية صوتية لبعض الأناشيد الجهادية.
واحتوى الإصدار المرئى الذى تبلغ مدته حوالى 24 دقيقة مجموعة مشاهد بعضها كان يتم تداولها قبل ثورة 25 يناير، وتظهر انتهاكات لحقوق الإنسان على يد أجهزة الشرطة فى المقرات الأمنية والشوارع، بالإضافة إلى مشاهد أخرى تم التقاطها أثناء الثورة، ومشاهد لأحداث فض اعتصامى الإخوان فى محيط ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر.
ووثق الإصدار العمليات التالية؛ استهداف كمين شرطة فى عبود بعبوة ناسفة فى 20 نوفمبر 2013، واستهداف كمين شرطة السواح بعبوة ناسفة فى 25 نوفمبر 2013، واستهداف نقطة شرطة بمحور 26 يوليو فى 7 يناير 2014، بالإضافة إلى العمليات الشهيرة التى نفذتها الجماعة فى 24 يناير 2014، وهى استهداف قسم شرطة الطالبية، واستهداف قوات الأمن المركزى أمام مترو البحوث.
كما وثق الإصدار المرئى عملية استهداف مقر قوات الأمن المركزى فى 31 يناير 2014، وعملية استهداف قوات الأمن المركزى فى ميدان الجيزة فى 7 فبراير، واستعرض الإصدار المرئى العملية الأخيرة للجماعة، وهى استهداف قيادات قوات الأمن المركزى فى ميدان النهضة بتاريخ 2 أبريل 2014، وتوقف أمام لقطة استشهاد العميد طارق المرجاوى الذى لقى مصرعه فى هذه العملية.
واختتمت الجماعة إصدارها المرئى الأول بمجموعة من العبارات، قالت فيها: "نذكر كل حر شريف بوجوب الثأر للأسيرات والانتصار ممن تعدى عليهن، فلا تخذلوهن بقعودكم"، بالتزامن مع بث مشاهد لاشتباكات بين طالبات بجامعة الأزهر وقوات الأمن.
ويقول أحمد بان الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تنظيم أجناد مصر هو تنظيم يضم شباباً متعاطفاً مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، الذى كان يخفى نزاعته التكفيرية، كما استخدم هؤلاء الشباب محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.
وأضاف بان، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هناك مجموعة من الشباب ألتفت حول أبو إسماعيل، وهو شباب خبرته محدودة فى العمليات الإرهابية، والدليل على ذلك استخدامهم عبوات بدائية وعملياتهم عبارة عن رصد لبعض رجال الشرطة والجيش، مشيراً إلى أن تصنيع القنابل الآن أصبح سهلاً للغاية فى ظل ثقافة الإنترنت التى أصبحت تسهل ذلك.
وأشار الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن تنظيم أجناد مصر يكفر الآن الشرطة والجيش فقط، ولكن مع الوقت سيكفر المجتمع كله، لافتاً إلى أن مواجهة هذا التنظيم تأتى من خلال الاهتمام بالطبقات الفقيرة والمهمشة، ومحارة الفساد والتهميش، ومعاملة جميع أبناء الوطن على قدر المساواة، والتركيز على التعليم والصحة، مشيراً إلى أن استمرار تلك الأجواء وهذا التجاهل سيؤدى إلى استمرار نشاط تلك الجماعات الإرهابية، بل وظهور جماعات جديدة تحارب المجتمع.
ويقول خالد الزعفرانى القيادى الإخوانى المنشق، إن تنظيم أجناد مصر هو تنظيم صغير يضم بعض الشباب المتأثرين بفكر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وسيد قطب والفكر القطبى، ويمارسون عمليات إرهابية إلا أنها عمليات بدائية ويستخدمون فيها قنابل بدائية.
وأضاف الزعفرانى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا التنظيم يتمركز فى الجيزة، وليس لديه خبرة طويلة فى الأعمال الإرهابية، كما انه تنظيم محدود لكنه نشيط فى عمليات رصد واستهداف رجال الشرطة، مشيراً إلى أن عناصر هذا التنظيم يكفرون النظام والدولة والجيش والشرطة، موضحاً أنه تنظيم صغير وسيقضى عليه خلال الأيام المقبلة.
الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، يصف «أجناد مصر» بأنه تنظيم يحيط به قدر كبير من الغموض، ويدلل على ذلك بطرح عدة تساؤلات، ومنها: «كيف عرف تنظيم أنصار بيت المقدس أن هناك خطأ حدث فى عمليتى البحوث والطالبية، وأن هذه العمليات قام بها أجناد مصر وليس المجموعة التابعة للأنصار الموجودة فى المكان نفسه؟».
حبيب يشير إلى أن هناك تشابهاً فى اللغة المستخدمة فى بيانات كل من أنصار بيت المقدس وأجناد مصر، ويذهب إلى أن الأخيرة هى جماعة مستنسخة من الأولى، مضيفاً: «من الممكن أن تكون «أجناد مصر» هى جناح آخر لأنصار بيت المقدس تسعى من خلاله إلى تشتيت أجهزة الأمن، وتخفيف الضغط الإعلامى وضغط الملاحقات الأمنية الذى تتعرض له الأنصار، أو ربما تكون الأنصار تمكنت من التواصل مع مجموعة من الشباب فى منطقة الجيزة، وهى منطقة خصبة بالتيارات الإسلامية، وأصبح هناك عمل مشترك بينهما».
ويرى حبيب، أن التصنيف الأدق لجماعة أجناد مصر هو أنها تنتمى للتيار السلفى الجهادى، لكنه يشير فى الوقت نفسه إلى أن مظاهرات جماعة الإخوان تضم على هوامشها بعض المنتمين لتيار السلفية الجهادية، بالإضافة إلى أن هناك مجموعات سائلة فى المسافة التى تفصل بين الإخوان والسلفية الجهادية، لافتاً إلى أن هذا الخليط قد ينتج عنه تشكيل مجموعة عمل جديدة، لافتاً إلى أن هذه المجموعة، وإن حدث وضمت شباباً من الإخوان، فإنها بالتأكيد منفصلة عن الإدارة المركزية للجماعة.
نرصد حقيقة تنظيم "أجناد مصر" بعد تنفيذه 10 عمليات إرهابية منذ الثلاثين من يونيو.. يتبنى أفكار سيد قطب و"حازمون".. يفتخر بإعلانه عن مسئوليته عن قتل رجال الشرطة.. ومحافظة الجيزة مركز أعماله الإجرامية
الخميس، 24 أبريل 2014 02:13 ص
الدكتور كمال حبيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة