محمد على سليمان يكتب: رسالة ورؤية المرشح

الخميس، 24 أبريل 2014 07:13 م
محمد على سليمان يكتب: رسالة ورؤية المرشح صندوق انتخابات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت اللجنة الرئاسية أسماء المرشحين المستوفين للشروط، وهما المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى وبعدها يبدأ الكل فى إعلان برنامجه الانتخابى، ومن المتوقع أن يتحاشى المرشحون إعلان ما هى خطواتهم فى المائة يوم الأولى، حتى لا يكرروا خطا الرئيس السابق .

وسوف يتنافس المرشحون فى إعلان برامجهم التى قد تتجاوزا الآلاف الصفحات، والتى قد تحوى على معلومات وأرقام يصعب على الناخب العادى فهمها، أو خطط مرحلية تحتاج إلى متخصصين لشرحها، وأرى أن هناك خطوة يجب على المرشحين عملها وهى إعداد رسالة ورؤية لهم لتكون سهله على الناخب العادى فهمها.

والرؤية بالنسبة للمرشح هى الخطوة الأولى فى الإدارة الاستراتيجية للدولة أو هى الفكرة المجردة القريبة من الحلم، لتكون منظورا مستقبليا للإدارة ومصدرا للشعور بالانتماء والولاء بالنسبة للمواطنين.

وتتضمن الرؤية أكثر المعانى والآفاق اتساعا فى الزمن وتوجها نحو المستقبل .

إن جميع الدول الكبرى لم تحقق إنجازاتها العظيمة بلا رؤية واضحة طموحة، إلى جانب الإدارة الكبيرة فى صنع القرار والعمل وصياغة وتنفيذ الاستراتيجيات المميزة لتجسيد تلك الرؤية المنشودة، فهناك حلم لدى المرشح ومنظور خاص به للدولة يجسده من خلال رؤيته المبنية على أساس إمكانات الدولة وطموحاتها .

أما رسالة الدولة التى يضعها المرشح فتدل على الغرض الأساسى الذى ترشح من أجله، أو المهمة الجوهرية له، وهى أيضا تعبير عن الرؤية العامة من جهة، وتوصيف أكثر تفصيلا لأنشطة ومصالح الدولة وقيمها الأساسية، وهنالك علاقة تفاعل وتكامل بين كل من رؤية ورسالة المرشح والأهداف الاستراتيجية والتكتيكية – المرحلية .

ويقال إن القادة العظماء يتميزن بمزايا استثنائية لتحفيز الآخرين نحو التوجه للغرض المشترك، لذا فإن القيادة العظيمة هى صاحبة الرؤية أو الإلهام، وهذه العبارة تشير لوصف أولئك الذين يمتلكون إحساسًا واضحًا بالمستقبل، وفهما كبيرا للإجراءات اللازمة للنجاح، وعملية القيادة تتطلب تحويل الرؤية إلى نتائج ملموسة .

ويجب على المرشح أن يجيب على هذه الأسئلة، وتكون إجاباته عليها دليلا على فهمه لإمكانيات وطموحات الدولة، وتكون هذه الإجابات بمثابة عهدا عليه لتنفيذها ودليلا على نجاحه فى إدارة الدولة أو دليلا على فشله فى وضع رؤيته لهذه الدولة، والأسئلة التى نريده أن يجيب عليها هى: ما هى رؤيتنا المتعلقة بالدولة ؟ إلى أين تتجه الدولة ؟، على ماذا يتم التركيز المستقبلى بخصوص مشاكل الدولة ؟ أى نوع من الدول نريد أن نصبح ؟ ما هو مستقبلنا الاقتصادى والصناعى التى نريد الوصول إليه خلال أربع سنوات وما بعدها ( فى حاله نجاحه لفترة ثانية )؟

إن أية نظرة أو مدخل حول التوجه بعيد المدى للدولة، يجب أن يكون من خلال التركيز ومواصلة تطوير المواطن، الذى هو أساس تقدم لأى دوله وهو الفاعل الأول لنجاح الرؤية الاستراتيجية الخاصة بالمرشح .

والرؤية الاستراتيجية تعكس طموحات المرشح الذى فى حال نجاحه تكون رؤية الدولة، وتزودها بنظرة بانورامية
عن ( إلى أين نذهب ) وتعطى إشراقا حول مستقبل خططها، أنها تترجم الغرض البعيد الأمد، وتجسد هوية الدولة، كما أنها تحدد للدولة اتجاه معين، وترسم مسارا استراتيجيا لها من اجل أتباعه.

وطالما هنالك دور للرسالة التى تتحدث حول (ماذا تعمل الدولة اليوم) فأن الرؤية الاستراتيجية عموما لها قيمة اكبر فى الصياغة الاستراتيجية، وتكوين التوجه .. إذ هنالك داع دائم وملح للنظر إلى ما بعد اليوم – الراهن، والتفكير استراتيجيا حول تأثير التقنيات الجديدة التى تلوح فى الأفق .

إن الرؤساء لا يستطيعون النجاح كقادة للدول أو كصانعى استراتيجية دونما رسم أولى للمضامين المسببة حول رياح التغيير، وبعدها يمكن إقامة خيارات أساسية حول اتخاذ أى من المسارات الاستراتيجية .

لا مفر من الحاجة للرؤية الاستراتيجية، المدعمة بالتصورات عن مجرى الأعمال الذى سيتبع، فالرؤساء يجعلون من ذلك منارة مرشدة لتحديد الموارد، وقواعد لصياغة الاستراتجية التى تهدى الدولة خلال فترة حكمهم.

وتكمن الخاصية الرئيسية للرؤية الاستراتيجية فى (إلى أين نحن ذاهبون؟ )، إن عبارة ( الرسالة ) كما تستخدم عادة تتجه للتعامل مع مشهد الدولة الحالى ( من نحن وماذا نعمل؟ )، إن الرؤية الإستراتيجية ( تصور ) المشهد المستقبلى للدولة ( أين نحن ذاهبون )
وإذا كانت رسالة الدولة تضع أمامها تعريفا واضحا حول ( من نحن وماذا نعمل ) ولكن أيضا تشير إلى ( أين تسير وماذا ستصبح عليه أعمالها ) فى الأعوام القادمة، فأنها بذلك تدمج بين الفكرتين، رسالة الدولة ورؤيتها الاستراتيجية فى بيان موحد، يصف أين هى الآن والى أين تسير . بكلمة أخرى، إن الرؤية الاستراتيجية وبيان التوجه المستقبلى للرسالة يغطيان بشكل أساسى الأرضية ذاتها .

وعلى أى حال يجب أن تكون رسالة المرشح ورؤيته مكملين لبعضهم، حتى تكون قابله للتنفيذ فى الواقع، وإن تكون ذات خطط مرحليه واقعية، تعطى للناخب الأمل فى الصبر على ما نحن فيه بغية الوصول إلى الهدف المنشود، الذى يتحقق بتحقيق رؤية المرشح خطوة بخطوة، فنستطيع أن نحكم على المرشح من خلال خطوات التنفيذ وفترتها الزمنية.

وأرى بذلك أن يكون لدى الناخب فرصة للتعرف على المرشحين وأهدافهم وخططهم وإمكانية تنفيذها .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة