كلنا يعلم علم اليقين الفرق الواضح بين كلمة حرية وكلمة تحرر ودون الخوض فى تفاصيل معنى الكلمتين فمن وجه نظرى أن الحرية فى مفهومها الحقيقى تعنى أن تكن حرًا فيما لا يؤذى الآخرين ماديًا ومعنويًا وغير ذلك فهو تحرر منبوذ.
وإذا ألقينا الضوء على مصر كمسرح للأحداث المتفاوتة فى الوقت الحالى، نجد أن هناك أشياء كثيرة ظهرت فى مجتمعنا لم نكن نعتاد عليها، وأصبحنا نجد مفاهيم عديدة ليس لها علاقة بالحرية من قريب أو من بعيد.
فلا شك أن هناك أسسًا وقيم وتعاليم دينية تربط بين الرسالات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام ولا خلاف أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل رسله لتهذيب النفوس وتطهير الأجساد وتحويلها من تبعية العباد إلى عبادة رب العباد. أما ما ينبثق عن هذا تحت مسميات أخرى وأفكار غريبة قد تحيد عن الهدف الأساسى ويظن البعض أنها الحرية، فلست حرًا فى قولك عدم وجود الله فهذا شذوذ عقائدى لا ينم إلا عن تحرر وليس حرية.
والمشكلة إن وسائل الإعلام أصبحت تسمح لهؤلاء بالتعبير عن اعتقاده تحت مسمى تبادل وجهات النظر.
أما حرية الفكر فلا يجب أن تطمس الحقائق وتبدل التاريخ وتخالف الواقع وتشذ عن المضمون، وتجعل قلمك وعقلك يتفقان على الخوض فيما يؤذى مشاعر الناس والعذر هو حريه الفكر فلا حرج أن يكون للإنسان آراء وتصورات مستقلة عن آراء الآخرين حول موضوع معين قد تختلف فيه وجهات النظر، ولكن حرية الفكر وحرية الكلام وحرية التعبير إذا ما خالفت الأسس التربوية والمجتمعية والقيم المنبثقة من الإرث الدينى لجميع الديانات السماوية، فهى بذلك تعد تحررًا لا فائدة منه سوى أحداث نوع من الشذوذ الفكرى داخل مجتمع شرقى مترابط فكريًا ومتحررًا من الأفكار الغربية الدخيلة.
أما حرية الإبداع، فالفرق بينها وبين الابتذال الحاصل حاليا شعره بسيطة متمثلة وواضحة فى كمية الأذى السمعى والبصرى التى تهل علينا وتقدم لنا كوجبات من خلال التلفزيون والسينما، فالعرى وهز الوسط وتجارة الجسد ناهيك عن الكلمات البذيئة والتقليد الأعمى والعنف والبلطجة ومشاهد الدم.
فإذا كان الفسق والفجور والانحطاط الأخلاقى موجودين كمنوذج مجتمعى فلا يجب ان يقدم بهذه الصوره كعنوان لمجتمع وأن من يقدموه أساسا هم من أسباب انتشاره أصلا، وهذا كله ليس من الإبداع أيها السادة بل هو التحرر الأعمى فأصبحنا لا نعرف طريقة الحوار الموضوعى مع أبنائنا ولا فرق بين الكبير والصغير فذهبت القيم وتاهت الأخلاق بين صالح وطالح وقل الوازع الدينى والسبب، هو حرية الإبداع أقصد التحرر فى كل شىء أفيقوا يرحمكم الله.
