لكل دولةٍ مجال حيوى تتحرك فيه وتؤكد وجودها من خلاله، ولقد ارتبط تعبير «المجال الحيوى» بشىء من الشبهات «النازية»، لأن «هتلر» استخدمه عند الحديث عن حيوية «الرايخ الثالث»، وواقع الأمر أن المعنى المجرد للمجال الحيوى يقترب كثيرًا من مفهوم «الدور الإقليمى»، «الهند» مجالها الحيوى فى «جنوب آسيا»، و«مصر» مجالها الحيوى» فى المنطقة العربية، و«المملكة العربية السعودية» مجالها فى منطقة الخليج، أما «إيران» فإنها تسعى لأن يمتد مجالها الحيوى إلى شواطئ «البحر الأحمر»! ولذلك فإن مفهوم «المجال الحيوى» ليس مفهومًا كريهًا ولكنه تعبير عن الدبلوماسية النشطة، بل إننا نضيف إلى ذلك أن مدلول «المجال الحيوى» يمكن أن يستند إلى مبادئ وأفكار مقبولة، وليست هى النازية القومية أو الفاشية الدينية أو الديكتاتورية العسكرية، بحيث تنشر دولة معينة أفكارها ومبادئها، ولقد ارتبط مفهوم «المجال الحيوى» فى المنطقة العربية مثلما ارتبط معنى «الدور الإقليمى» بدلالات سلبية فاعتبر بعض المحللين «حرب اليمن» خطيئة للدور الإقليمى المصرى حتى ولو كان الهدف تحرير «باب المندب» لصالح نظام الرئيس الراحل «عبدالناصر»!.
إننا نريد أن ننظف مفهوم «المجال الحيوى» و«الدور الإقليمى» مما علق بهما من شوائب نتيجة الممارسات الخاطئة، والتوجهات المنحرفة والسياسات المتهورة، وذلك حتى تستعيد الكلمة معناها الصحيح، أما الذين يتصورون إمكانية أن تعيش دولة ما فى عزلة عن مجالها الحيوى، فهم كمن يتصورون حياة الأسماك خارج المياه!.
إن المجال الحيوى والدور الإقليمى لا يعنيان العدوان على الآخرين، ولكنهما يشيران إلى أهمية العمل الدبلوماسى النشط فى مجالٍ محدد جغرافيًا، ومعروف تاريخيًا، ومتشابه سكانيًا.
د. مصطفى الفقى يكتب: السياسات الخاطئة تلحق ضررا كبيرا بالدور الإقليمى للدول.. والعمل الدبلوماسى بالغ الأهمية لتعزيز وضعنا فى المنطقة.. والمجال الحيوى لمصر يشمل المحيط العربى
الخميس، 24 أبريل 2014 08:33 ص