جمعة على عبد الحفيظ يكتب: لا للمصالحة مع هؤلاء الإرهابيين

الخميس، 24 أبريل 2014 04:04 م
جمعة على عبد الحفيظ يكتب: لا للمصالحة مع هؤلاء الإرهابيين صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يتقبل المجتمع المصرى عودة الإخوان مرة أخرى للحياة السياسية والاجتماعية بعد كل هذه الأحداث والتى أودت بحياة الكثيرين من أبناء الشعب الواحد، وتركت جرحاً عميقاً فى نفوس المصريين بشتى اتجاهاتهم، أعتقد أن ذلك صعباً جداً، خصوصا ً من جانب العامة الذين يتلقون يومياً رسائل الكراهية والتحريض ويرون بأم أعينهم القتلى والجرحى من الجنود الأبرياء والضباط الذين يؤدون واجبهم.

أو أولئك المتعاطفون مع الإخوان الذين يتم شحنهم إعلامياً وفكرياً من القنوات المحرضة ضد الجيش والشرطة والرموز الدينية والسياسية المختلفة معهم فكريا، فهذا الانقسام الحاد بين طوائف الشعب تجاه ما يحدث فى وطننا الحبيب والغير متكافئ، فالذين يكرهون الإخوان أصبحوا بالملايين مقارنة بعدة مئات فى الجانب الآخر ، فمن الصعب أن تحتوى هؤلاء فى جانبك أو أن تصل معهم لصيغة تفاهم وتوافق فهم تشبعوا بأفكار خبيثة تجاه جيشهم وقادته وتجاه الشرطة وأفرادها، فتجدهم يشمتون عند استشهاد جندى أو ضابط، يدعون زورًا أن الشرطة والجيش هم من يدبرون ، لا يصدقون إلا أنفسهم أو قادتهم أو إعلامهم المزيف، فلن تعيدهم القنابل أو المتفجرات إلى ميدان السياسة مرة أخرى، بل تأخذهم بعيداً ، حيث النهاية، إن المجتمع يلفظهم وكأنهم دخلاء محتلون، لأنهم يدافعون عن قضية محسومة لصالح الشعب وما اختاره الشعب يدعون الدفاع عن الدين وهم يخالفونه فى أبسط تعاليمه، القتل عندهم مبرر، ونشر الرذائل أصبح مباح وسب الرموز والساسة أصبح واجب شرعى، هل يستحق كرسى الحكم كل هذه الدماء التى سالت، هل يستحق منا كل هذا العناد أم أنها المصالح الشخصية المتعارضة لقادة الجماعة ومخالفيهم، على الجماعة أن تتطهر من داخلها أولاً، تنظيميا وفكريا.

بعدها تفكر كيف تعود للمجتمع وله وقتها الحرية فى قبولها أو رفضها ونسيان كل ما يحدث وما حدث ، السقوط المدوى للجماعة بعد عام واحد من الحكم ، يجعلهم يتساءلون: "لماذا وعند الإجابة سيجدون الكثير والكثير من الأسباب التى تستوجب أن يعيدوا التفكير مرة أخرى فى منهجهم وفكرهم ، ولا يعلقون شماعة الفشل على الجيش وقادته أو على الشرطة بل الفشل بدأ من عندهم من داخلهم أولاً ، والأسباب كثيرة ، أولها الغرور ، وآخرها عدم القدرة على إدارة الدولة وبينهما الكثير من الأسباب التى يعرفونها هم قبل غيرهم".

لقد أصبحوا فى خانة المدافعين عن وجودهم عن أفكارهم وتوجهاتهم لقد تحولوا من الدعوة لمنهج الجماعة إلى الدفاع عن ذلك المنهج محاولين تبرئته، أعى تماماً حجم الصدمة التى أصابتهم من هول المفاجأة التى بسوء تقديرهم لم يتوقعوها ، فهم يشككون فى عدد الذين خرجوا فى الثلاثين من يونيو ، ويلصقون التهم بالجيش والشرطة ، ويروجون للانهيار الاقتصادى ، ويصدرون الإشاعات ويصدقونها وما هى إلا أيام قليلة ويثبت كذب إشاعاتهم ، وتجدهم أيضا مازالوا مصدقين ، إن دماء الطلاب فى الجامعات فى رقاب قادة الجماعة أولاً قبل أى جهة أخرى ، فى رقبة من يصورون لهم أن القضية قضية دين وشريعة وإسلام، وكذلك دماء الأبرياء من الجنود والضباط فهى فى رقابهم بلا شك أو ريب، وآخرهم الرائد محمد جمال ، ضابط المرور، ما علاقة المرور بكم أو بفض إعتصامكم أو بمن يزورون بيوتكم ليلاً أو بمن يعذبونكم كما تدعون داخل السجون ، أم أنه القتل لمجرد القتل ، إنه التعطش للدماء.

وتعتقدون أنكم بذلك تخدمون القضية بل أنتم تدنسوها ، تغتالوها بأيديكم ، تزيدون من حجم كراهيتكم وتبعدون المسافة التى بينكم وبين الشعب ، أشلاء محمد جمال التى تناثرت فى محل عملة ، ودمائه التى تطايرت وقعت بين أيدى المصريين وفى قلوبهم زادتهم حباً لوطنهم ، ولجيشهم ، وزادتهم عزيمة وإصراراً على القضاء على الإرهاب ومن يسانده أو يموله ، ولا أملك إلا أن أقول إلى الفردوس الأعلى أيها الجندى الشهيد ولتعلم أن دمائك الطاهرة هى بلسم للشعب كله لكى يشفى من سرطان الإرهابيين وأنك وكل زملائك الشهداء فى قلوبنا لن ننساكم أبدا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة