بعد ثورة 1919بسبع سنوات، كتب الأديب والمفكر الراحل توفيق الحكيم "عودة الروح" رواية اجتماعية واقعية تحمل إسقاطات سياسية، والروح هنا روح وطن روح مصر التى أراد أن يؤكد الكاتب أنها عادت لتنهض من جديد، وإن الجاهلين بقيمة مصر ومكانتها كلما مرت بمحنة ظنوا أنها ماتت فتفاجئهم بالعودة أقوى مما كانت.
وبعد ثورة يناير بثلاث سنوات، كتب على الجندى "حلاوة روح" والجملة تستخدم فى الحديث الدراك لوصف حال من يقترب من الوفاة حين يأتى بتصرف مفاجئ لا يتناسب ووضعه الصحى. كأنهم يقولون إن الروح لها حلاوة وتأبى أن تفارق صاحبها دون ان تترك اثر لدى من يحبوه .
وفى الفيلم الذى كتبه الجندى روح هى بطلة الفيلم هيفاء وهبى و"الفيلم بيبان من أفيشه" وملابس هيفاء تدل على مشاهد الفيلم الذى شارك فى بطولته طفل وفى دور العرض رفعوا يافطة ممنوع مشاهدة الأطفال قمة التناقض.
فالرقابة على المصنفات الفنية أجازت عرضه للكبار دون الأطفال، وبطل العمل طفل شارك وشاهد مشاهد حية وليس عبر الشاشات.
الفيلم أثيرت حوله ضجة بسبب بلاغ تقدمت به حنان عزالى مستشارة أسرية وخبيرة تنمية بشرية، طالبت بوقف عرض الفيلم لإظهاره المجتمع بحالة فجة ولاستغلاله للأطفال، كما انتقد الفيلم المجلس القومى للأمومة والطفولة وطالب بوقفه".
وانتقدت كتابات كثيرة الفيلم، الذى بدأ عرضه أول إبريل وتم رفعه من دور العرض، مساء الأربعاء 16 إبريل، بعد قرار رئيس الوزراء.
وللأسف بعد منع العرض، ارتفعت مرات مشاهدته على اليوتيوب.
فيلم"حلاوة روح" لا يأتى خارج السياق، ولكنه جزء من مناخ عام تدهورت فيه الأخلاق مشاهد الرقص والاغتصاب عامل مشترك فى كل الأفلام، تركب ميكروباص تصطدم أذنيك "يا بت إدينى بوسة وأنا أديك المحفظة " تفتح الراديو تسمع المذيع المتلمع "يسب الدين على الهواء " تفتح التليفزيون تقلب بين القنوات لتصدمك قناة فلول وسما المصرى وهى وتطلق شتائمها لتنال الجميع عدا "الحليوة"، تدخل صفحات التواصل الاجتماعى لتجد أنها تحولت إلى ساحات حرب، وتنابذ بالألقاب وتوجيه اتهامات.
"حلاوة الروح "حالة لا يكفى قرار رئيس الوزراء لمقاومتها، وإنما تحتاج لمقاومة مجتمع يرفض القبح والابتذال من أجل "عودة الروح" لمصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى ريان
الي السيده كاتبة المقال