
كشفت مصادر أمريكية أن مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء محمد فريد التهامى، المتواجد حاليا فى العاصمة الأمريكية واشنطن لعب دور مهما فى المباحثات مع الجانب الأمريكى، من أجل إتمام صفقة مروحيات الأباتشى، التى امتنعت الولايات المتحدة عن تسليمها للجيش المصرى منذ ١٠ أشهر.
وقالت المصادر لـ"اليوم السابع": إن التهامى نجح فى إقناع المسئولين الأمريكيين الذين التقاهم، بضرورة استئناف صفقة الأباتشى، والمكونة من ١٠ مروحيات، وكان من المفترض أن تتسلمها مصر فى شهر يوليو الماضى.
وعمل التهامى خلال الشهور الماضية، على توضيح حقيقة الوضع فى مصر، وطبيعة العمليات العسكرية فى سيناء ضد التنظيمات الإرهابية. وخطورة المتطرفين المتواجدين فى شبه الجزيرة، على الأمن القومى المصرى، وانعكاسات ذلك على أمن المنطقة بالكامل.
وقد حاول التهامى على تغيير الوجهة الأمريكية تجاه مصر، ونجح فى ذلك بعد رحلته المفاجئة لواشنطن ولقاءاته مع مسئولى إدارة أوباما، وقالت مصدر أمريكى لـ"اليوم السابع" أن عملية إسقاط المروحية المصرية فى سيناء، كانت أكبر مؤيد لوجهة نظر الجانب المصرى، والمخابرات المصرية التى وصفها بأنها "شريك استراتيجى مهم للولايات المتحدة".
وتشهد العاصمة الأمريكية، ظهر اليوم، اجتماعا مهما، بين وزير الخارجية جون كيرى، ورئيس المخابرات المصرى، اللواء محمد فريد التهامى. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الاجتماع الذى سينعقد، فى تمام الساعة الثانية ظهرا، (الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة)، سيكون مغلقا، ولن يسمح للصحفيين ووسائل الإعلام بحضوره.
نجاح التهامى فى مهمته أثار تساؤلات عدة حول جدوى زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى التى ستبدأ لواشنطن غدا الخميس، خاصة أن مدير المخابرات أنهى التوتر الذى شاب العلاقات بين القاهرة وواشنطن خلال الفترة الماضية .
قررت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، استئناف مساعداتها العسكرية لمصر، بشكل جزئى، بعد أن تم وقفها فى أكتوبر الماضى، ووفقا للقرار سيتم تسليم مصر صفقة الأباتشى، التى تم وقف تسليمها فى يوليو الماضى، عقب عزل محمد مرسى عن السلطة.
وأبلغ وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجيل، أمس الثلاثاء، نظيره المصرى الفريق صدقى صبحى رسميا بالقرار، حيث قال هيجل للفريق صبحى، خلال مكالمة هاتفية، "إن الرئيس أوباما قرر تسليم مصر ١٠ مروحيات أباتشى، من أجل دعم عمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء".
وأكد وزير الدفاع الأمريكى، أن واشنطن ترى أن الطائرات الجديدة ستساهم فى دعم الحكومة المصرية فى مكافحة المتطرفين الذين يهددون أمن مصر والولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، الأدميرال جون كيربى، "إن الوزير هيجل، أعرب عن عدم قدرة الإدارة الأمريكية على الاعتراف رسميا بأن مصر حاليا تتخذ خطوات لدعم التحول الديمقراطى"، مؤكدا أن بلاده تحث الحكومة المصرية على اتخاذ خطوات حقيقية من أجل احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المصريين.
قرار أوباما حظى بتأييد الكونجرس الأمريكى، حيث قالت النائبة كاى جرانجر، رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس النواب، بالكونجرس الأمريكى، أن اللجنة التى ترأسها، والمشرفة على المساعدات الأجنبية، وافقت على قرار إدارة الرئيس أوباما بتسليم مصر، ١٠ مروحيات أباتشى.
وأكدت جرانجر، فى بيان لها، أن مصر تمر بوقت حرج، ويجب دعمها، من أجل ما وصفته بـ"مواجهة التحديات الأمنية".
وقالت النائبة الجمهورية: "مصر تواصل عملية الانتقال الديمقراطى، وتسعى من أجل نقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية جديدة، وذلك يستدعى أن تقوم الولايات المتحدة بالتعاون مع الحكومة المصرية، ودعم الشعب المصرى"، بحسب ما أكدت فى بيانها الصادر منذ قليل.
وأضافت جرانجر: "لقد واصلت الدفاع عن حق المصريين فى الحصول على الأدوات اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادى، والحفاظ على مصر كبلد آمن، وذلك يشمل، منح مصر المعدات العسكرية اللازمة لعمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء وغيرها من الأماكن التى تواجه التحديات الأمنية، التى تشكل تهديدا لمصر والمنطقة".
موضوعات متعلقة:
مصادر أمريكية: مدير المخابرات لعب دورا مهما فى إنهاء صفقة الأباتشى
أوباما يقرر استئناف المساعدات العسكرية لمصر.. والبنتاجون يعلن رسميًا تسليم الجيش صفقة الأباتشى.. والكونجرس: يجب دعم الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب.. وكيرى يجتمع برئيس المخابرات المصرى فى واشنطن اليوم