حادث الصف الأخير وتبادل إطلاق الرصاص قرابة الخمس ساعات متواصلة من أسلحة ثقيلة بين عائلتين بسبب "الثأر" ومقتل وإصابة 8 أشخاص، وحرق المنازل، فتح الملف الساخن عن هذه المدينة الملتهبة التى يقطنها العديد من العائلات المتناحرة، بعدما أصبحت المنطقة ممتلئة بكميات كبيرة من السلاح المهرب إليها عن طريق حدودها الشرقية مع صحراء البحر الأحمر والدروب الصحراوية، التى تصل الصف بالسويس والإسماعيلية وصولا إلى سيناء، حيث أباطرة السلاح والمخدرات.
عانت مدينة الصف طوال السنوات الماضية من الخصومات الثأرية وتناحر كبار العائلات، وتسببت الاشتباكات المتكررة بصفة دورية بين العائلات عن سقوط عشرات القتلى والمصابين فى ظل امتلاك العائلات والقبائل لترسانات من الأسلحة النارية والثقيلة، خاصة بعد اندلاع ثورة 25 يناير واستغلال الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد، حيث سجلت محاضر الشرطة أكثر من 150 جريمة ثأر راح ضحيتها أشخاص كثيرون، وبالرغم من مجهودات مديرية أمن الجيزة واقتحامها للمناطق الجبلية الوعرة لمطاردة الخارجين عن القانون وجمع كميات كبيرة من السلاح إلا أن الصف تظل بؤر إجرامية خطيرة فى ظل تضاريسها الجغرافية الوعرة عن طريق انتشار الجبال.
لم تكن الحوادث الجنائية فقط هى المشكلة التى واجهت الداخلية بالصف، وإنما ظهور الجماعات الإسلامية والإخوان خاصة فى ظل حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وارتكاب هذه الجماعات العديد من المجازر كان آخرها اقتحام مركز شرطة الصف مرتين أحدهما عقب ثورة 30 يونيو والثانية يوم فض اعتصام رابعة العدوية، بالإضافة إلى اقتحام النقاط الشرطية ومجلس المدينة، ومحاولة اغتيال المقدم محمد مختار رئيس المباحث.
العميد محمود شوقى مأمور مركز شرطة الصف يعد كلمة السر فى المنطقة، حيث حرصت مديرية أمن الجيزة على الإبقاء عليه بالمنطقة، لما يتمتع به من شخصية قوية وحزم فى التعامل مع الخارجين عن القانون، بالإضافة إلى ذكائه الاجتماعى وعلاقته القوية برموز العائلات، حيث يتدخل فى وقت الأزمات لإنهائها، وتخضع كبرى العائلات لقراراته، خاصة أنه ينتمى إلى كبرى عائلات الصعيد "هوارة" بقنا.
ونجح "شوقى" مؤخراً فى تحقيق نتائج أمنية إيجابية وضبط عشرات من الخارجين عن القانون وجمع كميات كبيرة من السلاح، كما نجح فى فك لغز السطو المسلح على السيارات وسرقتها بالإكراه على مستوى الجمهورية والهروب بها إلى جبال الصف لتفكيكها وإعادة بيعها مرة أخرى، حيث اقتحم مأمور مركز الصف لأول مرة المنطقة الجبلية وضبط التشكيلات العصابية وأعاد عشرات السيارات المسروقة بإشراف اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة.
ويتبع مركز الصف محافظة الجيزة على الرغم من وقوعه على الشاطئ الشرقى لنهر النيل مقابل مركز العياط، وتشتهر الصف بمصانع الطوب الطفلى التى تنتشر بقرية أسكر والودى وعرب أبو ساعد، كما ينتشر المركز بمناطقه الزراعية ومصانعه المتعددة، الذى من أشهرها مصنع سورناجا الذى كان يصنع الفخار والقيشانى وجميع أعمال الصينى من أطباق وفناجين مع الرسومات والزخرفة عليها، ومن أشهر المناطق بمركز الصف.
ويتبع مدينة الصف قرية غمازة الكبرى وقرية أسكر وقرية الودى وقرية الأقواز والفهميين ونزلة عليان وقرية الشرفا والديسمى وغيرها من القرى، ومعظم القرى ومناطق المركز تقع على شرق وغرب الطريق الصحراوى للصعيد، الذى يربط المركز بالصعيد بالقاهرة وحلوان، وقام الجيش بعمل طريق فوق المركز بنحو 15 كيلو مترا يربط المركز بالقاهرة والطريق الدائرى والأوتوستراد فوق القاهرة، ومما هو مشهور فى التاريخ أن النبى موسى ولد بقرية أسكر وكذلك مما هو مشهور قرية مسجد موسى التى يقال إن بها مسجدا كان يتعبد فيه النبى موسى، وكذلك مما هو مشهور أن الصف وبلاده كانت متنزها للملوك والأمراء على مر العصور والأزمان.
مجزرة الصف تفتح ملف الخصومات الثأرية من جديد.. المنطقة تحتوى على ترسانة أسلحة.. ومركز شرطة المدينة سجل 150 حادث ثأر منذ الثورة.. والخارجون عن القانون والإرهابيون حولوا جبالها وكراً لجرائمهم
الأربعاء، 23 أبريل 2014 11:32 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو يوسف
غريبة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو يوسف
غريبة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الجزار
الصف معقل الارهابين