السباق فى الانتخابات الرئاسية هذه المرة أكثر تحديدا، لأن المنافسة محصورة يين اثنين من المرشحين حمدين صباحى، صاحب تجربة سابقة فى انتخابات الرئاسة سجل فيها نقاط تميز، والثانى عبدالفتاح السيسى الرجل الذى اتخذ واحدا من أصعب القرارات فى تاريخ مصر، عندما انحاز لإرادة الشعب، وجنب البلاد حربا أهلية كانت تظهر فى الأفق مع رفض الرئيس السابق مرسى الاستجابة لمطالب الانتخابات الرئاسية المبكرة، وغرور جماعة الإخوان، وتكرار تجربة الحزب الوطنى بصورة أسوأ.
حمدين لعب دورا فى 30 يونيو التى كانت تواجه وضعا أصعب من يناير لأسباب كثيرة، فضلا عما واجهته البلاد من تحديات وإرهاب ولايزال فضلا عن تدخلات دولية وإقليمية الأمر الذى يجعل البلاد بعد 3 سنوات وأكثر فى حاجة إلى العقل، وإلى سياسة تتجاوز حالة التشتت والجدل العقيم الذى شهدته خلال السنوات التالية لرحيل مبارك.
وبصرف النظر عن موقف كل مواطن تجاه المرشحين، ومدى قناعته بانتخاب أحدهما، فإن إنجاز الانتخابات الرئاسية فى حد ذاته سيكون خطوة نحو إنهاء خارطة الطريق التى ستكتمل بالانتخابات البرلمانية. والأهم أن الظروف الآن غيرها فى 2011، أو حتى 2012 وما بعدها، تغيرت مواقف وتبدلت تحالفات وتغيرت قناعات الكثير من المواطنين بناء على خبرات وتصرفات، وأيضا بناء على إعادة تقييم لمواقف السياسيين، والنشطاء، وتكونت لدى المواطن العادى خبرات، لم يعد معها هو نفسه قبل ثلاث سنوات.
لكن الملاحظ حتى الآن، أن المنافسة هى بين أعضاء حملتى المرشحين عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى. و الظاهر أن المحيطين بكل مرشح سواء السيسى أو صباحى يلجأون أحيانا لتصرفات تبدو غير مدروسة وتضر بالمرشح أكثر مما تفيد، فالهدف ليس فقط هزيمة الخصم، لكن الفوز، وطبيعى ان المعارك السياسية تخلو عادة من أغلب القواعد المتعارف عليها فى علوم الأخلاق، ويكون الضرب تحت الحزام وفوقه واردا وحتى خلع الحزام نفسه.
لكن المهم ان تكون الضربات والمنافسات بهدف الفوز، وألا تتحول إلى مجال للابتزاز والمزايدات التى لن تفيد البلاد ولا خارطة الطريق، وبعضها يمثل طموحات المحيطين بكل مرشح والتى ترتبط عادة بفوزه.
حملات المرشحين تركز على سلبيات المنافس دون أن تتحدث عن ميزات المرشح، وهو ما يعيدنا لسياقات سلبية تصنع شرخا سياسيا وتفيد خصوم المستقبل.
ويحتاج الكثير من السياسيين والنشطاء وأعضاء الحملات للتعلم من أخطائهم وتحديد الهدف من الانتخابات بدلا من التفرغ للمزايدة. حتى لاتتكرر سياسة البحث عن هزيمة وليس البحث عن هدف.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جاب الله
نفسى أعرف!!!!