سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 إبريل 1908.. رحيل قاسم أمين بعد عشر سنوات من الغضب بسبب " تحرير المرأة"

الأربعاء، 23 أبريل 2014 09:21 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 إبريل 1908.. رحيل قاسم أمين بعد عشر سنوات من الغضب بسبب " تحرير المرأة" قاسم أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم من المآسى تعرض لها "قاسم أمين" بسبب كتابه "تحرير المرأة"؟، وصفه معارضوه بـ"الزنديق" و"الفاجر" و"الإباحى"، ثم امتد الأمر إلى ما هو أفدح، وفى كتابه "أفكار ضد الرصاص" للكاتب الصحفى الراحل "محمود عوض"، والصادر عن "دار المعارف" تقرأ واحدة من تلك المآسى.

يقول عوض: "عندما عاد قاسم أمين إلى منزله فى المساء أدرك بعد خمس دقائق أنه ارتكب غلطة فظيعة، لقد توقع أشياء كثيرة، ولكنه لم يتوقع هذا المنظر الذى يراه أمامه داخل منزله فى شارع الهرم".

كان المنظر عبارة عن رجل غريب يقول لـ"قاسم" ببساطة شديدة: "أنا عاوز الست بتاعتك"، فرد عليه بهدوء شديد: "عاوزها فى إيه؟"، رد الرجل: "عاوز اجتمع بيها، عاوز اختلط معاها، عاوزها تخرج معايا، ومرت لحظات صمت ووقاحة قبل أن يستأنف الرجل الغريب حديثه مستفزا قاسم أمين: ألست تدعو إلى سفور المرأة، واختلاطها بالرجال ومساواتها بهم؟، ألست تنادى فى كتابك بأن تنزع المرأة حجابها وتكسب حريتها كاملة؟، أليس هذا كتابك "تحرير المرأة؟، ورد "قاسم أمين" ببساطة: "نعم هذا كتابى، ولكنك أسأت فهم أفكارى فى هذا الكتاب".

صدر كتاب "تحرير المرأة" عام 1898، وتوفى "قاسم أمين" فى مثل هذا اليوم 23 إبريل 1908، وبين إصدار الكتاب ورحيل صاحبه، مضت عشرة سنوات واجه فيها معارك كبيرة، وكما يقول " عوض" فى كتابه: "خشى قاسم أن يتحمل وحده مسئولية إصدار الكتاب فعرض على صديقه "أحمد شفيق باشا" رئيس الديوان الخديوى الذى تخرج من مدرسة العلوم السياسية والحقوق بباريس أن يشاركه، ولكن الخوف تغلب على " شفيق " فاعتذر لأن " الأفكار لم تتهيأ بعد لقبول مثل هذه الدعوة.

تصدى "الكتاب" لقضايا تعليم المرأة وحجابها، لم يدعو إلى السفور وإنما دعا إلى "الحجاب الشرعى"، وقال عن تعليمها: "لست ممن يطلبون المساواة بين الرجل والمرأة فى التعليم فذلك غير ضرورى"، وطبقا لذلك كان مصلحا أكثر منه ثائرا ومتمردا، وبالرغم من ذلك كله لم يرحمه أحد، ولم يجرؤ الكثير من أصدقائه على مساندته، وعاقبه الخديوى "عباس حلمى الثانى" بمنعه من دخول قصر عابدين عقابا على "أفكاره الفاجرة".

أما الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وأحمد لطفى السيد، فرغم موافقتهم على الكتاب، بل قراءته قبل طبعه، لكنهم التزموا الصمت فى مواجهة عاصفة الغضب ضده، فلم يجرؤوا على تأييده علنا، كما كان الزعيم مصطفى كامل من أشد أعداء دعوة "قاسم أمين"، وأفرد صفحات جريدته "اللواء" لعدة أشهر للهجوم عليه والتشكيك فى وطنيته، أما جريدة "المؤيد" التى تحمست للكتاب فى البداية، فانقلبت عليه وفتحت صفحاتها للمعارضين وكان على رأسهم "محمد فريد وجدى".

مات "قاسم أمين" بالسكتة القلبية وعمره 43 عاما، وبعد رحيله تحولت أفكاره إلى "أيقونة" وحظى اسمه بشهرة النجوم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة